التتمة الأولى هي لتعليقات جماعة «الإخوان» البحرينيين حول مقال أمس الذي امتدحت فيه الإعلام المصري، فهم -أي إخوان البحرين- اختلفوا معي في التشخيص، فهم يرون أن الإعلام المصري غير محايد وكذاب ومنافق.. إلخ، وليتهم وقفوا عند حد الاختلاف في الرأي، إلا أن بعضهم اتهمني بـ «النفاق» وبعضهم بـ «العمالة للأمريكان» مثل الإعلام المصري، لأنني كما قال أحدهم محتاجة لفلوس كي أغير أثاث البيت!! لا حول ولا قوة إلا بالله.
إخوان البحرين يرتكبون أكبر أخطائهم بفرض أنفسهم على المشهد المصري، فهم يقفون اليوم ضد قناة العربية، ولم يتركوا لفظاً أو عيباً إلا وألصقوه بها، فقط لأن موقفها لا يتفق مع موقف الإخوان في مصر، ناسين أنها القناة الوحيدة التي وقفت مع البحرين وقت أزمتها، والقناة الوحيدة التي أعطتنا مساحة لم نأخذها في إعلامنا البحريني في وقت كنا نبحث فيه عن نافذة تنصفنا أمام العالم!!
إخواني «إخوان البحرين»:
موقفكم الوطني في البحرين وموقفكم من إيران وموقفكم من المشروع الأمريكي مواقف وطنية بحرينية أصيلة مشرّفة لا يشكك فيها أحد، وبكل صدق أتمنى منكم النأي بأنفسكم عن المشهد المصري هذه الأيام، فهو أكثر تعقيداً مما تعتقدون، خاصة وأنه لم يكن لكم رأي أو دور في الحراك الإخواني المصري داخل مصر لا من قبل ولا من بعد.
فطبيعة علاقة إخوان مصر بإيران كانت ومازالت شأناً إخوانياً مصرياً، لم يؤخذ برايكم فيها ولم تستشارون، علاقة اتخذها إخوان مصر بناءً على اعتبارات مصلحة مصر القومية من وجهة نظرهم، وتبعاتها التي برزت في إعادة العلاقة بعد انقطاعها لأكثر من ثلاثين عاماً حين وصلوا لسدة الحكم متمثلة في زيارة نجاد وفتح خط السياحة والتحويلات المالية للقيادات الشيعية المصرية على مرأى ومسمع إخوان مصر..إلخ، وغيرها من المواقف المعاكسة للمصلحة البحرينية والخليجية، اتخذوها دون الرجوع لكم ودون مشورتكم ودون اعتبار لحساسية وضرر تلك القرارات عليكم في الخليج، كذلك علاقة الإخوان المصريين بالأمريكان أعقد مما تتصورون وموقف السفيرة الأمريكية الآن وموقف الإدارة الأمريكية من المشهد المصري الأخير خير مثال، فلم تعتقدون أن من ينتقد إخوان مصر يسحب ذلك النقد على إخوان البحرين؟ لم تحملون أنفسكم وزراً ليس وزركم؟! خاصة أنه ليس كل من علق على المشهد المصري وضع جميع الإخوان في سلة واحدة.
كنتم ومازلتم بعيدين عن القيادة المركزية الإخوانية في مصر حين اتخذت تلك القرارات وهي أدرى بشعابها، مثلما تركت لكم حرية اتخاذ القرارات لأنها بعيدة عن شعابكم.... فرجاء كونوا أكثر ذكاء، أنتم مازلتم على البر وانأوا بأنفسكم عن المشهد المصري فإنكم بالفعل كالأطرش في الزفة المصرية لا ناقة لكم فيها ولا بعير، أنتم كالجار المصر على إتمام زواج بنت الجيران، رغم أن العروس ابنة الجيران صاحبة الشأن مصرة على الطلاق!! .. تقبلوا النصيحة مع كل المحبة والمودة.
التتمة الثانية: تقييد تلفزيون البحرين كان أكبر خطأ ارتكبته السلطة في البحرين لأنها عطلت سلاحاً وكتيبة وطنية، كان بإمكانها إقناع العالم من خلاله بأن الإجراءات الأمنية الصارمة المطلوبة اليوم هي مطلب «شعبي» وليست مطلب «سلطة»، وهذا هو الواقع الذي عكسه الإعلام المصري بجدارة لا أكثر ولا أقل، اختلفنا أو اتفقنا على ثورة 30 يونيو.
فالعالم استمع للإعلامي وللسياسي وللحقوقي وللأكاديمي وللفلاح وللعامل و للمرأة وللشباب المصريين مباشرة عبر القنوات الفضائية ودون مونتاج وهم يتصدون بجرأة للمشروع الأمريكي ويتصدون للإرهاب ويتصدون لجماعة الإخوان المصرية، فما كان من العالم إلا الاستجابة للإرادة الشعبية وآخرهم الأمريكان.
ومقارنة مع أداء إعلامنا المقيد في البحرين.. أتدرون أن العديد من الزوار والمراقبين والإعلاميين المهتمين بالشأن البحريني من الذين أعادوا النظر مؤخراً بموقفهم منا، لم يسمعوا بوقفة الفاتح لا الأولى ولا الثانية ولا الثالثة.. لأن التلفزيون البحريني لم يستثمرها ولم يوظفها كما تستحق. بل طمسها «للذين يقولون إنها وقفة مرتبة من الحكومة»، في حين أن صور ومشاهد 30 يونيو المؤثرة والتي غيرت نظرة المجتمع الدولي تجاه ما حدث في مصر واقتنعت بأنها إرادة شعبية كانت بسبب كاميرا هليكوبتر الجيش المصري التي بثت مباشرة من القنوات الفضائية المصرية. صورة واحدة قلبت الموازين، موقف رسمي وشعبي متحالف وشجاع وحازم لم يتردد ولم يستمع لتهويش المهوشين ولا لرجف المرتجفين حسم القضية.
الصورة الصورة الصورة. الإعلام.. الإعلام.. الإعلام.
التتمة الثالثة: حول مقال المشروع الإصلاحي بحاجة لـ«ريتسارت»: فـــي تصوري أن المواقف الشعبية حتى اللحظة تجاه أحداث الإرهاب الأخيرة ليســـت علـــى المستــــوى المطلـــوب، المطلوب حراك أكثر من مجرد إصدار البيانات من هذه الجمعية أو تلك، نحن بحاجة لمؤتمرات شعبية كالتي حدثت في بداية المشروع الإصلاحي في نادي الخريجين، المطلوب أن تحتشد القوى الشعبية المناوئة للإرهاب من جميع المؤسسات المدنية والشعبية وتعلن عن موقفها وليس مؤتمر صحافياً لبعض الشخصيات وبعض الكتل النيابية، المطلوب حراك للسلطة التشريعية يتناسب وحجم التطورات على الأرض، المطلوب تجاوز المجاملات الاجتماعية في المجالس الرمضانية خاصة التي تزورها القيادات الرسمية وإيصال صوت الناس وحجم تذمرهم ونفاد صبرهم على «حكمة» الدولة.
التتمة الرابعة: التأخير في اتخاذ موقف حازم وقاطع تجاه منابع الإرهاب ليس في صالح البحرين لا محلياً ولا دولياً.
التتمة الخامسة: مصر فعلتها ولم تخضع للضغوط الأمريكية، والبحرين عليها ألا تخضع للضغوط الأمريكية، فالكل يرضخ للإرادة الشعبية، والقيادة البحرينية لديها دعم شعبي كبير للإجراءات الأمنية التي تتصدى للإرهاب، وبإمكان هذا الدعم أن يجبر المجتمع الدولي على الخضوع لإرادته رغماً عن أنف الولايات المتحدة الأمريكية، المصري رفع رأسه بحشد جماهيري وبتجاوب من المؤسسة الأمنية حفظ أمن مصر القومي. فهل سنطأطئ رأسنا أم سنرفعه؟
التتمة السادسة: أشتاق للبحرين قبل استفحال خطر إرهاب جماعة الولي الفقيه، حين كنا بالفعل «إخوان سنة وشيعة»، حين كنا لا نحتاج لذكر هذا الشعار لأنه كان واقعاً معاشاً مسلماً به، فهل سمعت عن أخ يصحو كل يوم يقول لأخيه «أنت أخي أنت أخي» ما سمعناها إلا من أفواههم بعد أن فرقونا بأفعالهم.
ختاماً:
ألقاكم بعد العيد والبحرين رافعة رأسها والعيد عيدين.
{{ article.visit_count }}
إخوان البحرين يرتكبون أكبر أخطائهم بفرض أنفسهم على المشهد المصري، فهم يقفون اليوم ضد قناة العربية، ولم يتركوا لفظاً أو عيباً إلا وألصقوه بها، فقط لأن موقفها لا يتفق مع موقف الإخوان في مصر، ناسين أنها القناة الوحيدة التي وقفت مع البحرين وقت أزمتها، والقناة الوحيدة التي أعطتنا مساحة لم نأخذها في إعلامنا البحريني في وقت كنا نبحث فيه عن نافذة تنصفنا أمام العالم!!
إخواني «إخوان البحرين»:
موقفكم الوطني في البحرين وموقفكم من إيران وموقفكم من المشروع الأمريكي مواقف وطنية بحرينية أصيلة مشرّفة لا يشكك فيها أحد، وبكل صدق أتمنى منكم النأي بأنفسكم عن المشهد المصري هذه الأيام، فهو أكثر تعقيداً مما تعتقدون، خاصة وأنه لم يكن لكم رأي أو دور في الحراك الإخواني المصري داخل مصر لا من قبل ولا من بعد.
فطبيعة علاقة إخوان مصر بإيران كانت ومازالت شأناً إخوانياً مصرياً، لم يؤخذ برايكم فيها ولم تستشارون، علاقة اتخذها إخوان مصر بناءً على اعتبارات مصلحة مصر القومية من وجهة نظرهم، وتبعاتها التي برزت في إعادة العلاقة بعد انقطاعها لأكثر من ثلاثين عاماً حين وصلوا لسدة الحكم متمثلة في زيارة نجاد وفتح خط السياحة والتحويلات المالية للقيادات الشيعية المصرية على مرأى ومسمع إخوان مصر..إلخ، وغيرها من المواقف المعاكسة للمصلحة البحرينية والخليجية، اتخذوها دون الرجوع لكم ودون مشورتكم ودون اعتبار لحساسية وضرر تلك القرارات عليكم في الخليج، كذلك علاقة الإخوان المصريين بالأمريكان أعقد مما تتصورون وموقف السفيرة الأمريكية الآن وموقف الإدارة الأمريكية من المشهد المصري الأخير خير مثال، فلم تعتقدون أن من ينتقد إخوان مصر يسحب ذلك النقد على إخوان البحرين؟ لم تحملون أنفسكم وزراً ليس وزركم؟! خاصة أنه ليس كل من علق على المشهد المصري وضع جميع الإخوان في سلة واحدة.
كنتم ومازلتم بعيدين عن القيادة المركزية الإخوانية في مصر حين اتخذت تلك القرارات وهي أدرى بشعابها، مثلما تركت لكم حرية اتخاذ القرارات لأنها بعيدة عن شعابكم.... فرجاء كونوا أكثر ذكاء، أنتم مازلتم على البر وانأوا بأنفسكم عن المشهد المصري فإنكم بالفعل كالأطرش في الزفة المصرية لا ناقة لكم فيها ولا بعير، أنتم كالجار المصر على إتمام زواج بنت الجيران، رغم أن العروس ابنة الجيران صاحبة الشأن مصرة على الطلاق!! .. تقبلوا النصيحة مع كل المحبة والمودة.
التتمة الثانية: تقييد تلفزيون البحرين كان أكبر خطأ ارتكبته السلطة في البحرين لأنها عطلت سلاحاً وكتيبة وطنية، كان بإمكانها إقناع العالم من خلاله بأن الإجراءات الأمنية الصارمة المطلوبة اليوم هي مطلب «شعبي» وليست مطلب «سلطة»، وهذا هو الواقع الذي عكسه الإعلام المصري بجدارة لا أكثر ولا أقل، اختلفنا أو اتفقنا على ثورة 30 يونيو.
فالعالم استمع للإعلامي وللسياسي وللحقوقي وللأكاديمي وللفلاح وللعامل و للمرأة وللشباب المصريين مباشرة عبر القنوات الفضائية ودون مونتاج وهم يتصدون بجرأة للمشروع الأمريكي ويتصدون للإرهاب ويتصدون لجماعة الإخوان المصرية، فما كان من العالم إلا الاستجابة للإرادة الشعبية وآخرهم الأمريكان.
ومقارنة مع أداء إعلامنا المقيد في البحرين.. أتدرون أن العديد من الزوار والمراقبين والإعلاميين المهتمين بالشأن البحريني من الذين أعادوا النظر مؤخراً بموقفهم منا، لم يسمعوا بوقفة الفاتح لا الأولى ولا الثانية ولا الثالثة.. لأن التلفزيون البحريني لم يستثمرها ولم يوظفها كما تستحق. بل طمسها «للذين يقولون إنها وقفة مرتبة من الحكومة»، في حين أن صور ومشاهد 30 يونيو المؤثرة والتي غيرت نظرة المجتمع الدولي تجاه ما حدث في مصر واقتنعت بأنها إرادة شعبية كانت بسبب كاميرا هليكوبتر الجيش المصري التي بثت مباشرة من القنوات الفضائية المصرية. صورة واحدة قلبت الموازين، موقف رسمي وشعبي متحالف وشجاع وحازم لم يتردد ولم يستمع لتهويش المهوشين ولا لرجف المرتجفين حسم القضية.
الصورة الصورة الصورة. الإعلام.. الإعلام.. الإعلام.
التتمة الثالثة: حول مقال المشروع الإصلاحي بحاجة لـ«ريتسارت»: فـــي تصوري أن المواقف الشعبية حتى اللحظة تجاه أحداث الإرهاب الأخيرة ليســـت علـــى المستــــوى المطلـــوب، المطلوب حراك أكثر من مجرد إصدار البيانات من هذه الجمعية أو تلك، نحن بحاجة لمؤتمرات شعبية كالتي حدثت في بداية المشروع الإصلاحي في نادي الخريجين، المطلوب أن تحتشد القوى الشعبية المناوئة للإرهاب من جميع المؤسسات المدنية والشعبية وتعلن عن موقفها وليس مؤتمر صحافياً لبعض الشخصيات وبعض الكتل النيابية، المطلوب حراك للسلطة التشريعية يتناسب وحجم التطورات على الأرض، المطلوب تجاوز المجاملات الاجتماعية في المجالس الرمضانية خاصة التي تزورها القيادات الرسمية وإيصال صوت الناس وحجم تذمرهم ونفاد صبرهم على «حكمة» الدولة.
التتمة الرابعة: التأخير في اتخاذ موقف حازم وقاطع تجاه منابع الإرهاب ليس في صالح البحرين لا محلياً ولا دولياً.
التتمة الخامسة: مصر فعلتها ولم تخضع للضغوط الأمريكية، والبحرين عليها ألا تخضع للضغوط الأمريكية، فالكل يرضخ للإرادة الشعبية، والقيادة البحرينية لديها دعم شعبي كبير للإجراءات الأمنية التي تتصدى للإرهاب، وبإمكان هذا الدعم أن يجبر المجتمع الدولي على الخضوع لإرادته رغماً عن أنف الولايات المتحدة الأمريكية، المصري رفع رأسه بحشد جماهيري وبتجاوب من المؤسسة الأمنية حفظ أمن مصر القومي. فهل سنطأطئ رأسنا أم سنرفعه؟
التتمة السادسة: أشتاق للبحرين قبل استفحال خطر إرهاب جماعة الولي الفقيه، حين كنا بالفعل «إخوان سنة وشيعة»، حين كنا لا نحتاج لذكر هذا الشعار لأنه كان واقعاً معاشاً مسلماً به، فهل سمعت عن أخ يصحو كل يوم يقول لأخيه «أنت أخي أنت أخي» ما سمعناها إلا من أفواههم بعد أن فرقونا بأفعالهم.
ختاماً:
ألقاكم بعد العيد والبحرين رافعة رأسها والعيد عيدين.