أثارت انتباهي عبارة سمعتها من أحدهم قبل يومين: «أُف.. أُف.. أُف.. أكاد لا أصدق أن ناقوس الخطر يخيم فوق رؤوسنا جميعاً، وأصوات طبول الحرب أسمعها تقرع بالقرب من آذاننا «كأنها» قريبة منا!!»، و«كأنها» تعيدنا إلى أيام الحرب على العراق، سمعت هذا الكلام واستوقفتني كلمة «كأنها»، وبادرته بالإجابة بسؤال آخر، مع كل هذا الإرهاب الفعلي على ضحايا طاغية الشام، وما يعيشونه من القلق النفسي والترقب اليومي لما سيجري من أحداث ولاتزال تسأل وتتساءل «كأن» ناقوس الخطر قريب؟.
من الواضح أن مثل هؤلاء لا يتابع النشرات الإخبارية وما يجري في البلاد العربية، التي كنا نتباهى بالهدوء الذي يعمها والأمان الذي يشملها والسكينة التي يتمتع بها أهلها، «كأننا» في ذلك الوقت كنا على ضلالة من أمرنا باعتبار أن تلك البلاد تبعد عن الحرب بعد المشرق عن المغرب.
سئلتُ بعدها: «وهل أنتِ تصدّقين كل ما ينشر في نشرات الأخبار، فكثير مما يعرض مبالغ فيه ويجب ألا تصدقيه..»؛ وبات الحوار ليتحول إلى جدال في إقناعي لأي فضائية إخبارية يجب أن تشاهدي، هكذا نحن دائماً نهتم بالقشور وننسى لب الموضوع، تأخذنا الظواهر ونتغافل عن الوقائع، نعيش أنفسنا بأحلام ونتمنى تحقيق الأمنيات، نعزز التفاهات ونحقر الامتيازات، أصبح يدافع عن فلان ويبرر لعلان ويعطي العذر لهذا ويمنح الإعفاء عن ذاك.
وانتهى الحوار بأن بيدي الريموت كونترول ويمكنني أن أختار المحطة الإخبارية التي أشاء؛ يعني مهمتنا هي المشاهدة والترقب بكل فخر واعتزاز، فنحن العرب لا يسعنا السيطرة إلا فقط على جهاز الريموت كونترول الخاص بالتلفاز الموجود في غرفتنا، في حين يوجد من يتحكم بمصيرنا عن بعد ونحن نترقب بصمت ولا يمكننا أن نقلب المحطة، لأننا نحن من تنازلنا عن جهاز التحكم لنراقب بإرادتنا المسلوبة مشهد العنف.
أنا لا أعترض على مشيئة الله، وألا مفرّ من موت محتم مهما تعددت الأسباب، لكن بأي شريعة أو دين، وأي جاهل أو حكيم، يرضى بما يجري ويصير!! فإن كان من الظلم الكبير هو الافتراء بالكلام غير الصحيح على الآخرين ونعتهم بما لا يليق، فما بالنا بالتحريض على الترهيب والشتات عن الخط المستقيم بانتهاج مبادئ وأعراف لا يقبلها عقل ولا دين، ولا حتى عهدناها ضمن نكت المحششين، فلا يعقل كيف يتم اغتصاب وتذبيح وتدمير وسحق وإبادة الأبرياء كالقضاء على وباء متغلغل في قلب العباد، ولكن كل هذا يقبله شخص واحد هو الإنسان العربي الذي لا يقوى إلا على أخيه الضعيف، ولايزال غارقاً بأحلامه كالطفل الصغير ويراقب المشهد بصمت عن بعد!!!
وقد خطر على بالي في هذه المسرحية الدموية التي تحرقنا مشاهدها صباح مساء جملة قالها أحد كتاب القضية: «إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية، فالأجدر تغيير المدافعين لا أن نغير القضية».
كلي أمل أن يأتي يوم تنتفض أمتنا العربية، وأن تسترجع ريموت الكونترول وتتحكم به بكل حكمة ومصداقية، لا أن تكون متفردة أنانية.
من الواضح أن مثل هؤلاء لا يتابع النشرات الإخبارية وما يجري في البلاد العربية، التي كنا نتباهى بالهدوء الذي يعمها والأمان الذي يشملها والسكينة التي يتمتع بها أهلها، «كأننا» في ذلك الوقت كنا على ضلالة من أمرنا باعتبار أن تلك البلاد تبعد عن الحرب بعد المشرق عن المغرب.
سئلتُ بعدها: «وهل أنتِ تصدّقين كل ما ينشر في نشرات الأخبار، فكثير مما يعرض مبالغ فيه ويجب ألا تصدقيه..»؛ وبات الحوار ليتحول إلى جدال في إقناعي لأي فضائية إخبارية يجب أن تشاهدي، هكذا نحن دائماً نهتم بالقشور وننسى لب الموضوع، تأخذنا الظواهر ونتغافل عن الوقائع، نعيش أنفسنا بأحلام ونتمنى تحقيق الأمنيات، نعزز التفاهات ونحقر الامتيازات، أصبح يدافع عن فلان ويبرر لعلان ويعطي العذر لهذا ويمنح الإعفاء عن ذاك.
وانتهى الحوار بأن بيدي الريموت كونترول ويمكنني أن أختار المحطة الإخبارية التي أشاء؛ يعني مهمتنا هي المشاهدة والترقب بكل فخر واعتزاز، فنحن العرب لا يسعنا السيطرة إلا فقط على جهاز الريموت كونترول الخاص بالتلفاز الموجود في غرفتنا، في حين يوجد من يتحكم بمصيرنا عن بعد ونحن نترقب بصمت ولا يمكننا أن نقلب المحطة، لأننا نحن من تنازلنا عن جهاز التحكم لنراقب بإرادتنا المسلوبة مشهد العنف.
أنا لا أعترض على مشيئة الله، وألا مفرّ من موت محتم مهما تعددت الأسباب، لكن بأي شريعة أو دين، وأي جاهل أو حكيم، يرضى بما يجري ويصير!! فإن كان من الظلم الكبير هو الافتراء بالكلام غير الصحيح على الآخرين ونعتهم بما لا يليق، فما بالنا بالتحريض على الترهيب والشتات عن الخط المستقيم بانتهاج مبادئ وأعراف لا يقبلها عقل ولا دين، ولا حتى عهدناها ضمن نكت المحششين، فلا يعقل كيف يتم اغتصاب وتذبيح وتدمير وسحق وإبادة الأبرياء كالقضاء على وباء متغلغل في قلب العباد، ولكن كل هذا يقبله شخص واحد هو الإنسان العربي الذي لا يقوى إلا على أخيه الضعيف، ولايزال غارقاً بأحلامه كالطفل الصغير ويراقب المشهد بصمت عن بعد!!!
وقد خطر على بالي في هذه المسرحية الدموية التي تحرقنا مشاهدها صباح مساء جملة قالها أحد كتاب القضية: «إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية، فالأجدر تغيير المدافعين لا أن نغير القضية».
كلي أمل أن يأتي يوم تنتفض أمتنا العربية، وأن تسترجع ريموت الكونترول وتتحكم به بكل حكمة ومصداقية، لا أن تكون متفردة أنانية.