لعل هذا العنوان مناسب لهذا الخبر؛ فوسط كم التصريحات التي انتشرت في الأيام الأخيرة فيما يخص الاستعدادات لوضع حد لتجاوزات النظام السوري وتأديبه إن ثبت أنه استخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، وسط هذا الكم من التصريحات النارية والقوية الفارضة لأجواء الحرب والمبشرة بها، يأتي تصريح جمعية الوفاق حاملاً عنواناً مثيراً يقول ببرود «الوفاق ضد (فكرة) الحرب على سوريا»!
جاء الخبر البيان هكذا «أعلنت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية في البحرين أنها ضد فكرة الحرب على سوريا، وأنها ترفض أي حرب أو أي عمل عسكري ضد سوريا أو أي وطن آخر، مع التأكيد على أن الحل السياسي هو المخرج للأزمة السورية. وشددت الوفاق في بيان على أن الحروب لا تمثل مخرجاً للأزمات وأن النشاط السلمي والحوار السياسي والعمل السياسي هو الطريق الذي يوفر مخرجاً لكل الأزمات، مؤكدةً على أن دماء شعوب أمتنا وسلامتها محل حرص واهتمام وهي أمانة لا مكان للتفريط فيها».
فالحرب على سوريا بالنسبة لجمعية الوفاق وسياسييها عبارة عن «فكرة» أو ربما «تصنيفة»، ويكفي الأمر التصريح بأن هذه الفكرة غير مقبولة من الجمعية وأنها ضدها أو لا توافق عليها!.. (طبعاً حتى الآن غير معلوم إن كان أوباما قد علم بأن جمعية الوفاق ضد الفكرة أم لا، لكن المتوقع أنه سيراجع نفسه إن علم بأنها.. ضد الفكرة)!
ولكن لنستفيد من التصريح نفسه للمقارنة بين أقوال الوفاق التي تمتلئ بها البيانات وبين أفعالها في الشارع. تقول الوفاق إنها مع الحل السياسي الذي هو المخرج للأزمة السورية. هذا أمر طيب وجميل ويعبر عن عقل وحكمة، ولكن ماذا عن الأزمة البحرينية؟ هل الوفاق أيضاً مع الحل السياسي؟ أم أنها تستثني البحرين من هكذا حل؟ وإذا كانت الوفاق بالفعل مع الحل السياسي فلماذا انسحبت من حوار التوافق الوطني في مرحلته الأولى وتهدد في كل حين من الانسحاب من مرحلته الثانية؟ وإذا كانت بالفعل مع الحل السياسي فلماذا تشارك في أعمال العنف التي لا تتوقف في شوارعنا وتعطل الحياة وتعرض الجميع للمخاطر؟
هنا أمثلة سريعة عن تلك الأعمال التي للأسف تعتبرها الوفاق من الممارسات السلمية. ليلة الجمعة الفائتة فقط تم تنفيذ كمية من أعمال العنف، منها على سبيل المثال لا الحصر الهجوم بزجاجات المولوتوف الحارقة على مركز شرطة سترة، وتعطيل بعض الشوارع الدائرية وإلقاء زجاجات المولوتوف على سيارات الأمن المتوقفة فيها وإعطاب بعضها، وغيرها من عمليات دفعت الوفاق أو أنصارها ومن صارت تابعة لهم لنشر خبر على مواقع التواصل الاجتماعي يقول (سيطرنا على الهايوي)!
هنا مثال آخر عن ممارسة يمكن إدراجها في خانة «الأفعال المبدعــة» التي يتحـــدث عنها أمين عام الوفاق بين الفينة والفينة، فقد نشر تعليق أرفق بصورة يبدو فيها سبعة ملثمين «امعسويين» وقد قطعوا الشارع الرئيس في السهلة عند الشيخ عزيز بأسلاك شائكة بينما وقف السائقون حائرين وهم ينظرون إلى هذا «الاحتجاج السلمي». تعليق الصورة التي نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي كان التالي: «إغلاق الشارع العام بالأسلاك الشائكة.. واعتداءات للمرتزقة»، والمقصود أن رجال الأمن تعاملوا مع هذا التجاوز والاعتداء على حياة الناس ووقتهم وأمنهم. المضحك في الأمر أن هؤلاء المستهترين اعتبروا رجال الأمن هم المعتدون!
كل هذه الأفعال سواء التي تنفذها الوفاق أو توافق عليها وتؤيدها أفعال بعيدة عن السلمية وتعتبر «أفكاراً» غير مقبولة، فلماذا تقف الوفاق ضد «فكرة» الحرب على سوريا ولا تقف ضد «الأفكار المبدعة» التي تريد سلب البحرين استقرارها وأمانها؟
{{ article.visit_count }}
جاء الخبر البيان هكذا «أعلنت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية في البحرين أنها ضد فكرة الحرب على سوريا، وأنها ترفض أي حرب أو أي عمل عسكري ضد سوريا أو أي وطن آخر، مع التأكيد على أن الحل السياسي هو المخرج للأزمة السورية. وشددت الوفاق في بيان على أن الحروب لا تمثل مخرجاً للأزمات وأن النشاط السلمي والحوار السياسي والعمل السياسي هو الطريق الذي يوفر مخرجاً لكل الأزمات، مؤكدةً على أن دماء شعوب أمتنا وسلامتها محل حرص واهتمام وهي أمانة لا مكان للتفريط فيها».
فالحرب على سوريا بالنسبة لجمعية الوفاق وسياسييها عبارة عن «فكرة» أو ربما «تصنيفة»، ويكفي الأمر التصريح بأن هذه الفكرة غير مقبولة من الجمعية وأنها ضدها أو لا توافق عليها!.. (طبعاً حتى الآن غير معلوم إن كان أوباما قد علم بأن جمعية الوفاق ضد الفكرة أم لا، لكن المتوقع أنه سيراجع نفسه إن علم بأنها.. ضد الفكرة)!
ولكن لنستفيد من التصريح نفسه للمقارنة بين أقوال الوفاق التي تمتلئ بها البيانات وبين أفعالها في الشارع. تقول الوفاق إنها مع الحل السياسي الذي هو المخرج للأزمة السورية. هذا أمر طيب وجميل ويعبر عن عقل وحكمة، ولكن ماذا عن الأزمة البحرينية؟ هل الوفاق أيضاً مع الحل السياسي؟ أم أنها تستثني البحرين من هكذا حل؟ وإذا كانت الوفاق بالفعل مع الحل السياسي فلماذا انسحبت من حوار التوافق الوطني في مرحلته الأولى وتهدد في كل حين من الانسحاب من مرحلته الثانية؟ وإذا كانت بالفعل مع الحل السياسي فلماذا تشارك في أعمال العنف التي لا تتوقف في شوارعنا وتعطل الحياة وتعرض الجميع للمخاطر؟
هنا أمثلة سريعة عن تلك الأعمال التي للأسف تعتبرها الوفاق من الممارسات السلمية. ليلة الجمعة الفائتة فقط تم تنفيذ كمية من أعمال العنف، منها على سبيل المثال لا الحصر الهجوم بزجاجات المولوتوف الحارقة على مركز شرطة سترة، وتعطيل بعض الشوارع الدائرية وإلقاء زجاجات المولوتوف على سيارات الأمن المتوقفة فيها وإعطاب بعضها، وغيرها من عمليات دفعت الوفاق أو أنصارها ومن صارت تابعة لهم لنشر خبر على مواقع التواصل الاجتماعي يقول (سيطرنا على الهايوي)!
هنا مثال آخر عن ممارسة يمكن إدراجها في خانة «الأفعال المبدعــة» التي يتحـــدث عنها أمين عام الوفاق بين الفينة والفينة، فقد نشر تعليق أرفق بصورة يبدو فيها سبعة ملثمين «امعسويين» وقد قطعوا الشارع الرئيس في السهلة عند الشيخ عزيز بأسلاك شائكة بينما وقف السائقون حائرين وهم ينظرون إلى هذا «الاحتجاج السلمي». تعليق الصورة التي نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي كان التالي: «إغلاق الشارع العام بالأسلاك الشائكة.. واعتداءات للمرتزقة»، والمقصود أن رجال الأمن تعاملوا مع هذا التجاوز والاعتداء على حياة الناس ووقتهم وأمنهم. المضحك في الأمر أن هؤلاء المستهترين اعتبروا رجال الأمن هم المعتدون!
كل هذه الأفعال سواء التي تنفذها الوفاق أو توافق عليها وتؤيدها أفعال بعيدة عن السلمية وتعتبر «أفكاراً» غير مقبولة، فلماذا تقف الوفاق ضد «فكرة» الحرب على سوريا ولا تقف ضد «الأفكار المبدعة» التي تريد سلب البحرين استقرارها وأمانها؟