لو تمكن أحد من كشف وجوه «الشباب الثوري» الملثم الذي صار يخرج في استعراضات عسكرية في القرى بكثرة هذه الأيام -وكان آخرها تقديمهم عرضاً عسكرياً في مقبرة المالكية ساعة دفن الطفل المتوفى بالسرطان- وهم يحملون أعلام ما يسمي بـ «ائتلاف فبراير» لاكتشف أنهم جميعهم من البسطاء، وأنه ليس بينهم واحد من أبناء «القياديين» والمخططين لكل هذا العبث الذي يمارس على مدى عامين ونيف؛ سواء من المتوفرين في الداخل أو ممن اختاروا العيش في الخارج، بل لم يحدث أن سمعنا أبداً منذ انطلاق أعمال الفوضى في 14 فبراير 2011 وحتى الآن أن أصيب أحدهم أو أحد أبنائهم، فالإصابات كلها للبسطاء الذين تم شحنهم ليكونوا وقود هذه الحركة.
كل المقيمين في الخارج والذين لا يتوقفون لحظة عن التحريض أبناؤهم في أمان، والسلامة رفيقهم، ويحظون بأفضل فرص التعليم هناك، ويأتيهم رزقهم رغداً، وكل المقيمين في الداخل والذين يعتبرهم أولئك البسطاء «قادة» أبناؤهم في أمان ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون، فأمهاتهم من ذوات القلوب الرقيقة التي يصعب عليهن السماح لأبنائهن الخروج في مظاهرة أو المشاركة في اعتصام أو الاشتراك في استعراضات الملثمين، فاللاتي هكذا قلوبهن لا يحتملن حجز فلذات أكبادهن ولو ليلة واحدة، فالحجز وأية أضرار تترتب على «الحراك الثوري» ينبغي أن يتحملها أبناء البسطاء الذين عليهم أن يتلقوا الضربات الأولى.. والأخيرة!
الذين خسروا حياتهم والذين قتلوا أو أصيبوا بشكل أو بآخر وتضرروا وفقدوا وظائفهم ومستقبلهم وفرص التعليم، والذين تم حبسهم أو حجزهم كلهم من غير أبناء «القادة» في الداخل والخارج، بل ليس بينهم من هو محسوب على هؤلاء الذين يبدو أن الشر ممنوع من التعرض لهم!
الذين حاولوا الخروج أمس الأول وأمس وقد يخرجون اليوم وغداً، والذين ظلوا يخرجون على مدار السنتين الماضيتين، والذين تورطوا في أعمال الفوضى في الفترة الماضية وسيتورطون لاحقاً كلهم من بعيدي النسب بـ «القادة» في الداخل والخارج. الذين تضرروا في الفترة الماضية وصولاً إلى أمس والذين سيتضررون في الأيام المقبلة، جميعهم دون استثناء هم من البسطاء الذين تم شحنهم بكل الطرق وزينوا لهم أعمالهم وامتدحوا أفعالهم التي تندرج تحت عناوين الإرهاب والفوضى والإساءة إلى الوطن والمواطنين، وتركوا في الشارع وقوداً لحركة خاسرة لا يمكن أن توصل إلى شيء مفيد.
ليس بين المتضررين حتى الساعة واحد من أبناء «القياديين» على اختلاف أنواعهم ورتبهم ومقاماتهم، كل المتضررين هم من البسطاء الفقراء المغلوبين على أمرهم.. الموعودين بالجنة التي لا يدخلها إلا من سعى كي يصل ذلك البعض إلى ما يريد من سلطة وثروة!
ليس افتراء على ذلك البعض ولكنها حقيقة، من المؤسف أنهم دون القدرة على إثبات عكسها، فكل المتضررين هم من الذين أعلنوا «جهوزيتهم التامة» والذين يرتدون أحزمة العنف والفوضى ويتلثمون، هؤلاء هم أنفسهم «أبطال الميادين» الذين يدفع بهم أولئك «السياسيون» إلى الشوارع ليعطلوا حياة الناس على أمل أن يضجوا فيثوروا على الحكومة!
ما يخشاه الكثيرون -بعد أن تهدأ الأمور وتعود الأحوال إلى ما كانت عليه أو أفضل- أن يتم تمكين أولئك الذين شحنوا البسطاء ودفعوهم إلى الشارع واستمروا يحرضون دون هوادة من الخارج ومن الداخل؛ فيعطون المناصب والوظائف ذات الامتيازات والرواتب العالية، ويحصل المحسوبون عليهم على ما يضمن لهم رغد العيش.
إن شيئاً من هذا القبيل حصل من قبل، لكنه ليس عدلاً أن يحصل مستقبلاً بعد كل هذا الذي شهدته البحرين، وإن تم ذلك ضمن تفاهم (صفقة) بغية تهدئة الأحوال. هذه رسالة يؤمل أن تصل إلى الحكومة بشكل واضح.
كل المقيمين في الخارج والذين لا يتوقفون لحظة عن التحريض أبناؤهم في أمان، والسلامة رفيقهم، ويحظون بأفضل فرص التعليم هناك، ويأتيهم رزقهم رغداً، وكل المقيمين في الداخل والذين يعتبرهم أولئك البسطاء «قادة» أبناؤهم في أمان ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون، فأمهاتهم من ذوات القلوب الرقيقة التي يصعب عليهن السماح لأبنائهن الخروج في مظاهرة أو المشاركة في اعتصام أو الاشتراك في استعراضات الملثمين، فاللاتي هكذا قلوبهن لا يحتملن حجز فلذات أكبادهن ولو ليلة واحدة، فالحجز وأية أضرار تترتب على «الحراك الثوري» ينبغي أن يتحملها أبناء البسطاء الذين عليهم أن يتلقوا الضربات الأولى.. والأخيرة!
الذين خسروا حياتهم والذين قتلوا أو أصيبوا بشكل أو بآخر وتضرروا وفقدوا وظائفهم ومستقبلهم وفرص التعليم، والذين تم حبسهم أو حجزهم كلهم من غير أبناء «القادة» في الداخل والخارج، بل ليس بينهم من هو محسوب على هؤلاء الذين يبدو أن الشر ممنوع من التعرض لهم!
الذين حاولوا الخروج أمس الأول وأمس وقد يخرجون اليوم وغداً، والذين ظلوا يخرجون على مدار السنتين الماضيتين، والذين تورطوا في أعمال الفوضى في الفترة الماضية وسيتورطون لاحقاً كلهم من بعيدي النسب بـ «القادة» في الداخل والخارج. الذين تضرروا في الفترة الماضية وصولاً إلى أمس والذين سيتضررون في الأيام المقبلة، جميعهم دون استثناء هم من البسطاء الذين تم شحنهم بكل الطرق وزينوا لهم أعمالهم وامتدحوا أفعالهم التي تندرج تحت عناوين الإرهاب والفوضى والإساءة إلى الوطن والمواطنين، وتركوا في الشارع وقوداً لحركة خاسرة لا يمكن أن توصل إلى شيء مفيد.
ليس بين المتضررين حتى الساعة واحد من أبناء «القياديين» على اختلاف أنواعهم ورتبهم ومقاماتهم، كل المتضررين هم من البسطاء الفقراء المغلوبين على أمرهم.. الموعودين بالجنة التي لا يدخلها إلا من سعى كي يصل ذلك البعض إلى ما يريد من سلطة وثروة!
ليس افتراء على ذلك البعض ولكنها حقيقة، من المؤسف أنهم دون القدرة على إثبات عكسها، فكل المتضررين هم من الذين أعلنوا «جهوزيتهم التامة» والذين يرتدون أحزمة العنف والفوضى ويتلثمون، هؤلاء هم أنفسهم «أبطال الميادين» الذين يدفع بهم أولئك «السياسيون» إلى الشوارع ليعطلوا حياة الناس على أمل أن يضجوا فيثوروا على الحكومة!
ما يخشاه الكثيرون -بعد أن تهدأ الأمور وتعود الأحوال إلى ما كانت عليه أو أفضل- أن يتم تمكين أولئك الذين شحنوا البسطاء ودفعوهم إلى الشارع واستمروا يحرضون دون هوادة من الخارج ومن الداخل؛ فيعطون المناصب والوظائف ذات الامتيازات والرواتب العالية، ويحصل المحسوبون عليهم على ما يضمن لهم رغد العيش.
إن شيئاً من هذا القبيل حصل من قبل، لكنه ليس عدلاً أن يحصل مستقبلاً بعد كل هذا الذي شهدته البحرين، وإن تم ذلك ضمن تفاهم (صفقة) بغية تهدئة الأحوال. هذه رسالة يؤمل أن تصل إلى الحكومة بشكل واضح.