بعد التحركات التي ملأت يوم 14 أغسطس وخاصمها النجاح، صدر بيان من قبل دعاة التمرد يدعو إلى «تحويل المنامة إلى هدف دائم للاحتجاجات وتحويل كل ساحات المنامة إلى ساحة احتجاج للتعبير عن الرأي السياسي وممارسة الحق المشروع في التجمع السلمي»، وهو ما يعني إعلان التحدي لمرسوم منع التظاهر في العاصمة، الأمر الذي يتناقض مع مفهوم التجمع السلمي، فعندما يكون هناك قرار من الدولة بمنع التظاهر في مكان ما ويأتي من يصر على التظاهر فيه فمن الطبيعي أن تتحول السلمية إلى غير سلمية لأن الدولة -وأي دولة في العالم- لن تقبل بكسر قرارها، وستتعامل مع المخالفين له بما يحقق لها الاحترام كدولة ويضمن لها إنهاء المخالفة.
الإعلان عن تحويل المنامة إلى هدف دائم للاحتجاجات يعني إعلان التحدي للدولة رسمياً، ولأن الدولة قررت التعامل بحزم مع كل ما يمكن أن يندرج تحت عنوان الإرهاب، فهذا يعني أن السلمية التي يرفعون شعارها لا يمكن أن تتوفر، بل سيتوفر نقيضها، فالسلمية لا تتحقق في بيئة التحدي والعناد.
قرار اتخاذ المنامة هدفاً دائماً للاحتجاجات قرار جانب متخذيه الصواب وزادهم ابتعاداً عن الحكمة التي ظلوا بعيدين عنها طويلاً، فهذا القرار يعني أن ضرب الاقتصاد مايزال هدفاً، ويعني أنه ما يزال الاعتقاد أن «إسقاط النظام يبدأ بإضعاف الاقتصاد» هو المسيطر على عقول هذه الفئة التي يعز على المرء القول إنهم إنما ينفذون أجندة خارجية، لكنه لا يجد للأسف مفراً من التفكير في مثل هذا الاتجاه عندما يرى هذا الإصرار العجيب على اتخاذ العاصمة هدفاً أساساً ودفع البسطاء إلى الدخول في متاهات مخالفة مرسوم صادر عن رأس الدولة.
الفكرة التي ما تزال تسيطر على عقل وفكر هذه الفئة التي تعتبر نفسها في ثورة هي أن الأمور ستؤول إليها إن تمكنت من ضرب الاقتصاد، فهي تعتقد أن تواجدها في العاصمة وإغراقها بالتظاهرات اليومية من شأنه أن يدفع المستثمرين والشركات الكبرى والبنوك إلى ترك سوق البحرين، وبالتالي إحداث هزة في الاقتصاد تؤدي إلى هزة في النظام تؤدي في خاتمة المطاف إلى إسقاطه، فلا دولة من دون اقتصاد ولا اقتصاد من دون مستثمرين واستقرار يوفر الأمان لرأس المال الجبان.
هذا هو أساس فكرة الإصرار على جعل المنامة هدفاً دائماً للاحتجاجات؛ خنق التجار ورؤوس الأموال وتهديد استقرار الشركات الكبرى والبنوك، وإخافة العاملين في هذه القطاعات ومرتادي الأسواق، وهذا لا يتحقق إن لم يتم تحويل المنامة إلى «هدف دائم للاحتجاجات».
ليس بالعناد تتحقق المكاسب، وليس بتحدي الدولة تتحقق الانتصارات، ما تسعى إليه «المعارضة» يتحقق عندما تتيح لعقلها الفرصة للتحرك، وعندما يحكم العقل بأن الذي يتحقق هو ما له صلة بالواقع وليس بالأحلام، لا يمكن لأية معارضة مهما كانت قوية وأياً كان حجم الجماهير التي تستند إليها أن تحقق أهدافها إن كانت بعيدة عن الواقع أو غارقة في الخيال. أهداف أي فئة تتحقق إن كانت تسعى إلى خير الوطن وكانت واقعية، وهي تتحقق في كل الأحوال لو لم تشبها شائبة، وتأكد الجميع أنها إنما تريد خير الناس وليست على علاقة بخارج حقود.
الإعلان عن تحويل المنامة إلى هدف دائم للاحتجاجات جوابه الطبيعي من الحكومة هو المنع بكل السبل المتاحة، فالحكومة لن تقبل بكسر قرارات الدولة، وهي لن تقف متفرجة على ما يتم ممارسته من تحدٍ ومحاولات للتقليل من شأنها، هذا يعني أننا مقبلون على مرحلة جديدة من المواجهات لا مكان فيها لمفردة السلمية التي يتم التشدق بها على مدار الساعة.
الإعلان عن تحويل المنامة إلى هدف دائم للاحتجاجات يعني إعلان التحدي للدولة رسمياً، ولأن الدولة قررت التعامل بحزم مع كل ما يمكن أن يندرج تحت عنوان الإرهاب، فهذا يعني أن السلمية التي يرفعون شعارها لا يمكن أن تتوفر، بل سيتوفر نقيضها، فالسلمية لا تتحقق في بيئة التحدي والعناد.
قرار اتخاذ المنامة هدفاً دائماً للاحتجاجات قرار جانب متخذيه الصواب وزادهم ابتعاداً عن الحكمة التي ظلوا بعيدين عنها طويلاً، فهذا القرار يعني أن ضرب الاقتصاد مايزال هدفاً، ويعني أنه ما يزال الاعتقاد أن «إسقاط النظام يبدأ بإضعاف الاقتصاد» هو المسيطر على عقول هذه الفئة التي يعز على المرء القول إنهم إنما ينفذون أجندة خارجية، لكنه لا يجد للأسف مفراً من التفكير في مثل هذا الاتجاه عندما يرى هذا الإصرار العجيب على اتخاذ العاصمة هدفاً أساساً ودفع البسطاء إلى الدخول في متاهات مخالفة مرسوم صادر عن رأس الدولة.
الفكرة التي ما تزال تسيطر على عقل وفكر هذه الفئة التي تعتبر نفسها في ثورة هي أن الأمور ستؤول إليها إن تمكنت من ضرب الاقتصاد، فهي تعتقد أن تواجدها في العاصمة وإغراقها بالتظاهرات اليومية من شأنه أن يدفع المستثمرين والشركات الكبرى والبنوك إلى ترك سوق البحرين، وبالتالي إحداث هزة في الاقتصاد تؤدي إلى هزة في النظام تؤدي في خاتمة المطاف إلى إسقاطه، فلا دولة من دون اقتصاد ولا اقتصاد من دون مستثمرين واستقرار يوفر الأمان لرأس المال الجبان.
هذا هو أساس فكرة الإصرار على جعل المنامة هدفاً دائماً للاحتجاجات؛ خنق التجار ورؤوس الأموال وتهديد استقرار الشركات الكبرى والبنوك، وإخافة العاملين في هذه القطاعات ومرتادي الأسواق، وهذا لا يتحقق إن لم يتم تحويل المنامة إلى «هدف دائم للاحتجاجات».
ليس بالعناد تتحقق المكاسب، وليس بتحدي الدولة تتحقق الانتصارات، ما تسعى إليه «المعارضة» يتحقق عندما تتيح لعقلها الفرصة للتحرك، وعندما يحكم العقل بأن الذي يتحقق هو ما له صلة بالواقع وليس بالأحلام، لا يمكن لأية معارضة مهما كانت قوية وأياً كان حجم الجماهير التي تستند إليها أن تحقق أهدافها إن كانت بعيدة عن الواقع أو غارقة في الخيال. أهداف أي فئة تتحقق إن كانت تسعى إلى خير الوطن وكانت واقعية، وهي تتحقق في كل الأحوال لو لم تشبها شائبة، وتأكد الجميع أنها إنما تريد خير الناس وليست على علاقة بخارج حقود.
الإعلان عن تحويل المنامة إلى هدف دائم للاحتجاجات جوابه الطبيعي من الحكومة هو المنع بكل السبل المتاحة، فالحكومة لن تقبل بكسر قرارات الدولة، وهي لن تقف متفرجة على ما يتم ممارسته من تحدٍ ومحاولات للتقليل من شأنها، هذا يعني أننا مقبلون على مرحلة جديدة من المواجهات لا مكان فيها لمفردة السلمية التي يتم التشدق بها على مدار الساعة.