أنت في رحلتك الحياتية لا تحتاج إلى الآخرين لإرشادك للطريق، فالبوصلة هي قلبك، والخارطة هي مشاعرك الإنسانية. إلى المرشد الروحي لا تحتاج. كلمة المرشد ربما يحتاجها الذي لا يعرف التعامل مع عالمه الداخلي ولا يعرف لغة المحبة الكونية.
لو ترك نفسه لفطرته السليمة لاستطاع أن يكتشف الوحدانية التي عرفها سيدنا، أبو الأنبياء، وقبله عرفها الملك الفرعوني أخناتون. ويعرفها كل من نظر إلى السماء وترك ذاته تتأمل في الوجود غير النهائي. أنت لا تحتاج إلى مرشد ولاية الفقيه أو مرشد الإخوان المسلمين. مرشدك الداخلي النوراني الإلهي الذي يقودك من الداخل إلى الخارج، من الذات للموضوع، من الصغير للكبير، ومن الأسفل للأعلى، هو كل ما تحتاج إليه، كما قلت في رحلتك الحياتية الممتدة من دخول الروح إلى فضاء الجسد وخروجها منه.
في كتابها «كن مرشد نفسك» تقول المؤلفة آن بروس: «إن فهمك لواقعك لا يمكن أن يكون دائماً كل ما تريد أن تكون.. هو أحد الدروس المهمة التي يجب أن تتعلمها في الحياة فنحن عندما نستوعب هذا المفهوم سوف ندرك أن هناك عدداً لا نهائياً من الأبواب والآفاق التي يمكن أن نطرقها ونجد فيها أنفسنا».
بصفتك مرشداً لنفسك يجب أن تكون أميناً معها. ابدأ بالإصغاء إلى الصوت الذي يكمن بداخلك والذي يخبرك بما تريد أن تفعله في حياتك.
تجنب إهدار الوقت وتجنب الإنصات إلى الآخرين ممن يرسمون لك تصورات المستقبل، وابدأ بتحديد موضع قدميك على منحنى التعليم المطلوب لإيصالك إلى ما تحب أن تكونه في عملك وما تخطط لعمله في حياتك.
إن المعلم والمدرب الناجح يجب أن يعد نفسه للنجاح وليس الإحباط، وهو يفعل هذا بإدراك اهتماماته ومواهبه الأكثر قوة بغض النظر عما يراه ويقوله الأهل والأصدقاء.
أنت بحاجة للتعرف على قدراتك العاطفية والفكرية ومدى إمكانية تحقيق نجاحك الشخصي والعملي في ظل هذه القدرات، فهو يقدم منهجاً عملياً لمن يبحث عن السعادة والنجاح ويعرفك بالطريقة التي من خلالها تستطيع أن تكون مرشداً لنفسك.
من هنا، أردد في كل مكان، ومع أي إنسان، أنك استطعت الانتقال من مرحلة الحب إلى مرحلة المحبة، واستطعت أن تقود سفينة حياتك، فوق صخور الواقع اليومي، ستصل إلى ما تريد الوصول إليه، في الوقت الذي حددته للوصول، كل ما عليك القيام به، هو أن تكون أنت كما أنت، ويكون حلمك أنت. بالضبط كما أنك تولد وتحلم وحدك وتفكر وحدك، وتموت وحدك، أي أنت الذي خلقت من أجله كل السموات والأرض وكل الكواكب والنجوم. كل شيء خلق من اجل الإنسان، سيد الكائنات وأجملها.
أنت لا تحتاج إلى مرشدين من هنا وهناك. أنت تحتاج إلى مرشدك الداخلي. مرشدك الخارجي من تجربتك الذاتية. فمن يدعون بالمرشدين الروحيين في الشرق والغرب، ليسوا إلا شخصيات مثلنا تبحث عن خلاصها الخاص بها.
بهذا المعنى، على كل منا، أن يذهب عميقاً في أقاليم الذات. هناك سيرى المجرات كلها طوع بنانه ـ ما عليه إلا أن يسلم ويدعوها إلى السير معه في درب الأبدية، ستكون معه، وستكون له، وستكون إليه. دع مرشدك الخاص بك، مرشدك الداخلي يقودك حيث الحب، قم بأخذ بذور المحبة وانشرها أينما كنت وحيث ذهبت.
أعني أنت من يرشد نفسك. أنت من يدخلها أماكن التهلكة. أنت من يجعلها سعيدة أو حزينة. أنت كل ما هو رائع وجميل في هذه الحياة.