يبدو أن استضافة الدوحة لكأس العالم ستكـــون علـــى المحــك، فغالبيـــة الــدول الأوروبية واتحاداتها الرياضية ومعها بعض أعضاء الفيفا، غير مقتنعين تماماً بأن تقام بطولة كأس العالم للعام 2022 في قطر، والسبــب هو أن الوقت الذي سوف تقـــام فيه هذه البطولة، سيكون في الصيف، ومن هنا فإن أوروبا تخاف على رعاياها من الحر الخليجي القاتل، على الرغم من كــون الملاعب كلها سوف تكون مكيفة بالكامل.
الفيفا -ولكي تحاول أن تجد مخرجاً لورطة الصيف وتوقيت كأس العالم المزمع إقامته في قطر- تحاول اليوم أن تقنع بعض الاتحادات الأوروبية بأن يؤجل كأس العالم في ذات العام إلى شهر يكون الجو فيه معتدلاً. ومع ذلك، فإن هذه التأخير سوف يتعارض مع إقامة بطولات أوروبا لكرة القدم، مما قد يفشل كل المشروع.
لم تقبل الحكومات الأوروبية مجتمعة أن «تقرص» حــرارة الشمـــس بعـض الوقت رعاياها من الرياضيين والمتابعين لكرة القدم في الخليج، لأنهم يعلمون علم اليقين ماذا يعني لهم حرنا القاتل، ولذا طالبوا بنقل كأس العالم إلى دولة أخرى، لا يقتل حرها جماهيرهم المدللة.
في البحرين، ولأجل إرضاء جهات أجنبية ترفض مجيء رعاياها الخليج لمشاهدة كأس العالم في ملاعب مكيفة، تقوم وزارة التربية والتعليم بتمديد اليوم الدراسي لطلبتنا الصغار حتى وقت العصر تقريباً، ولا نستغرب إذا تم تمديده لوقت متأخر إلى الليل، ولن نندهش إذا تم إلغاء إجازة يوم السبت فقط لتمديد فترة التمدرس في مدارس البحرين!
رجل أوروبي يأتي لأجل الاستمتاع ومشاهدة كرة القدم ولمدة أقل من شهر وفي ملاعب مكيفة، ومع ذلك تخاف حكومة هذا الرجل أن يتعرض مواطنها لبعض التعرق، أما في البحرين، فليس مهماً لدى وزارة التربية أن يغمى على أطفالنا الطلبة الصغار من الحر القاتل، أو أن يصابوا بدوار أو بضربة شمس، كل ذلك من أجل أن يقولوا للعالم الغربي إننا نطيع قراراتكم المدرسية، في الوقت الذي لا يحترم أولئك كل القوانين الدولية.
ما هو شكل الطفل عند الساعة الثانية ظهراً في أشهر الصيف، وهو يجلس فوق مقعد الدراسة؟ كيف يمكن أن يستوعب الطالب الصغير الدرس، وهو يحاول بكل جهده أن يقاوم الحر في صفه المدرسي؟ هل هذه القوانيــن القاسية، هي التي سوف تراعــــي كرامة الطفل وحقوقه؟ أليس للدول الحارة استثناءات حول العامل الزمني والمناخي والبيئي فيما يتعلق بالدراسة وتوقيتها؟
والله العظيم، حين نشاهد صغارنا وهم يعودون كالجثث الهامدة من مدارسهم في الصيف إلى منازلهم، والحر أنهكهم ونال من أجسادهم الناعمة، نتساءل حينها، ألا يملك من أصدر قرار تمديد اليـــوم الدراسي حتى ما بعد وقت الظهيرة جزءاً من المسؤولية والإحساس؟ هل استشار هذا المسؤول أولياء أمور مئات الآلاف من الطلبة حين قرر بجرة قلم أن يمدد اليوم الدراسي إلى أن ينتهي اليوم، ومعه ينتهي كل عضو في جسد أطفالنا؟ ألا توجد بدائل راقية ومناسبة لدولة تضج بالحر القاتل فيما يتعلق بتمديد ساعات التمدرس؟ أم أنه الاستفراد بالرأي وعدم الاستماع لأي صوت يخاف على الأطفال؟
نرجو من وزارة التربية والتعليم أن تعيد النظر في قرارتها حول تمديد الوقت الدراسي، خصوصاً في فصل الصيف، وما أطوله عندنا في البحرين، لأن الطالب البحريني بعد الساعة الثانية عشر ظهراً، لا يمكن أن يستوعب درسه ولا حتى اسمه.