حسب فهمي لخطبة الشيخ ناصر العصفور الجمعة الماضي في جامع عالي هو أنــه أراد توصيل رسالة إلى «المعارضة» بمختلف مستوياتها ملخصها أن ما آلت إليه الأحـــداث في البحرين تطلب الهدوء والمرونة وإعمال العقل وعدم مقابلة الشد الحكومي بشد مماثل لأن هذا الطريق ببساطة لا يمكن أن ينتج عنه سوى مزيد من الآلام لهذا الشعب وهذا الوطن.
الشيخ العصفور – وغالباً بسبب فهمه لنفسية هؤلاء الذين يعتقدون أن أسلوبهم في التعامل مع تطورات الأحداث هو الطريقة المثلى – لم يتحدث بشكل مباشر وآثر أن يغلف حديثه بمعاني اجتماعية أسرية، فسرد أمثلة عديدة منها إن اختيار الزوجة للوقت المناسب لتتحدث إلى زوجها وتشتكي وتعبر عن عدم ارتياحها من قول ما أو تصرف يسهل الوصول إلى قرارات إيجابية من شأنها أن تخلص بيتهما من المشكلات، وكذلك اختيار الزوج للوقت المناسب لإبداء ملاحظاته عليها، فليس معقولاً مثلاً أن يتحدث إليها وهي في المطبخ مشغولة بإعداد الطعام أوبمتابعة صغارها، وليس معقولاً أن تتحدث إليه في موضوعات كبيرة وهو للتو عائد من العمل ولا طاقة له ولا نفس لتقبل أي شيء.
لنترجم الآن هذا الأمر على أرض الواقع وننظر في طرفي العلاقة لما نحن فيه من أحوال في هذا الوطن الجميل والذي لم تهدأ منذ سنتين ونيف. اليوم وبعد توصيات المجلس الوطني اتخذت الحكومة قراراً بتغيير طريقة تعاملها مع المتجاوزين على الوطن والمواطنين والساعين إلى تعطيل الحياة وقالت إنها ستضرب بيد من حديد وإنها لن تتأخر عن اتخاذ أي قرارات تؤدي إلى تخليص هذا الوطن من هذا الوجع. وبالفعل اتخذت على الفور سلسلة من القرارات والإجراءات وبدأت في تنفيذ قرارها الذي اعتبره البعض تصعيداً وتأكيداً للحل الأمني واعتبره البعض الآخر السبيل الأوحد لوضع حد لهذا الذي يحدث ولا يراد له أن يتوقف.
في ظل وضع كهذا وفي ظل هكذا قرارات وتوجه من الحكومة يتوقع من «المعارضة» أن تتحلى بشيء من الحكمة فلا تركب رأسها وتأخذ الأمور على أنها تحد وتنساق وراء العواطف والضغوطات، وأن تختار «الوقت المناسب» لتوصيل رؤاها وأفكارها إلى الحكومة التي لن تقبل منها شيئاً إن فعلت ذلك في الوقت الخطأ.
هذا هو ملخص الرسالة التي – حسب فهمي – أراد الشيخ ناصر العصفور أن يوصلها إلى الطرف «المعارض» الذي هو في كـل الأحــوال لا يستطيع أن يتحدى الحكومة وإن ناكفها ولا يمكنه كسب المعركة مهما طالت.
مثل هذه الرسائل يحتاجها الوطن بشدة، ومثل هذه الأصوات العاقلة في وسط الشيعة مطلوبة. البحرين اليوم بحاجة إلى من يطفئ النار المستعرة والتي ستأكل اليابس والأخضر وليس إلى من يصب الزيت عليها لتزداد اشتعالاً.
البارزون اليوم في الساحة من مشايخ الشيعة بسبب اختيارهم ما يعتقدون أنه طريق «الخلاص» لا يمثلـون كــل الشيعـــة في البحرين، والعاقلون من مشايخ الشيعة ليسوا قلة وينبغي أن يعلوا من أصواتهم وأن يوجهوا الرسائل تلو الرسائل وينصحوا ويسعوا إلى إقناع المنتمين إلى هذا المذهب بأن من يحلم بالسلطة ويعدهم بالجنة لن يأتيهم بها وأن الصواب هو التمسك بما هم فيه والدخول في طريق الإصلاح الذي بدأ منذ أكثر من عشر سنوات ولن يتوقف.
هذا دور وطني مهم منوط بمشايخ الشيعة ممن يتحلون بسعة صدر وينظرون إلى البعيد ولا يتركون مجالا للعواطف لتتحكم فيهم وفي قراراتهم، لكن هذه الأصوات ستظل محدودة التأثير لو حاورت تلك العقول منفردة أو كلما حانت الفرصة، ولا بأس لو اعتبروا الموضوع معركة يدخلونها بهدف حماية المذهب الجعفري الذي ليس مقبولاً منه إلا أن يكون مشاركاً في حماية الوطن والدفاع عنه.
{{ article.visit_count }}
الشيخ العصفور – وغالباً بسبب فهمه لنفسية هؤلاء الذين يعتقدون أن أسلوبهم في التعامل مع تطورات الأحداث هو الطريقة المثلى – لم يتحدث بشكل مباشر وآثر أن يغلف حديثه بمعاني اجتماعية أسرية، فسرد أمثلة عديدة منها إن اختيار الزوجة للوقت المناسب لتتحدث إلى زوجها وتشتكي وتعبر عن عدم ارتياحها من قول ما أو تصرف يسهل الوصول إلى قرارات إيجابية من شأنها أن تخلص بيتهما من المشكلات، وكذلك اختيار الزوج للوقت المناسب لإبداء ملاحظاته عليها، فليس معقولاً مثلاً أن يتحدث إليها وهي في المطبخ مشغولة بإعداد الطعام أوبمتابعة صغارها، وليس معقولاً أن تتحدث إليه في موضوعات كبيرة وهو للتو عائد من العمل ولا طاقة له ولا نفس لتقبل أي شيء.
لنترجم الآن هذا الأمر على أرض الواقع وننظر في طرفي العلاقة لما نحن فيه من أحوال في هذا الوطن الجميل والذي لم تهدأ منذ سنتين ونيف. اليوم وبعد توصيات المجلس الوطني اتخذت الحكومة قراراً بتغيير طريقة تعاملها مع المتجاوزين على الوطن والمواطنين والساعين إلى تعطيل الحياة وقالت إنها ستضرب بيد من حديد وإنها لن تتأخر عن اتخاذ أي قرارات تؤدي إلى تخليص هذا الوطن من هذا الوجع. وبالفعل اتخذت على الفور سلسلة من القرارات والإجراءات وبدأت في تنفيذ قرارها الذي اعتبره البعض تصعيداً وتأكيداً للحل الأمني واعتبره البعض الآخر السبيل الأوحد لوضع حد لهذا الذي يحدث ولا يراد له أن يتوقف.
في ظل وضع كهذا وفي ظل هكذا قرارات وتوجه من الحكومة يتوقع من «المعارضة» أن تتحلى بشيء من الحكمة فلا تركب رأسها وتأخذ الأمور على أنها تحد وتنساق وراء العواطف والضغوطات، وأن تختار «الوقت المناسب» لتوصيل رؤاها وأفكارها إلى الحكومة التي لن تقبل منها شيئاً إن فعلت ذلك في الوقت الخطأ.
هذا هو ملخص الرسالة التي – حسب فهمي – أراد الشيخ ناصر العصفور أن يوصلها إلى الطرف «المعارض» الذي هو في كـل الأحــوال لا يستطيع أن يتحدى الحكومة وإن ناكفها ولا يمكنه كسب المعركة مهما طالت.
مثل هذه الرسائل يحتاجها الوطن بشدة، ومثل هذه الأصوات العاقلة في وسط الشيعة مطلوبة. البحرين اليوم بحاجة إلى من يطفئ النار المستعرة والتي ستأكل اليابس والأخضر وليس إلى من يصب الزيت عليها لتزداد اشتعالاً.
البارزون اليوم في الساحة من مشايخ الشيعة بسبب اختيارهم ما يعتقدون أنه طريق «الخلاص» لا يمثلـون كــل الشيعـــة في البحرين، والعاقلون من مشايخ الشيعة ليسوا قلة وينبغي أن يعلوا من أصواتهم وأن يوجهوا الرسائل تلو الرسائل وينصحوا ويسعوا إلى إقناع المنتمين إلى هذا المذهب بأن من يحلم بالسلطة ويعدهم بالجنة لن يأتيهم بها وأن الصواب هو التمسك بما هم فيه والدخول في طريق الإصلاح الذي بدأ منذ أكثر من عشر سنوات ولن يتوقف.
هذا دور وطني مهم منوط بمشايخ الشيعة ممن يتحلون بسعة صدر وينظرون إلى البعيد ولا يتركون مجالا للعواطف لتتحكم فيهم وفي قراراتهم، لكن هذه الأصوات ستظل محدودة التأثير لو حاورت تلك العقول منفردة أو كلما حانت الفرصة، ولا بأس لو اعتبروا الموضوع معركة يدخلونها بهدف حماية المذهب الجعفري الذي ليس مقبولاً منه إلا أن يكون مشاركاً في حماية الوطن والدفاع عنه.