«إن جمهوري هو صناعتي وصناعة عوامل أخرى متنوعة ومتعددة، قد تلتقي رغبات كل الأطراف من منتج وموسيقي وجمهور مع بعضهم البعض في لحظة ما، لكن لا أصبح أسيراً إلى فكرة الجمهور بعدما كان موقعي في القيادة، قد يتخيل بعضهم أن القيادة دائماً ما تكون في يد الجمهور».
خالد الشيخ في إحدى حواراته
كنت من المصرين على الطلب من صديقي العزيز خالد الشيخ بأن يكسر كل قيود العزلة وأن يعود لعالمه الذي لازال ينادي ويتوسل ذلك الخالد بأن لايبقى بعيداً عن ساحة المعركة التي يتلاعب فيها الخارجون عن الروح بكل اتجاهاتها ويقضون على كل ذكرى جميلة كنا نستخلص منها رحيق الطرب من حدائق معدودة المساحة حسب أحكام قانون «جهلة» الفن والطرب.
عندما التقيت صديقي خالد آخر مرة في رمضان الماضي كررت سؤالي الممل والذي لا أمتلك سواه وينك يا خالد عود» أجاب بابتسامته المعهودة «أنا ياصديقي عبدالرحمن لم أبتعد لاعنك ولا عن من أحبهم ويبادلونني الحب فها أنا أمامك تراني موجوداً، قلت ولكن لم تجبني على ما بداخلي من «ويعه» أن تبتعد في هذا العمر بعد كل هذا العطاء وأنت أنا من يعلم أن ما بداخلك أكبر مما سمعناه وأخذنا إلى عالم يجهله أويتجاهله من يسمي نفسه وصي على الأغنية ويؤسس لها ويدفع الملايين من أجل تشويهها والزج بأصوات تنعق وكلمات يخجل الصغار من سماعها، قال وما العمل ياصديقي أنت قلت كل ما بداخلي وأخرجته بسحبة واحدة فأنا بإمكاني أن أتواصل مع من أحبوني ومازالوا لكن أنا لا أمتلك شركة إنتاج ولابيدي عصا موسى فالأغنية مكلفة والعمل في الفن يراد له أموال ترسم له الطريق والألبوم هو من ينفض جيوبك وأنت ترى الساحة والقنوات حتى «النقازية» يراد لهم رأس مال و«النعاقية» يصرف عليهم بالهبل وزمن الأغنية التي نعشقها معاً برأيي أصبحت مرفوضة بل ومستحيلة فــي ملعب لا يرضى بالأغنية «الطربيـــة» ولابمن يؤسس لها، الساحة أصبحت حرباً على كل زهور الحديقة ومن يقتل منها أكبر عدد سيكون «سوبر ستار»، وهو ما دعاني لأن أستمع للإذاعة الطربية في البحرين وإذاعة الأغاني الشعبية ولاغير.
فمن المستحيل أن أغني «قهوتي باردة ويدي باردة» وسط ضجيج أكبر من سوق الحدادين و«هرانة التكاسي» برأيك من سيطغي على الآخر ومن سيتسيد الساحة، الجواب أنت أدرى به وهذا ماجعل ما نستمع له اليوم شيئاً يقتل الإحساس فلاصوت الله عادله ولالحن ولاكلام فكيف لي أن أقبل اللعب في هكذا ملعب أو حتى أضيع وقتي في التفرج على هكذا لاعبين يتلاعبون بمشاعر الآخرين ، ويجهلون أساسيات الكرة التي يجرون وراءها ولايدرون وين الله ماخذهم، أنا أحمد ربي أنني خارج هكذا ساحة، وأكيد أنا لا أرضى على نفسي أن أشارك في القتل والتشويه وأن أكون طرفاً في الجرائم التي ترتكب باسم الأغنية وحتى من تعامل مع خالد محباً ومغنياً هو الآخر يجرني بعيداً عن هكذا ملعب وهكذا مغنون «والعياذ بالله» قلت لكنها الأغنية التي يسمونها «فن» الشتم والوقاحة، فكلاهما مقزز والصوت الذي ينطق بالشتائم أصبح مطلوباً و«نقازي» ويستقطب الكبار من أهل الأغنية ويتوقعون أنهم « يعلونها «رغم أنهم من يرمي بها من أعلى السلم الموسيقي هذا إن كان هناك بالأساس سلم، لكنني أصر على طلبي فإن كان من ينقذنا من هكذا بلاوٍ هو عودتك بأن تكسر قيود الصمت وتقرر بأن تمسك عودك لتدندن لمحبيك «جروح قلبي وتر وينك ياخالد عود» فالجروح زادت والوتر تقطعت حباله ولم يتبق منه إلا ما يجعلنا نتحسر على.. هكذا أغنية.. وهكذا فن.. في هكذا زمن.
الرشفة الأخيرة
كل الشكر لكل الأصدقاء الذين رغم كل ارتباطاتهم ومشاغلهم -وأنا أدرى بذلك- مجرد أن ذكرت لهم أننا بصدد إصدار ملف عن «خالد الشيخ» رموا بكل ارتباطاتهم جانباً وأوقفوا الساعة وانغمسوا في عصر الذاكرة فمن أعز من «خالد» وإن لم نكتب له سنكتب عمن، كثيرون سيلومونني لأنني لم أخاطبهم لكنه الوقت يجري كالصاروخ ويرفض نقزة السلحفاة وإن كانت طربية، كل الشكر للإذاعات التي تواصلت وخصصت جزءاً من ساعاتها للفنان خالد الشيخ كالمارينا «أف. أم» الكويت رغم أنهم كانوا قد استضافوا خالد قبل أسبوع لكنهم لم يبخلوا على هذا الفنان كما فعلت أقرب الإذاعات بحرين «أف . أ م» التي لم تخصص له ولو دقيقة من برامجها «الفلتة» وأنا أتصور أنهم فهموا الطلب بأن يقدموا سهرة لخالد بس في رمضان وصاروا يعدون لها من الآن كل شيء معقول !! وهنا يظهر الاحتراف في العمل والتقدير.