أمريكا التي (ستفاوض) إيران اليوم ليست هي أمريكا قبل عامين، القوة التي كانت تملكها أمريكا ذهبت من يدها وهي (الهيبة)، لذا فلست من الذين يبدون قلقهم من التحالف الأمريكي الإيراني الجديد.
أمريكا الضعيفة المترددة تجاه إيران هي ذاتها الضعيفة المترددة تجاه دول الخليج، مواقفها المترددة المتراجعة تجاه إيران هي ذاتها بنفس القدر من التردد والتراجع تجاه باقي الدول.
إنما ذلك لا يمنع من وضع استراتيجية تتصدى لأي اختراق للجبهة الخليجية، فقط علينا قراءة الموقف الأمريكي قراءة تأخذ في اعتبارها الانحدار السريع الذي هوى بأمريكا إلى هذا القعر الذي أصبح فيه خطاب رئيس هذه الدولة عبارة عن ظاهرة صوتية لأطول قائمة تراجعات في التاريخ الأمريكي.
حين (أمر) باراك أوباما في الثاني من فبراير 2011 الرئيس السابق حسني مبارك بترك السلطة «الآن.. والآن يعني الآن» كان يستند في لهجته الشديدة وحالة الأمر إلى إرث تاريخي أمريكي استلمه من زعماء أمريكيين سابقين فهو الرئيس رقم 44 للولايات المتحدة الأمريكية، كان منطلقاً من خلفية العشرين عاماً انفردت فيه الولايات المتحدة الأمريكية قطباً وحيداً في العالم، تدخلت فيه عسكرياً في أفغانستان وفي العراق قصفت وحطمت جيشاً واحتلت دولة وأسقطت أنظمة ولم يتمكن أحد من أن يقول لها كلمة (لا) بعد انهيار جدار برلين عام 1989 وسقوط آخر معاقل الاتحاد السوفيتي.
لم يكن قد مر على تولي أوباما سدة الرئاسة إلا عامان حين نفخ أوباما ريشه على الرئيس المصري، كانت الولايات المتحدة في عزها في ذروة جبروتها، صورة قصف بغداد مازالت حاضرة أمام كل الزعماء في العالم لذلك حين قال أوباما لحسني مبارك اترك الآن استجاب مبارك بناء على ذلك الإرث الذي وظفه أوباما، وأجزم بأنه لو كان الرئيس حسني مبارك مازال على كرسي الحكم وقال له أوباما عام 2013 اخرج الآن لقال له الرئيس مبارك «وحياة أمك؟!».
شتان شتان بين خطاب أوباما في الأمم المتحدة أمس الأول وبين خطابه «اخرج الآن» قبل عامين، خطاب أوباما بالأمس كان صورة واضحة للانحدار الشديد الذي تهاوت فيه الولايات المتحدة الأمريكية خلال السنوات الثلاث الماضية حتى أصبحت نمراً من ورق وظاهرة صوتية تطلق التهديدات وتتراجع عنها في أقل من شهر ولا يعيرها أحد أي اهتمام.
أوباما ليس رجل حرب، وهو الذي بنى حملته الانتخابية على الوعد بالانسحاب من العراق وأفغانستان وإغلاق غوانتنامو، وخلال عامين خسف الرئيس الرابع والأربعون بهيبة الولايات المتحدة الأرض بشكل متسارع، حين انسحب من العراق بشكل مخزٍ اضطر فيه أن يدفع «أتاوة» لحماية جنوده وقت الانسحاب، وتلقى ضربات موجعة في أفغانستان، ثم جاءته الضربة القاضية مع انهيار مشروع الربيع العربي الذي لم تكتب له الحياة أكثر من أربعة وعشرين شهراً في أحسن الأحوال -كتونس- وهو المشروع الذي عولت عليه هذه الإدارة بتحسين صورتها في الشرق الأوسط، إذ سرعان ما حملت الرياح العربية ردة فعل عكسية من أنظمة الحكم في المنطقة وهم الذين كانوا يسبحون بحمدها ليلاً نهاراً، جعلتهم «يتطاولون» على زعيمة العالم.
ورأينا المملكة العربية السعودية، مصر تتحديان أمريكا بعد أن عرفا ضعفها وترددها، حتى جاءت سوريا وكانت هي ثالثة الأثافي التي مسحت بهيبة أمريكا الأرض، وتعرض بعدها رئيس أكبر دولة إلى حملة إهانات وسخرية «دولية» لم ينلها أي زعيم أمريكي قبله حتى فاق بوش الابن.
ثم أكملها أوباما في خطابه الأخير الذي تراجع فيه عن جميع المواقف التي اتخذها قبل شهر من الآن وسحب كلامه كله عن إيران وعن سوريا وعن البحرين وعن مصر فلم يبق ولم يذر لهيبة أو كرامة أو حزم.
لذا فإن أمريكا التي تتفاوض اليوم مع إيران ليست هي التي كانت تقول لرئيس أكبر دولة عربية «اترك الآن والآن يعني الآن»، إذ تحولت أكبر دولة إلى ظاهرة صوتية لا يعترف أحد بخطوطها الحمراء، أرجو أن تعي البحرين وتقرأ هذه المتغيرات قراءة جيدة.
أمريكا الضعيفة المترددة تجاه إيران هي ذاتها الضعيفة المترددة تجاه دول الخليج، مواقفها المترددة المتراجعة تجاه إيران هي ذاتها بنفس القدر من التردد والتراجع تجاه باقي الدول.
إنما ذلك لا يمنع من وضع استراتيجية تتصدى لأي اختراق للجبهة الخليجية، فقط علينا قراءة الموقف الأمريكي قراءة تأخذ في اعتبارها الانحدار السريع الذي هوى بأمريكا إلى هذا القعر الذي أصبح فيه خطاب رئيس هذه الدولة عبارة عن ظاهرة صوتية لأطول قائمة تراجعات في التاريخ الأمريكي.
حين (أمر) باراك أوباما في الثاني من فبراير 2011 الرئيس السابق حسني مبارك بترك السلطة «الآن.. والآن يعني الآن» كان يستند في لهجته الشديدة وحالة الأمر إلى إرث تاريخي أمريكي استلمه من زعماء أمريكيين سابقين فهو الرئيس رقم 44 للولايات المتحدة الأمريكية، كان منطلقاً من خلفية العشرين عاماً انفردت فيه الولايات المتحدة الأمريكية قطباً وحيداً في العالم، تدخلت فيه عسكرياً في أفغانستان وفي العراق قصفت وحطمت جيشاً واحتلت دولة وأسقطت أنظمة ولم يتمكن أحد من أن يقول لها كلمة (لا) بعد انهيار جدار برلين عام 1989 وسقوط آخر معاقل الاتحاد السوفيتي.
لم يكن قد مر على تولي أوباما سدة الرئاسة إلا عامان حين نفخ أوباما ريشه على الرئيس المصري، كانت الولايات المتحدة في عزها في ذروة جبروتها، صورة قصف بغداد مازالت حاضرة أمام كل الزعماء في العالم لذلك حين قال أوباما لحسني مبارك اترك الآن استجاب مبارك بناء على ذلك الإرث الذي وظفه أوباما، وأجزم بأنه لو كان الرئيس حسني مبارك مازال على كرسي الحكم وقال له أوباما عام 2013 اخرج الآن لقال له الرئيس مبارك «وحياة أمك؟!».
شتان شتان بين خطاب أوباما في الأمم المتحدة أمس الأول وبين خطابه «اخرج الآن» قبل عامين، خطاب أوباما بالأمس كان صورة واضحة للانحدار الشديد الذي تهاوت فيه الولايات المتحدة الأمريكية خلال السنوات الثلاث الماضية حتى أصبحت نمراً من ورق وظاهرة صوتية تطلق التهديدات وتتراجع عنها في أقل من شهر ولا يعيرها أحد أي اهتمام.
أوباما ليس رجل حرب، وهو الذي بنى حملته الانتخابية على الوعد بالانسحاب من العراق وأفغانستان وإغلاق غوانتنامو، وخلال عامين خسف الرئيس الرابع والأربعون بهيبة الولايات المتحدة الأرض بشكل متسارع، حين انسحب من العراق بشكل مخزٍ اضطر فيه أن يدفع «أتاوة» لحماية جنوده وقت الانسحاب، وتلقى ضربات موجعة في أفغانستان، ثم جاءته الضربة القاضية مع انهيار مشروع الربيع العربي الذي لم تكتب له الحياة أكثر من أربعة وعشرين شهراً في أحسن الأحوال -كتونس- وهو المشروع الذي عولت عليه هذه الإدارة بتحسين صورتها في الشرق الأوسط، إذ سرعان ما حملت الرياح العربية ردة فعل عكسية من أنظمة الحكم في المنطقة وهم الذين كانوا يسبحون بحمدها ليلاً نهاراً، جعلتهم «يتطاولون» على زعيمة العالم.
ورأينا المملكة العربية السعودية، مصر تتحديان أمريكا بعد أن عرفا ضعفها وترددها، حتى جاءت سوريا وكانت هي ثالثة الأثافي التي مسحت بهيبة أمريكا الأرض، وتعرض بعدها رئيس أكبر دولة إلى حملة إهانات وسخرية «دولية» لم ينلها أي زعيم أمريكي قبله حتى فاق بوش الابن.
ثم أكملها أوباما في خطابه الأخير الذي تراجع فيه عن جميع المواقف التي اتخذها قبل شهر من الآن وسحب كلامه كله عن إيران وعن سوريا وعن البحرين وعن مصر فلم يبق ولم يذر لهيبة أو كرامة أو حزم.
لذا فإن أمريكا التي تتفاوض اليوم مع إيران ليست هي التي كانت تقول لرئيس أكبر دولة عربية «اترك الآن والآن يعني الآن»، إذ تحولت أكبر دولة إلى ظاهرة صوتية لا يعترف أحد بخطوطها الحمراء، أرجو أن تعي البحرين وتقرأ هذه المتغيرات قراءة جيدة.