نفهم تماماً أن السياسة «لعبة»، تدار من أطراف معنية في أي اتجاه كانت، لكن هذه اللعبة التي أحياناً تستخدم أسلوب «النفس الطويل» أو «مد البساط» لكشـف وفضح أطراف أخرى عبر إيصالهم لمرحلـــة يفضحون «نفسهم بنفسهم»، هذه اللعبة لها متضررون كثر، على رأسهــم مــن لا يملكون أداة التحكم في اتجاهها، ونعنــي الناس.
الوفاق ومن معها يستغلون الناس -تحديداً من يتبعونهم- كأعداد، ويفضلون الأموات على الأحياء منهم، لأنهم ببساطة مادة جيدة للمتاجرة، وكل جمعة هناك مسيرة أو تجمــع، تــدرك الوفاق أنه لا يؤثر فعليــاً على واقع البحرين، بقدر ما يستغل إعلامياً في الخارج، عملية استعراض أرقام لا أكثر، تعيش عليها الوفاق إعلامياً لأسبوع كامل.
في جانب آخر الدولة ورغم وجود توصيات يفترض أن تنفذ، مازلت وكأنها تطبق القانون بـ«التقسيط»، خطوة تلو خطـــوة، وقد يكون ذلك مبنياً على رؤية معينــة، لكنه بأي حال من الأحوال لا يلقى قبولاً لدى الشارع الذي بات يعاني في حياته جراء هذا القلق وعدم الاستقرار المجتمعي.
ورغم كل القراءات، وكل التحليــلات بشــأن المناورات السياسية واللعب بحرفنة أو تحفظ، وبغض النظر عن أية تفاهمات ظاهرة أو خفية، أو محاولات تهدئة أو حتى «استنزاف» نفسي، تظل معادلة واحدة قائمة بشأن سيادة الدول، نختصرها بالنموذج الأمريكي والشعار الشهير: «أمريكا لا تتفاوض أبداً مع الإرهاب!».
لربما كانت الأيام الماضية تحمل «نشوة انقلابية» لكلمات قالها الرئيس الأمريكي، بيد أن العملية لا تغير واقعا كبيراً، رغم كثير من التعهدات منحت للجانب الأمريكي، أبرزها تلك الرسالة التي بعثها للسفير الأمريكي من أرادوا القيام بـ«تمــرد» فــي أغسطس الماضي يتعهدون فيها -إن قلبوا النظام- بأن يحافظوا على استمرارية كل الاتفاقات والمعاهدات مع البيت الأبيض!
أوباما ليس سيد العالم ليفرض ما يريد، حتى جورج بوش الذي «يفترض» أنــه بــدأ الحرب على الإرهاب، عشرات الآلاف من الأسر الأمريكية «تلعنه» وفترته الرئاسية كونه أرسل أبناءهم ليموتوا من أجل قضية لا تهدد المجتمع الأمريكي، بل مرتبطة بأطماع ومكاسب أمريكية، وأسامة بن لادن و«القاعدة» وهما «الصنيعة الأمريكيـة» هما من مهدا الأرضية المناسبة لذلك.
أو تريد واشنطن أن تصنع مشاريع جديدة في الشرق الأوسط وتحديداً في دول الخليج لتعيد استخدام نفس الذريعة لدخول أقوى على غرار ما حصل في العراق وأفغانستان؟! نفط السعودية بالتأكيد شيء يسيل له اللعاب، والغاز القطري ليس بأقل منه، والموقع الجغرافي ولا أروع.
نشر الفوضى لعبة أمريكية يلعبها البيت الأبيض بامتياز، حتى يكون الاحتياج للشرطي الأمريكي أمراً ملزماً، وهذا واقع عاشه الخليج طوال سنوات، بيد أنه يمضي حالياً للتحول من حالة التودد وبناء العلاقات إلى مرحلة زرع الألغام والخناجر التي إما تصيب فتؤول الأمور لجهات تسيطر عليها واشنطن وإن خالفوا النهج فالعقاب عسيـر، أو إن خابت مثلما حصل في العراق خلال الثمانينات، في أفغانستان ضد السوفييت، وحتى في مصر مؤخراً، فإن ما أسهل تبدل الموقف الأمريكي في غمضة عين.
عودة لصلب الموضوع بترك أوباما يتحدث كيفمــا يريد، هو تحدث حتــى «بح صوته» بشأن المجرم بشار الأسد ولا شيء حصل أو تغير ومئات الآلاف ماتوا وملايين نزحوا، ولو كان جورج بوش الموجود حالياً في سدة البيت الأبيض لربما أسقط قنبلــة ذرية على مخبأ الأسد منذ البداية وأنهى الموضوع وأرسل قواته الأمريكية للسيطرة على منطقة جديدة في الشرق الأوسط.
اللعب في إطار السياسة له «ضريبة»، والضريبة تدفعها الشعوب، وهو ما يحصل اليوم في البحرين، الناس تعبت وهي تطالب بتطبيق القانون على من يحرض ويمارس الإرهاب، ولكنها تفاجأ بترخيص مسيرة لجماعات انقلابية ترفع فيها شعارات تسقيط الدولة وتحقيراً للقانون الذي خضعت له لطلب الترخيص لكنها هتفت ضده وضد النظام بـ»لا شرعية له!».
حينما تقبل أي دولة بالتهاون في مسائل تمس سيادتها وهيبة القانون المنظم لمختلف عملياتها، فهي تنتقل بمحض إرادتها من مرحلة القوة إلى مرحلة ضعف، والمرحلة الأخيرة نتائجها أخطر ما يكون، فهي بالفعل تؤسس لبروز أشخاص تلو أشخاص يصفون القانون بأنه «تحت أقدامهم».
الوفاق ومن معها يستغلون الناس -تحديداً من يتبعونهم- كأعداد، ويفضلون الأموات على الأحياء منهم، لأنهم ببساطة مادة جيدة للمتاجرة، وكل جمعة هناك مسيرة أو تجمــع، تــدرك الوفاق أنه لا يؤثر فعليــاً على واقع البحرين، بقدر ما يستغل إعلامياً في الخارج، عملية استعراض أرقام لا أكثر، تعيش عليها الوفاق إعلامياً لأسبوع كامل.
في جانب آخر الدولة ورغم وجود توصيات يفترض أن تنفذ، مازلت وكأنها تطبق القانون بـ«التقسيط»، خطوة تلو خطـــوة، وقد يكون ذلك مبنياً على رؤية معينــة، لكنه بأي حال من الأحوال لا يلقى قبولاً لدى الشارع الذي بات يعاني في حياته جراء هذا القلق وعدم الاستقرار المجتمعي.
ورغم كل القراءات، وكل التحليــلات بشــأن المناورات السياسية واللعب بحرفنة أو تحفظ، وبغض النظر عن أية تفاهمات ظاهرة أو خفية، أو محاولات تهدئة أو حتى «استنزاف» نفسي، تظل معادلة واحدة قائمة بشأن سيادة الدول، نختصرها بالنموذج الأمريكي والشعار الشهير: «أمريكا لا تتفاوض أبداً مع الإرهاب!».
لربما كانت الأيام الماضية تحمل «نشوة انقلابية» لكلمات قالها الرئيس الأمريكي، بيد أن العملية لا تغير واقعا كبيراً، رغم كثير من التعهدات منحت للجانب الأمريكي، أبرزها تلك الرسالة التي بعثها للسفير الأمريكي من أرادوا القيام بـ«تمــرد» فــي أغسطس الماضي يتعهدون فيها -إن قلبوا النظام- بأن يحافظوا على استمرارية كل الاتفاقات والمعاهدات مع البيت الأبيض!
أوباما ليس سيد العالم ليفرض ما يريد، حتى جورج بوش الذي «يفترض» أنــه بــدأ الحرب على الإرهاب، عشرات الآلاف من الأسر الأمريكية «تلعنه» وفترته الرئاسية كونه أرسل أبناءهم ليموتوا من أجل قضية لا تهدد المجتمع الأمريكي، بل مرتبطة بأطماع ومكاسب أمريكية، وأسامة بن لادن و«القاعدة» وهما «الصنيعة الأمريكيـة» هما من مهدا الأرضية المناسبة لذلك.
أو تريد واشنطن أن تصنع مشاريع جديدة في الشرق الأوسط وتحديداً في دول الخليج لتعيد استخدام نفس الذريعة لدخول أقوى على غرار ما حصل في العراق وأفغانستان؟! نفط السعودية بالتأكيد شيء يسيل له اللعاب، والغاز القطري ليس بأقل منه، والموقع الجغرافي ولا أروع.
نشر الفوضى لعبة أمريكية يلعبها البيت الأبيض بامتياز، حتى يكون الاحتياج للشرطي الأمريكي أمراً ملزماً، وهذا واقع عاشه الخليج طوال سنوات، بيد أنه يمضي حالياً للتحول من حالة التودد وبناء العلاقات إلى مرحلة زرع الألغام والخناجر التي إما تصيب فتؤول الأمور لجهات تسيطر عليها واشنطن وإن خالفوا النهج فالعقاب عسيـر، أو إن خابت مثلما حصل في العراق خلال الثمانينات، في أفغانستان ضد السوفييت، وحتى في مصر مؤخراً، فإن ما أسهل تبدل الموقف الأمريكي في غمضة عين.
عودة لصلب الموضوع بترك أوباما يتحدث كيفمــا يريد، هو تحدث حتــى «بح صوته» بشأن المجرم بشار الأسد ولا شيء حصل أو تغير ومئات الآلاف ماتوا وملايين نزحوا، ولو كان جورج بوش الموجود حالياً في سدة البيت الأبيض لربما أسقط قنبلــة ذرية على مخبأ الأسد منذ البداية وأنهى الموضوع وأرسل قواته الأمريكية للسيطرة على منطقة جديدة في الشرق الأوسط.
اللعب في إطار السياسة له «ضريبة»، والضريبة تدفعها الشعوب، وهو ما يحصل اليوم في البحرين، الناس تعبت وهي تطالب بتطبيق القانون على من يحرض ويمارس الإرهاب، ولكنها تفاجأ بترخيص مسيرة لجماعات انقلابية ترفع فيها شعارات تسقيط الدولة وتحقيراً للقانون الذي خضعت له لطلب الترخيص لكنها هتفت ضده وضد النظام بـ»لا شرعية له!».
حينما تقبل أي دولة بالتهاون في مسائل تمس سيادتها وهيبة القانون المنظم لمختلف عملياتها، فهي تنتقل بمحض إرادتها من مرحلة القوة إلى مرحلة ضعف، والمرحلة الأخيرة نتائجها أخطر ما يكون، فهي بالفعل تؤسس لبروز أشخاص تلو أشخاص يصفون القانون بأنه «تحت أقدامهم».