المقصـود بالعملية هنا هو اختطاف وقطع الشـــوارع مــن قبـل مــا يسمـــون «شبـــاب الائتلاف» الذين حيت الوفاق عملهم في سار ووصفت من يصفهم بالإرهابيين بأنه «إرهابي»، وقالت إنه «وجد ليبقى»، حيـــث يقوم هؤلاء - الذين تبين أن الوفاق لا ترضــى عليهم وتحامي عنهم - باختطـــاف الشوارع الرئيسة والفرعية في لحظة معينة ليلاً أو نهاراً ويمنعون السيارات من التحرك فيشلونهــا ويشعلون النار في الإطــارات المطاطية التي يأتون بها من «مصادرها» ثــم يولون هاربين بعد أن يلتقطوا صــورة تذكارية تؤرخ لجريمتهم وبعد أن يتمكن مصور الفيديو الذي يرافقهم من جمع مادة فلمية تكفي لتأكيد فعلتهم، حيث يتم نشرها لاحقاً عبر مختلف وسائل الإعلام «التويتر والفيسبوك .. وإيران» مصحوبة بكمية من الفخر وادعاء البطولات، حيث من الواضح أن هؤلاء يؤمنون أن وضع الأذى في طريق الناس هو ما أوصى به النبي محمد عليه الصلاة والسلام لا ما نهى عنه، خصوصاً أنه لا يعنيهم ما يترتب على جريمتهم وما يعاني منه الناس بعد نثرهم الأذى في الطريق وهروبهم إلى حيث يتوفر لهم الأمان.
الغريب في عنوان هــذه العمليــة التــي تــم تنفيذها الأسبوع الماضي وعلى مراحل هو أنه يصف هؤلاء المخربين المؤذين للنـاس والمخالفين لتعاليم الشريعة الإسلامية بالمؤمنين وبالمتوكلين «على الله» وذلك في تناقض واضح وسافر، حيث المؤمن المتوكل على الله لا يمكن أن يفعل مثل هذا الذي يفعلونه ويتسببون به في تعطيل مصالح الناس وتعطيل الحياة وبث الرعب في قلوب مستخدمي الطريق وتعريضهم وعيالهم لشتى المخاطر.
هــذا التناقض بين اسم العملية وفعلهــا يعني أن ما يقوم به أولئك المخربون لا علاقة له بالدين، ذلك أنه لا يمكن أن يقبل مثل هذا الفعل من مؤمن ولا يمكن قبوله من متوكل على الله، فالمؤمنون بالله هم الذين يعملون الصالحات ويتواصون بالحق ويتواصون بالصبر وهم الذين يحبهم الرحمن ويجعل لهم ودا، بينما لا يوجد في هذا الفعل الذي يمارسه هؤلاء يوميا شيئا من ذلك، فكيف لهم أن يسموا فعلهم هذا «آمن المتوكلون»؟ إن مجرد اتخاذ هذا العنوان لمثل هذه الأفعال الشيطانية يعتبر إساءة للدين الإسلامي.. دين الخير والمحبة والعمل الصالح الذي يرفعه الله إليه.
الجــواب لا نريــده منهم ولكن من «علماء الدين» الذين يؤمنون بالله عز وجــل ويصلون في اليوم خمس مرات ويصدرون الفتاوى.. والذين يفتـرض أن يكونــوا مــن بين من يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، كما أمر الله سبحانه وتعالى أن يفعلوا، مع ملاحظة أن هذا الفعل الشنيع الذي يؤذي به أولئك الناس يومياً يعتبر في كل الأحوال منكرا يستدعي النهي عنه بقوة ويستدعي تقديم النصح ويستدعي الضرب على اليدين والعقاب، فأي أذى أكثر من هذا الأذى؟ وأي اعتداء على الأبرياء أكثر من هذا؟
لا أعرف كيف يمكن أن يعتبر هذا المؤذي لخلق الله مؤمناً ومتوكلاً على الله سبحانه وتعالى، فالمؤمن الذي من صفاته الصبر والتقوى والتوكل على الله، لا يمكن أن يفعل السوء ويتسبب في أذى الناس، فكما أن المؤمن ليس بالسباب ولا اللعان فكذلك هو ليس بالمتسبب في تعطيل حياة الناس وأذاهم وتعريضهم للخطر.
الفرق بين سلوك المؤمن وهذا السلوك كبير ولا يقبل المقارنة، فالمؤمن محب لدينه، وهذا السلوك لا يمكن أن يكون معبراً عن حب الدين لأنه يسيء إلى الدين.
إن مجرد معرفة الآخرين بأن هذا العمل يمارسه مسلم فإنهم يتخذون من الإسلام موقفاً سالباً، فأي دين هذا الذي يقبل بممارسة الأفعال التي تتسبب في أذى الآخرين وتعرض حياتهم للخطر؟
عنوان العملية لم يحظ .. بالموفقية!