الفارق بين بيان جمعية الوفاق بشأن احتمال الحرب على سوريا وبيان جمعية وعد يظهر فارق الخبرة بين الجمعيتين، ويكشف في الوقت نفسه هشاشة موقفهما مما صار يعرف باسم ائتلاف فبراير ومحدودية قيمتهما لدى «الفاعلين» في الميدان. ففي الوقت الذي جاء بيان الوفاق فيما يخص سوريا باهتاً وركيكاً وبارداً إلى درجة قوله إن الوفاق ضد «فكرة» الحرب على سوريا، جاء بيان وعد قوياً ويتضمن موقفاً صارماً وواضحاً، مستفيداً مما تمتلكه الجمعية من خبرات تراكمت تتيح لها التعبير بطريقة تبرز موقفها الصلب والحازم من القضية التي يتم تناولها.
لكـــن الجمعيتين، والجمعيات السياسيـــة الأخرى للأسف، لا تزال دون اتخاذ مواقف واضحة وحازمة من ائتلاف فبراير وغيرها من حركات صغيرة في الداخل والخارج تمكنت للأسف من تسلم قيادة الشارع منها.
هذا يعني أن الجمعيات السياسية على اختلاف توجهاتها باتت على قناعة من أنها وصلت مرحلة لا تجد معها من يستمع إليها ويستجيب لها، أي أنها صارت تعرف أنها لم تعد قادرة على قيادة الشارع، وأن الشارع الذي بات مهووساً بما صار يعرف بائتلاف فبراير لا يمكن أن يقبل منها إلا إن سايرت الائتلاف. الدليل على ذلك هو أنه لو دعا الائتلاف إلى الخروج في مظاهرة في المنامة، وقالت الجمعيات السياسية -كلها أو بعضهـــا- إنها تدعو إلى عدم الخـــروج في تلك المظاهرة، فلن يسمع منها أحد وسيستجيبون لتلك الدعوة. مثال على ذلك هو أن الجمعيات السياسية المشاركة في حوار التوافق الوطني قالت إنها ستتوقف عن اعتبار العاصمة هدفاً فلن تشهد مظاهرات في الفترة المقبلة، لكن أحداً لم يسمع منها وكان الرد عليها واضحاً حيث خرج البعض في مظاهرة في العاصمة في نفس اليوم استجابة لدعوة الائتلاف.
للأسف لم يعد للجمعيات السياسية التي تطلق على نفسها اسم «قوى المعارضة الوطنية» أي تأثير في الشارع؛ بل لم يعد لها أي قيمة لدى المفتونين بغيرها، فلا أحد يسمع منها ولا أحد يستجيب لها، وهي لأنها تعلم بهذه الحقيقة لذا فإنها لا تورط نفسها في إصدار بيانات ضد كل ما تراه من أعمال تخريب تحدث أمام ناظريها ولا تتخذ موقفاً صارماً جازماً من كل أو بعض هذا الذي يحدث ويتسبب في تعطيل حياة المواطنين والمقيمين، ويؤدي إلى تعقيد المشكلة ويؤخر التوصل إلى حل يرضي الجميع.
هذه الحال التي تعيشها «قوى المعارضة» تنعكس على الحوار الذي استؤنف، ذلك أنها تعلم أن كل ما قد يتم التوصل إليه والتوافق عليه لا تستطيع أن تلزم به الشارع الذي لم يعد بيدها، ولعل هذا هو السبب الذي يجعلها ترفع من سقف المطالب وتتشدد وتصر على رأيها ووجهة نظرها في جلسات الحوار، فهي تعلم أن الشارع المهووس بالائتلاف وبالمراهقة الفكرية لن يقبل منها وهي في «صلابتها» الحالية فكيف سيقبل منها لو قدمت تنازلات يرى العقلاء أنه لا بد من تقديمها لتسير الأمور ويتم إخراج البلاد من هذه الأزمة؟
بيانات وعد عن سوريا وغيرها قوية ومعبرة، وهي أفضل وأقوى من بيانات الوفاق، لكنها في المحصلة لا تختلف من حيث القيمة عن بيانات الوفاق ومختلف الجمعيات السياسية طالما أنها لا تتناول الشأن المحلي وبالطريقة التي يظهرها بأنها هي المسيطرة على الشارع وأنها هي المؤثرة.
لعل الأهم من عقد المؤتمرات عن الديمقراطية وغيرها هو عقد اجتماع خاص يجمع «قوى المعارضة» يتم خلاله تحديد موقفها النهائي والحاسم من ائتلاف فبراير وتستعيد به قيادة الشارع، ذلك أن بقاء القيادة في يد شباب ناقص الخبرة والتجربة يعني أن كل جهود هذه القوى ضائعة وأولها جهودها في حوار التوافق الوطني.
لكـــن الجمعيتين، والجمعيات السياسيـــة الأخرى للأسف، لا تزال دون اتخاذ مواقف واضحة وحازمة من ائتلاف فبراير وغيرها من حركات صغيرة في الداخل والخارج تمكنت للأسف من تسلم قيادة الشارع منها.
هذا يعني أن الجمعيات السياسية على اختلاف توجهاتها باتت على قناعة من أنها وصلت مرحلة لا تجد معها من يستمع إليها ويستجيب لها، أي أنها صارت تعرف أنها لم تعد قادرة على قيادة الشارع، وأن الشارع الذي بات مهووساً بما صار يعرف بائتلاف فبراير لا يمكن أن يقبل منها إلا إن سايرت الائتلاف. الدليل على ذلك هو أنه لو دعا الائتلاف إلى الخروج في مظاهرة في المنامة، وقالت الجمعيات السياسية -كلها أو بعضهـــا- إنها تدعو إلى عدم الخـــروج في تلك المظاهرة، فلن يسمع منها أحد وسيستجيبون لتلك الدعوة. مثال على ذلك هو أن الجمعيات السياسية المشاركة في حوار التوافق الوطني قالت إنها ستتوقف عن اعتبار العاصمة هدفاً فلن تشهد مظاهرات في الفترة المقبلة، لكن أحداً لم يسمع منها وكان الرد عليها واضحاً حيث خرج البعض في مظاهرة في العاصمة في نفس اليوم استجابة لدعوة الائتلاف.
للأسف لم يعد للجمعيات السياسية التي تطلق على نفسها اسم «قوى المعارضة الوطنية» أي تأثير في الشارع؛ بل لم يعد لها أي قيمة لدى المفتونين بغيرها، فلا أحد يسمع منها ولا أحد يستجيب لها، وهي لأنها تعلم بهذه الحقيقة لذا فإنها لا تورط نفسها في إصدار بيانات ضد كل ما تراه من أعمال تخريب تحدث أمام ناظريها ولا تتخذ موقفاً صارماً جازماً من كل أو بعض هذا الذي يحدث ويتسبب في تعطيل حياة المواطنين والمقيمين، ويؤدي إلى تعقيد المشكلة ويؤخر التوصل إلى حل يرضي الجميع.
هذه الحال التي تعيشها «قوى المعارضة» تنعكس على الحوار الذي استؤنف، ذلك أنها تعلم أن كل ما قد يتم التوصل إليه والتوافق عليه لا تستطيع أن تلزم به الشارع الذي لم يعد بيدها، ولعل هذا هو السبب الذي يجعلها ترفع من سقف المطالب وتتشدد وتصر على رأيها ووجهة نظرها في جلسات الحوار، فهي تعلم أن الشارع المهووس بالائتلاف وبالمراهقة الفكرية لن يقبل منها وهي في «صلابتها» الحالية فكيف سيقبل منها لو قدمت تنازلات يرى العقلاء أنه لا بد من تقديمها لتسير الأمور ويتم إخراج البلاد من هذه الأزمة؟
بيانات وعد عن سوريا وغيرها قوية ومعبرة، وهي أفضل وأقوى من بيانات الوفاق، لكنها في المحصلة لا تختلف من حيث القيمة عن بيانات الوفاق ومختلف الجمعيات السياسية طالما أنها لا تتناول الشأن المحلي وبالطريقة التي يظهرها بأنها هي المسيطرة على الشارع وأنها هي المؤثرة.
لعل الأهم من عقد المؤتمرات عن الديمقراطية وغيرها هو عقد اجتماع خاص يجمع «قوى المعارضة» يتم خلاله تحديد موقفها النهائي والحاسم من ائتلاف فبراير وتستعيد به قيادة الشارع، ذلك أن بقاء القيادة في يد شباب ناقص الخبرة والتجربة يعني أن كل جهود هذه القوى ضائعة وأولها جهودها في حوار التوافق الوطني.