أنعمي يا كوندليزا رايس، فإن حلمك بالشرق الأوسط الجديد هو في طريقه للتحقق، فكل البشاير الاستراتيجية الصهيونية التي بَشَّرْتِ بها دول وشعوب الشرق الأوسط، بدأت تتحقق، ولم تتحقق على الأرض لولا الجهود الجبارة التي قام بها الرؤساء الأمريكيون، خصوصاً الرئيس أوباما الذي لم تزل كلماته الرنانة تطرب أذني حين أعلن من القاهرة حين توليه الرئاسة، مدى إعجابه بالإسلام والمسلمين وكل العرب، كان وقتها يخادع نفسه ويخدعنا معه، أما حبل الكذب فإنه قصير جداً.
أفضل من نافح وينافح عن كل مشروع صهيوني في المنطقة العربية هو الرئيس أوباما وإدارته الحالية، وسيشهد التاريخ أن في عصره المجيد، تمت الفوضى الخلاقة، وسقطت الدول العربية عبر مشروعه الأوسطي المتوحش، وزادت عمليات السطو الدولي والقتل المحلي، وارتفعت وتيرة العبثية والدموية، وانهار النظام الاقتصادي العالمي برمته، وزادت منسوبات الكراهية بين البشر، وعادت العداوات الدينية بحلتها الجديدة بين أصحاب الديانات السماوية، وزاد المنتحرون والمنتحرات والمفخخون والمفخخات، ولا أعلم إن نسيت مأساة أخرى، لكن إضافة لكل هذه الأهوال، فليس هنالك من رجل بدأ بقرع طبول الحرب الكونية القادمة سوى «الرئيس السيد الفاضل باراك أوباما».
يقول التاريخ المتأخر «نقولها لمن ينسى كثيراً»، إن «في التاسع من أبريل في عام 2005، أدلت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس بحديث صحافي مع صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، في هذا اللقاء الصحفي أذاعت كونداليزا رايس رسمياً نية الإدارة الأمريكية نشر الديمقراطية في العالم العربي والتدخل لحقوق المرأة وغيرها لتشكيل ما يعرف بالشرق الأوسط الجديد، والغريب والمدهش أن الوزيرة الأمريكية استخدمت أحد نصوص الماسونية، أو بالأحرى استخدمت الوزيرة أحد نصوص بروتوكلات حكماء صهيون «24 بروتوكولاً» لتشرح للعالم كيفية انتقال الدول العربية والإسلامية من العهد الديكتاتوري إلى العصر الديمقراطي. كونداليزا رايس أعلنت أن أمريكا ستلجأ إلى نشر الفوضى الخلاقه Creative Chaos في منطقه الشرق الأوسط لنشر الديمقراطية والحرية في هذه الدول».
ما على أوباما اليوم، سوى أن يقوم بتطبيق حلم المرأة الشاذة جنسياً حسب الصحف الإسرائيلية مع الشاذة الصهيونية وزيرة الخارجية السابقة وزعيمة المعارضة الإسرائيليـة «تسيبي ليفني»، حلم شاذ لامرأة شاذة في منطقة متخمة بالشذوذ السياسي، ولهذا فإن كل ما يمكن أن يخنق الأوسط المنهك هو الأوسط الجديد، وهذا الحلم القاتم الدموي، لن يقوم بأدائه حرفياً سوى حليف الصهيونية العالمية وصنوها باراك أوباما. عرفنا الآن، ما هو معنى الفوضى الخلاقة، وما معنى الأوسط الجديد، وعرفنا وفهمنا كل المشاريع السوداء للبيت الأبيض، ولأننا في ذيل القائمة «حسبما ارتضيناه لأنفسنا بأن نكون»، فإننا لن نستطيع عمل شيء سوى أن نطلب من الله العلي القدير أن يشلّ كل الأيادي الصهيونية التي تحاول كسرنا بقوة السلاح والمال والجبروت، وأن يحمينا من كيد أمريكا وتوابعها، أو أن ننفض الغبار ونفتش عن عزتنا الضائعة.