مع حلول عيد الأضحى المبارك، وفيما أتصفح تاريخ هذا العيد الكريم في بطون كتب التاريخ والمرويات، استوقفتني خطبة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، فقرأت فيها الكثير من المضامين الإنسانية والأخلاقية الراقية جداً، التي من المؤكد أننا في أمسِّ الحاجة للوقوف عليها في عصر أنارت الكهرباء طريقنا أكثر مما أضاءت فيه القيم حياتنا.
في عصر الصراعات السياسية المتوحشة، وفي خضم البناء الأسمنتي الصلب، تغيب عنـا الكثير من المفاهيم الروحية والإنسانية، ولربما تكون مناسباتنـــا التاريخية والإسلامية محطات للتأمل واستذكار الكثير من القيم المغيَّبة، لعل أبرزها خطبة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في ذكرى الحج وعيد الأضحى المبارك، كما ذكرنا قبل قليل.
حين قرأت بعض نصوص الخطبة، استحضرت كافة المراحل المعتمة التي نمر بها في هذا العصر المنكوب عربياً وإسلامياً، وما نعانيه من أزمات سياسية وأخلاقية ومجتمعية. في عيد الأضحى تبدو لنا الحاجة ملحة للغاية في أن نستحضر بعض تلك المفاهيم العامة والجميلة من تلك الخطبة الرائعة.
سنتناول الآن كما ذكرنا بعض نصوص خطبة الرسول العظيم محمد صلى الله عليه وسلم فيما يخص بعض ما تمر به أمتنا اليوم، وكأنه يتحدث عن واقعنا: «أيها الناس.. إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا.. أيها الناس: إن لنسائكم عليكم حقاً.. فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيراً.. أيها الناس: إنما المؤمنون إخوة، ولا يحل لامرئ مال أخيه إلا عن طيب نفس منه.. أيّها الناس: إن ربكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، أكرمكم عند الله أتقاكم. ليس لعربي فضل على أعجمي إلا بالتقوى.. ألا هل بلّغت؟ اللهم فاشهد. فليبلّغ الشاهد منكم الغائب...».
تكلم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عن حرمة الدم الإنساني، وعن حرمة الفساد المالي عبر السرقة وتبذير المال العام وغيرها من أمور الفساد والظلم، ثم تحدث عليه الصلاة والسلام عن حقوق المرأة التي ضاعت اليوم في مجتمع ذكوري محكم، وأهمية استرداد كافة حقوقها، كما تعرض في خطبته الشريفة إلى الأخوة والوحدة بين المؤمنين عبر قوانين تحفظ وتحمي حقوقهم، ثم تلا بياناً أممياً راقياً جداً تحدث فيه رسولنا الكريم عن ضرورة محاربة العنصرية، والتعويل على التقوى بدل الاستناد إلى الدم والعنصر والقبيلة.
في يوم العيد، يجب علينا استحضار هذه المفاهيم الكبيرة، خصوصاً في المجتمعات التي تمر بحالة من الطيش الأخلاقي والقيمي، من أجل أن نستلهم من العيد المبارك دروساً في الوعي والفيض الإنساني، عبر حزمة من القوانين الإلهية والإنسانية التي لا يمكن تبديلها أو تغييرها.
في هذا العيد المبارك نقول لكل المسلمين؛ كل عام وأنتم أحبة وإخوة متاحبون، وندعوكم للوحدة ونبذ الخلاف والتعصب، ورفض كل قيم الجاهلية الأولى التي حاربها الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم في مسيرته ضد كل الأصنام البشرية قبل أكثر من14 قرناً من الزمان... وكل عام وأنتم بخير وعيدكم مبارك مقدماً.
{{ article.visit_count }}
في عصر الصراعات السياسية المتوحشة، وفي خضم البناء الأسمنتي الصلب، تغيب عنـا الكثير من المفاهيم الروحية والإنسانية، ولربما تكون مناسباتنـــا التاريخية والإسلامية محطات للتأمل واستذكار الكثير من القيم المغيَّبة، لعل أبرزها خطبة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في ذكرى الحج وعيد الأضحى المبارك، كما ذكرنا قبل قليل.
حين قرأت بعض نصوص الخطبة، استحضرت كافة المراحل المعتمة التي نمر بها في هذا العصر المنكوب عربياً وإسلامياً، وما نعانيه من أزمات سياسية وأخلاقية ومجتمعية. في عيد الأضحى تبدو لنا الحاجة ملحة للغاية في أن نستحضر بعض تلك المفاهيم العامة والجميلة من تلك الخطبة الرائعة.
سنتناول الآن كما ذكرنا بعض نصوص خطبة الرسول العظيم محمد صلى الله عليه وسلم فيما يخص بعض ما تمر به أمتنا اليوم، وكأنه يتحدث عن واقعنا: «أيها الناس.. إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا.. أيها الناس: إن لنسائكم عليكم حقاً.. فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيراً.. أيها الناس: إنما المؤمنون إخوة، ولا يحل لامرئ مال أخيه إلا عن طيب نفس منه.. أيّها الناس: إن ربكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، أكرمكم عند الله أتقاكم. ليس لعربي فضل على أعجمي إلا بالتقوى.. ألا هل بلّغت؟ اللهم فاشهد. فليبلّغ الشاهد منكم الغائب...».
تكلم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عن حرمة الدم الإنساني، وعن حرمة الفساد المالي عبر السرقة وتبذير المال العام وغيرها من أمور الفساد والظلم، ثم تحدث عليه الصلاة والسلام عن حقوق المرأة التي ضاعت اليوم في مجتمع ذكوري محكم، وأهمية استرداد كافة حقوقها، كما تعرض في خطبته الشريفة إلى الأخوة والوحدة بين المؤمنين عبر قوانين تحفظ وتحمي حقوقهم، ثم تلا بياناً أممياً راقياً جداً تحدث فيه رسولنا الكريم عن ضرورة محاربة العنصرية، والتعويل على التقوى بدل الاستناد إلى الدم والعنصر والقبيلة.
في يوم العيد، يجب علينا استحضار هذه المفاهيم الكبيرة، خصوصاً في المجتمعات التي تمر بحالة من الطيش الأخلاقي والقيمي، من أجل أن نستلهم من العيد المبارك دروساً في الوعي والفيض الإنساني، عبر حزمة من القوانين الإلهية والإنسانية التي لا يمكن تبديلها أو تغييرها.
في هذا العيد المبارك نقول لكل المسلمين؛ كل عام وأنتم أحبة وإخوة متاحبون، وندعوكم للوحدة ونبذ الخلاف والتعصب، ورفض كل قيم الجاهلية الأولى التي حاربها الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم في مسيرته ضد كل الأصنام البشرية قبل أكثر من14 قرناً من الزمان... وكل عام وأنتم بخير وعيدكم مبارك مقدماً.