ما أجمل الاعتدال؛ الاعتدال في كل شيء في الحب والبغض، وحتى في الأكل والشرب، ولأننا أمة مسلمة كان الاعتدال واجبا وليس أمرا مستحبا أو خيارا يقع في أيدينا، بل ما قد يميز هذه الأمة هو اعتدالها، وهذا ما أكد عليه القرآن الكريم، حين عبر عن هذا الاعتدال بالوسطية «وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا».
إن من أكثر ما أصبح يميز هذه الأمة اليوم عن غيرها هو تطرفها الصريح، وتنازلها عن اعتدالها ووسطيتها التي دعا إليها قرآننا الكريم، فعدم الوسطية تعني أننا نتمسك بأقصى درجات الفكر السلبي والسلوك المنحرف، وهذا بات جليا من خلال مخرجات وعينا الديني وخطاباتنا المتطرفة.
جولة سريعة خاطفة في رحاب الفضائيات الدينية، أو من خلال موقع التمثيل المرئي «يوتيوب نموذجا»، ستعرف كم هو حجم الانفلات والتطرف من جهة الكثير من أصحاب العمائم والخطباء والمشايخ ورجال الدين، حتى وصل الحال ببعضهم أن قاموا بالتهريج الفاحش والتلاعب بقيم الدين ومفاهيمه السمحاء على حساب الوسطية والعقلانية والاعتدال في الفكر والممارسة.
إذا كانت الجهة التي من المفترض أن تكون وسطية ومعتدلة في كل شيء، ألا وهم فئة العلماء، أصبحت اليوم هي التي تتربع على منابر التطرف في مواقع العبادة ومنصات الفضائيات الدينية، فهل تتوقع حينها أن يكون جماهير هذه المجموعة المتطرفة عقلاء؟ هل يمكن أن ينتج الخطاب الديني المتصلب بكل أطيافه وتوجهاته ومذاهبه أشخاصا يفكرون بطريقة وسطية؟ هل لنا بعد كل هذا التطرف الديني وغياب أو اختفاء الوسطية أن نجد بيننا مفاهيم متطورة كالتسامح والتعايش وقبول الآخر واحترام المختلف؟
إن الهرج والمرج الذي يروج له البعض عبر وصلات مجانية في «يوتيوب» أو أي موقع للتواصل الاجتماعي، بضغطة زر طائشة لبعض من يسمون أنفسهم علماء دين أو خطباء منابر، لهو داء من أخس أدواء هذه الأمة، ربما لو استفحل لن يجدي معه دواء.
ونحن في عصر العلم والمعرفة والبحث العلمي والنهضة الحضارية المتقدمة يأتيك خطيب مهوس بالشهرة والنجومية ليتحدث لك عن زيجات ما أنزل الله بها من سلطان، أو عن الجن وعالم الأرواح، أو الترويج لبعض المرويات التاريخية الضعيفة، فقط من أجل أن يثبت أفكاره وخرافاته وهلوساته في المجتمعات المسلمة المنكوبة بالحزن أصلا، وبالصراعات المسكونة بالخرافة، أو أن يقوم بتلفيق بعض القضايا المجنونة ليقوم بلصقها لصقا غبيا ببعض الشخصيات التاريخية، مما يكون ذلك مدعاة للسخرية منهم والاستهزاء بشخصياتهم بدلا من احترامهم وتقديرهم.
نحن ننصح الناس هنا، وبدل نشر هذه المقاطع المسيئة للتاريخ والقرآن والصحابة والترويج لها، أن يقوموا بحذفها ومحاربتها ومنعها من التداول، خصوصا بين الأشخاص الذين لا يملكون ثقافة دينية وفكرية كافية تحميهم من هذا الهرج الباطل، كما نحذر كذلك بعض من يسمون أنفسهم زورا علماء دين وخطباء، أن ينتهوا عن هذا السلوك الذي لا ينتج سوى مجموعة من القطيع الذي لا يملك عقلا ولا إرادة، فيكفيكم تشويها لصورة الإسلام الجميل ووسطيته، فأنتم أسأتم للإسلام اليوم، أكثر من أي جهة مغرضة وكافرة.
{{ article.visit_count }}
إن من أكثر ما أصبح يميز هذه الأمة اليوم عن غيرها هو تطرفها الصريح، وتنازلها عن اعتدالها ووسطيتها التي دعا إليها قرآننا الكريم، فعدم الوسطية تعني أننا نتمسك بأقصى درجات الفكر السلبي والسلوك المنحرف، وهذا بات جليا من خلال مخرجات وعينا الديني وخطاباتنا المتطرفة.
جولة سريعة خاطفة في رحاب الفضائيات الدينية، أو من خلال موقع التمثيل المرئي «يوتيوب نموذجا»، ستعرف كم هو حجم الانفلات والتطرف من جهة الكثير من أصحاب العمائم والخطباء والمشايخ ورجال الدين، حتى وصل الحال ببعضهم أن قاموا بالتهريج الفاحش والتلاعب بقيم الدين ومفاهيمه السمحاء على حساب الوسطية والعقلانية والاعتدال في الفكر والممارسة.
إذا كانت الجهة التي من المفترض أن تكون وسطية ومعتدلة في كل شيء، ألا وهم فئة العلماء، أصبحت اليوم هي التي تتربع على منابر التطرف في مواقع العبادة ومنصات الفضائيات الدينية، فهل تتوقع حينها أن يكون جماهير هذه المجموعة المتطرفة عقلاء؟ هل يمكن أن ينتج الخطاب الديني المتصلب بكل أطيافه وتوجهاته ومذاهبه أشخاصا يفكرون بطريقة وسطية؟ هل لنا بعد كل هذا التطرف الديني وغياب أو اختفاء الوسطية أن نجد بيننا مفاهيم متطورة كالتسامح والتعايش وقبول الآخر واحترام المختلف؟
إن الهرج والمرج الذي يروج له البعض عبر وصلات مجانية في «يوتيوب» أو أي موقع للتواصل الاجتماعي، بضغطة زر طائشة لبعض من يسمون أنفسهم علماء دين أو خطباء منابر، لهو داء من أخس أدواء هذه الأمة، ربما لو استفحل لن يجدي معه دواء.
ونحن في عصر العلم والمعرفة والبحث العلمي والنهضة الحضارية المتقدمة يأتيك خطيب مهوس بالشهرة والنجومية ليتحدث لك عن زيجات ما أنزل الله بها من سلطان، أو عن الجن وعالم الأرواح، أو الترويج لبعض المرويات التاريخية الضعيفة، فقط من أجل أن يثبت أفكاره وخرافاته وهلوساته في المجتمعات المسلمة المنكوبة بالحزن أصلا، وبالصراعات المسكونة بالخرافة، أو أن يقوم بتلفيق بعض القضايا المجنونة ليقوم بلصقها لصقا غبيا ببعض الشخصيات التاريخية، مما يكون ذلك مدعاة للسخرية منهم والاستهزاء بشخصياتهم بدلا من احترامهم وتقديرهم.
نحن ننصح الناس هنا، وبدل نشر هذه المقاطع المسيئة للتاريخ والقرآن والصحابة والترويج لها، أن يقوموا بحذفها ومحاربتها ومنعها من التداول، خصوصا بين الأشخاص الذين لا يملكون ثقافة دينية وفكرية كافية تحميهم من هذا الهرج الباطل، كما نحذر كذلك بعض من يسمون أنفسهم زورا علماء دين وخطباء، أن ينتهوا عن هذا السلوك الذي لا ينتج سوى مجموعة من القطيع الذي لا يملك عقلا ولا إرادة، فيكفيكم تشويها لصورة الإسلام الجميل ووسطيته، فأنتم أسأتم للإسلام اليوم، أكثر من أي جهة مغرضة وكافرة.