حينما ازدادت وتيرة الحراك الشبابي الوطني في مصر والمطالب بحشد المواطنين لإعلان 30 يونيو لتصحيح مسار الثورة المصرية، بعد أن كانو وعلى مدار 10 أسابيع تقريباً قد حشدوا لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي وعزله بطريقة سلمية، كنا نقول تندراً «أكيد الجماعة الي عندنه بيقلدونهم الحين!!».
في مصر بدأت الفكرة في 22 أبريل الماضي لجمع 15 مليون توقيع لسحب الثقة (وهذا العدد يفوق عدد الأصوات الانتخابية التي حصل عليها الرئيس مرسي في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية)، ثم كان المطلوب هو الإعداد لتظاهرات حاشدة تطالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في 30 من الشهر نفسه، لكن شباب تمرد استطاعوا جمع 22 مليون توقيع، فتحولت المطالب لسحب شرعية الرئيس محمد مرسي التي أعطاها له الشعب، لهذا خرج 33 مليون مواطن إلى الشوارع.
قد نختلف مع ما قام به المصريون وشباب تمرد تحديداً أو نتفق معهم؛ فهل كان من الأجدى إكمال الفترة الرئاسية وترسيخ التجربة الديمقراطية الوليدة وإعطاء مرسي مزيداً من الوقت والالتزام بشرعية الصندوق؟ أم إن الشرعية التي أعطاها الشعب له قادر على سحبها منه إن حاد عن أهداف ثورته؟ وما إلى ذلك من حديث جدلي قابل للأخذ والعطاء.
المهم أنه حين حدث كل ذلك قلنا «أحين الجماعة عندنه بيقلدون»، ويبدو أنهم لم يريدوا تكذيب حدسنا فأعلنوا عن نسخة تقليدية مشوهة لتمرد شباب مصر بـ «تمرد البحرين!!»، لقد صرنا نفهمهم ونستبق تفكيرهم، فإفلاسهم السياسي يجعلهم يركبون أي موجة ويحاولون الاستفادة من أي زخم في الشارع العربي كي يروجوا للخارج أنهم على نفس الدرب سائرون، لكن أصحاب دعوة «تمرد» البحرينية نسوا أن العالم العربي والإسلامي بشكل عام، ومصر تحديداً، أصبحوا يعلمون جيداً حقيقة حراكهم، ويكفي الموقف المشرف التاريخي من الأزهر الشريف، مركز الإسلام الوسطي وقبلة العلم ومرجع المسلمين العظيم، الذي دعم البحرين وقيادة البحرين واستقلال البحرين وعروبة البحرين.
في مصر كذلك برز بوضوح تأثير حملة تمرد الواسع، فسعى أنصار حزب الحرية والعدالة إلى حملة مضادة تحمل اسم «تجرد» لدعم استمرار الرئيس مرسي، أما في البحرين فلم يكن لأصحاب فكرة تقليد تمرد المصرية حتى خيال للخروج باسم جديد، فجاؤوا بنفس الاسم وسموها تمرد البحرين، لكننا سنحاول أن نوسع خيالهم وسنسمي هذه الحركة من منظورنا (بتمرغ)!!
والمقارنة بين «تمرد» المصرية التي انطلقت من منظور سياسي وطني صرف و»تمرغ» البحرينية هي مقارنة فاضحة جدا، ففي مصر تعددت الأسباب وعلى رأسها كانت الظروف الاقتصادية التي ساءت جدا خلال هذا العام وارتفاع الدين العام المصري ومشاكل معيشية عامة طالت أسعار السلع الضرورية والكهرباء والغاز والبترول، الذي تكاد تكون خلت منه الاسواق المصرية، وعدم تحقيق مطالب الثورة، وهيمنة أعضاء حزب الحرية والعدالة على مؤسسات الدولة وغيرها؛ إلا أن أحد أهم أسباب انطلاق حركة «تمرد» هي السياسة الخارجية المصرية التي جعلت من مصر تغرد بعيدا عن سربها العربي، وتخضع للسياسة الأمريكية بما لم تعهد له مثيلا حتى في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، إضافة الى التقرب من القيادة الإيرانية وفتح مختلف المجالات أمامها، وغيرها الكثير بحسب بيانات مختلف الأطياف المصرية، هذا عدا أن حركة تمرد المصرية الشبابية التي ذابت فيها حركات وطنية عديدة كانت تحمل مشروعا وطنيا واضحا ضم مختلف فئات المجتمع المصري، وحتى الإسلامية منها، عدا تلك التي تحمل أهدافا سياسية أخرى كحزب الحرية والعدالة الحزب الحكم حينها.
أما في البحرين فأول ما قامت به «تمرغ» هو الدعوة للتجمع أمام السفارة الامريكية يوم الاربعاء 14 أغسطس، طبعا لنيل الدعم الأمريكي المباشر ولمحاولة الاستقواء على بلادهم بالأمريكيين وطلبا للحصول على حمايتهم، ولا نستغرب إن شطح بهم الخيال بعيدا واعتقدوا أنهم قادرون على توجيه رسالة مباشرة وصريحة لطلب تدخل أمريكي ضد بلادهم، وإلا بما نفسر تعليل بيان «تمرغ» البحرين عن اختيار موقع السفارة الأمريكية (التجمع السلمي أمام السفارة الامريكية سيجعل الإدارة الأمريكية أكثر حيوية في التعاطي مع الثورة السلمية في البحرين ويوقع على كاهلها مسؤولية أخلاقية كونها تمتلك الأسطول الأمريكي الخامس في البحرين)، فهل يريدون الاستقواء بالأسطول الأمريكي!! إن هذا ليس بجديد؛ فقد طلبت قياداتهم سابقاً تدخل خارجي سواء عن طريق منظمات دولية مسيسة وحتى دولاً بعينها!!
وحينما نقول قياداتهم فنحن واضحون في هذا الشأن فجميعم يخرجون من نفس الأرضية، فـ «تمرغ» هي نفسها 14 فبراير، وهي ذاتها «حق» وهي عينها «الوفاق»، قد تتعدد الأسماء لكن الهدف واحد والمصدر واحد، وإلا لما سارعت قيادات في دعم مثل هذه الدعوة كالأمين العام لجمعية الوفاق علي سلمان. لكن الغريب أن يأتي ذلك من الوفاق وجماعات المعارضة في الوقت الذي يدخلون فيه حواراً وطنياً مع مختلف القوى الوطنية، فهل علمنا الآن لما كل محاولات تعطيل الحوار التي أدت الى عدم تحقيقه لأي نتيجة بعد أربعة أشهر على بدئه!! ببساطة لأنهم لايؤمنون به أساساً.
{{ article.visit_count }}
في مصر بدأت الفكرة في 22 أبريل الماضي لجمع 15 مليون توقيع لسحب الثقة (وهذا العدد يفوق عدد الأصوات الانتخابية التي حصل عليها الرئيس مرسي في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية)، ثم كان المطلوب هو الإعداد لتظاهرات حاشدة تطالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في 30 من الشهر نفسه، لكن شباب تمرد استطاعوا جمع 22 مليون توقيع، فتحولت المطالب لسحب شرعية الرئيس محمد مرسي التي أعطاها له الشعب، لهذا خرج 33 مليون مواطن إلى الشوارع.
قد نختلف مع ما قام به المصريون وشباب تمرد تحديداً أو نتفق معهم؛ فهل كان من الأجدى إكمال الفترة الرئاسية وترسيخ التجربة الديمقراطية الوليدة وإعطاء مرسي مزيداً من الوقت والالتزام بشرعية الصندوق؟ أم إن الشرعية التي أعطاها الشعب له قادر على سحبها منه إن حاد عن أهداف ثورته؟ وما إلى ذلك من حديث جدلي قابل للأخذ والعطاء.
المهم أنه حين حدث كل ذلك قلنا «أحين الجماعة عندنه بيقلدون»، ويبدو أنهم لم يريدوا تكذيب حدسنا فأعلنوا عن نسخة تقليدية مشوهة لتمرد شباب مصر بـ «تمرد البحرين!!»، لقد صرنا نفهمهم ونستبق تفكيرهم، فإفلاسهم السياسي يجعلهم يركبون أي موجة ويحاولون الاستفادة من أي زخم في الشارع العربي كي يروجوا للخارج أنهم على نفس الدرب سائرون، لكن أصحاب دعوة «تمرد» البحرينية نسوا أن العالم العربي والإسلامي بشكل عام، ومصر تحديداً، أصبحوا يعلمون جيداً حقيقة حراكهم، ويكفي الموقف المشرف التاريخي من الأزهر الشريف، مركز الإسلام الوسطي وقبلة العلم ومرجع المسلمين العظيم، الذي دعم البحرين وقيادة البحرين واستقلال البحرين وعروبة البحرين.
في مصر كذلك برز بوضوح تأثير حملة تمرد الواسع، فسعى أنصار حزب الحرية والعدالة إلى حملة مضادة تحمل اسم «تجرد» لدعم استمرار الرئيس مرسي، أما في البحرين فلم يكن لأصحاب فكرة تقليد تمرد المصرية حتى خيال للخروج باسم جديد، فجاؤوا بنفس الاسم وسموها تمرد البحرين، لكننا سنحاول أن نوسع خيالهم وسنسمي هذه الحركة من منظورنا (بتمرغ)!!
والمقارنة بين «تمرد» المصرية التي انطلقت من منظور سياسي وطني صرف و»تمرغ» البحرينية هي مقارنة فاضحة جدا، ففي مصر تعددت الأسباب وعلى رأسها كانت الظروف الاقتصادية التي ساءت جدا خلال هذا العام وارتفاع الدين العام المصري ومشاكل معيشية عامة طالت أسعار السلع الضرورية والكهرباء والغاز والبترول، الذي تكاد تكون خلت منه الاسواق المصرية، وعدم تحقيق مطالب الثورة، وهيمنة أعضاء حزب الحرية والعدالة على مؤسسات الدولة وغيرها؛ إلا أن أحد أهم أسباب انطلاق حركة «تمرد» هي السياسة الخارجية المصرية التي جعلت من مصر تغرد بعيدا عن سربها العربي، وتخضع للسياسة الأمريكية بما لم تعهد له مثيلا حتى في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، إضافة الى التقرب من القيادة الإيرانية وفتح مختلف المجالات أمامها، وغيرها الكثير بحسب بيانات مختلف الأطياف المصرية، هذا عدا أن حركة تمرد المصرية الشبابية التي ذابت فيها حركات وطنية عديدة كانت تحمل مشروعا وطنيا واضحا ضم مختلف فئات المجتمع المصري، وحتى الإسلامية منها، عدا تلك التي تحمل أهدافا سياسية أخرى كحزب الحرية والعدالة الحزب الحكم حينها.
أما في البحرين فأول ما قامت به «تمرغ» هو الدعوة للتجمع أمام السفارة الامريكية يوم الاربعاء 14 أغسطس، طبعا لنيل الدعم الأمريكي المباشر ولمحاولة الاستقواء على بلادهم بالأمريكيين وطلبا للحصول على حمايتهم، ولا نستغرب إن شطح بهم الخيال بعيدا واعتقدوا أنهم قادرون على توجيه رسالة مباشرة وصريحة لطلب تدخل أمريكي ضد بلادهم، وإلا بما نفسر تعليل بيان «تمرغ» البحرين عن اختيار موقع السفارة الأمريكية (التجمع السلمي أمام السفارة الامريكية سيجعل الإدارة الأمريكية أكثر حيوية في التعاطي مع الثورة السلمية في البحرين ويوقع على كاهلها مسؤولية أخلاقية كونها تمتلك الأسطول الأمريكي الخامس في البحرين)، فهل يريدون الاستقواء بالأسطول الأمريكي!! إن هذا ليس بجديد؛ فقد طلبت قياداتهم سابقاً تدخل خارجي سواء عن طريق منظمات دولية مسيسة وحتى دولاً بعينها!!
وحينما نقول قياداتهم فنحن واضحون في هذا الشأن فجميعم يخرجون من نفس الأرضية، فـ «تمرغ» هي نفسها 14 فبراير، وهي ذاتها «حق» وهي عينها «الوفاق»، قد تتعدد الأسماء لكن الهدف واحد والمصدر واحد، وإلا لما سارعت قيادات في دعم مثل هذه الدعوة كالأمين العام لجمعية الوفاق علي سلمان. لكن الغريب أن يأتي ذلك من الوفاق وجماعات المعارضة في الوقت الذي يدخلون فيه حواراً وطنياً مع مختلف القوى الوطنية، فهل علمنا الآن لما كل محاولات تعطيل الحوار التي أدت الى عدم تحقيقه لأي نتيجة بعد أربعة أشهر على بدئه!! ببساطة لأنهم لايؤمنون به أساساً.