يقبل أيدي القتلة وقطاع الطرق، يلبسهم قلادة المشموم والياسمين، يقبل أيديهم وجباههم وها هو يخاطبهم «أقبل أيديكم أيها الأطباء الشرفاء»!!، أطباء شرفاء احتلوا أكبر مستشفى في البحرين وأغلقوا أبوابه وسرقوا سيارات إسعافه ومنعوها عن فاطمة العباسي التي ماتت في أحضان والدتها، وشاركوا في قتل زهور المقهوي، والتي ماتت نزفاً في ولادتها، يقبل أيادي قتلة رجال الأمن!! يقبل أيادي الإرهابيين وقطاع الطرق ويناديهم بالغيارى والمناضلين.. نعم فهو من يسمي المجرمين القتلة بالشرفاء ويطالب بإطلاق سراحهم، كما يدافع عنهم محلياً ودولياً، يزور التقارير ويفبرك القصص ويغير الحقائق، هذه هي حقيقة علي سلمان الذي يقبل جباه وأيدي القتلة ويطالب الدولة بعدم محاكمتهم.
الضحايا من رجال الأمن ومواطنين وأجانب منهم من توفي ومنهم العاجز ومنهم من قطعت أطرافه، جميعها جرائم يقف خلفها علي سلمان الذي يطالب المجتمع الدولي بحماية هؤلاء المجرمين، وهؤلاء الضحايا وأسرهم الذين ليس لهم لسان ولا دفاع ولا جمعيات سياسية ولا دينية تطالب بحقهم، إنها زهور راشد خميس المقهوي التي قامت بتوليدها إحدى الطبيبات الانقلابيات وتركتها حتى تتدهور حالتها بمستشفى الولادة بالمحرق -طبيبة تم توقيفها عن العمل ثم تم إرجاعها-، ثم تم استدعاء طبيبة أجنبية من مستشفى السلمانية، لكنها قالت إنه لا يمكنها أن تفعل شيئاً لأن استدعاءها جاء متأخراً، وتم نقلها إلى قسم العناية المركزة حيث قرر الأطباء إجراء عملية.
وحسب شقيق الضحية فقد لاحظ تباطؤاً وتكاسلاً متعمداً من قبل الكادر الطبي وتأخراً في نقلها لغرفة العمليات، أما ممرضو العمليات فبرروا أن مسؤولية نقلها لا تقع عليهم بل على ممرضي القسم التي ترقد فيه، واكتشفت لجنة التحقيق التي شكلتها وزارة الصحة في وفاة زهور اختفاء تقرير الدكتورة الأجنبية عن حالتها، كما اكتشفت التضارب بين تقرير الطبيبة التي قامت بتوليدها وتقرير قابلة كتبت تقرير الوفاة رغم أنها لم تكن حاضرة أثناء الولادة.
جريمة أخرى؛ وهي وفاة فاطمة العباسي 15 عاماً، حيث تم منع إرسال سيارة الإسعاف حتى أسلمت روحها في حضن والدتها، هذه قليل من كثير من جرائم الكادر الطبي الذي يطالب علي سلمان المجتمع الدولي بحمايته وإطلاق سراح أطبائه، ويصفهم بالشرفاء ويقبل أيديهم ويتحمد على سلامتهم.
ها هو يقف اليوم ليمنع تطبيق القانون وتنفيذ العقوبات على مرتكبي الجرائم الدموية ضد مواطنين وأجانب قتلوا أثناء المؤامرة الانقلابية وبعدها وحتى اليوم، قتيل يتلوه قتيل، وعلي سلمان يصف القضاء بغير النزيه لأنه يحاكم المجرمين.
إن وقوف علي سلمان ومرجعيته والجمعيات السياسية الصفوية ضد تطبيق القانون ومحاكمة المجرمين، فهو وهم جميعاً يقفون خلف جريمة قتل ياسر ذيب ومن قبله ومن سيسقط بعده، وها هي تغريدة تحت اسم «شبكة قرية المصلى الإعلامية» تقول: «تأكيد خبر مقتل المرتزق المدعو ياسر خان في عاصمة الثورة إلى جهنم وبئس المصير»، وتغريدة أخرى تقول تعليقاً على جريمة القتل: «إلى جهنم وبئس المصير اللهم زد وبارك»، وتغريدة أطلقها آخر يدعو أبو سياد حسن يقول فيها «إن شاء الله حريقة تحرقه هو وأهله»، هذه التغريدات يقف خلفها من يقوم بتقبيل يد المجرمين ووصفهم بالشرفاء.
هناك فرق من بين من يقوم بواجبه في الأجهزة الأمنية بالدفاع عن أرواح المواطنين وحمايتهم من هؤلاء المجرمين، وبين مجرمين يسفكون دماء الناس لسلب الحكم من أهله، فالواجب في الأول التكريم وعدم محاسبة أي منتسب للأجهزة الأمنية لقيامه بواجبه الشرعي اتجاه دينه ووطنه، فمكانته كمكانة المجاهدين في سبيل الله، وها هم المجاهدون مع الرسول صلى الله عليه وسلم وبعده في الغزوات، يكون جزاءهم الأجر ونصيباً من الغنائم فعن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكيه عن ربه عز وجل أنه قال: «أيما عبد من عبادي خرج مجاهداً في سبيلي، وابتغاء مرضاتي ضمنت له إن أرجعته أن أرجعه بما أصاب من أجر أو غنيمة، وإن قبضته غفرت له»، أما ذاك الذي يحرض على القتل ويمجد القتلة المجرمين يجب تنفيذ أقصى العقوبة عليه، لأنه حكمه حكم المفسد في الأرض، وحكم قاتل العمد.
وها هي أمريكا راعية الديمقراطية والعدالة الإنسانية تكرم جنودها رغم ما يرتكبونه من جرائم في حق المسلمين، وها هو تقرير حسب جريدة النيويورك بوست يقول «قاتل بالجيش الأمريكي يعترف بقتل 2746 عراقياً ويكرم بـ37 ميدالية»، إنهم لا يفترقون في شيء فإنهم يحسبون القتلة أبطالاً مثلهم كمثل علي سلمان.
هناك فرق بين من يقف في صف منتسبي الأجهزة الأمنية ويؤازرهم في تحمل بلاء وضيم ما يواجهونه من إرهاب ميلشيات مجرمة لم يتوقف إرهابها وجرائمها منذ 14 فبراير، أجهزة أمنية تعمل ليلاً ونهاراً صيفاً وشتاءً، فطراً وصوماً، أعياداً وإجازات، أجهزة أمنية بكامل طواقمها رجال أمن وضباط ومسؤولين بذلوا جهدهم وأوقاتهم وحياتهم وضحوا بأسرهم لحفظ أرواح المواطن واستقرار وسيادة البلاد، وبين فرقة مجرمة ترعى الإرهاب وتبارك وتقبل أيادي وجباه أصحابه.
ومن هنا نطالب الدولة بتطبيق العقوبة التي يستحقها كل من يدعو ويبارك سفك الدماء، ومعاقبة كل المحرضين الذين بسبب تحريضهم سقط ياسر ومن قبله ومن سيسقط بعده.