وسط كل هذا الكذب من الوفاق وأتباع إيران في البحرين وأتباع الولي الفقيه، فإن مشروعهم على ما يبدو هو استثارة مشاعر من يصدقون كل كذبهم بأن يلفقوا أكاذيب على رجال الأمن، أو أن يقولوا أنه تم الاعتداء على فلانة وتم تجريدها من ملابسها.. وهكذا.
المجتمع البحريني والقيم البحرينية ترفض ذلك تماماً، ولن تجدوا أحداً يقف مع الاعتداء على الفتيات ولا النساء، إسلامنا وقيمنا ترفض ذلك، لكن تعالوا وقولوا لنا من الذي يعتدي على النساء في الطرقات؟
لماذا لم يتحرك علي سلمان حين تم الاعتداء على مواطنة شيعية تضع صورة الملك في سيارتها، حتى سحبت ملابسها، أليس منطلقكم منطلقاً طائفياً في تبني أي قضية، الأخت شيعية المذهب؛ فلماذا لم تلقِ خطابات وتطالب بالقانون ضد من اعتدوا عليها؟.
لم نسمع صوتك أنت ولا جمعيتك ولا الولي الفقيه ولا كل فرقة الدجل والكذب التي تتلبس لبوس حقوق الإنسان.
من يرفض الاعتداء على النساء من حيث المبدأ يرفض كل فعل وعمل ضدهن، لا أن ينتقي حتى داخل طائفته، أصبح كذبكم لا يصدقه أحد، تماديتم في الكذب حتى أصبحت كل قضية تشابه قضية الاغتصاب (لفتاة توبلي) المزعومة.
ما تشاهدونه وتسمعونه من دجل وكذب إنما هو تسخين لما يسمى بحملة الوفاق بتمرد الطائفية، وهذه المرة الوفاق نفسها لأول مرة تقول للناس إن 14 فبراير فشل فشلاً ذريعاً، لذلك استنسخوا تاريخاً مشابهاً باسم جديد، وهذا يظهر أن 14 فبراير فشل رغم كل الحملات والأفلام والدعايات.
ومصير تمرد الطائفية في البحرين الفشل أيضاً، حتى وإن استخدم علي سلمان أركوزات وصعد بهم إلى المنصة.
لكن كل ذلك في هذه اللحظة غير مهم، المهم لدى أهل البحرين؛ ما هو موقف الدولة مما يحدث من تسخين واستثارة للمشاعر بالكذب؟
ما هو موقف الدولة من الحسابات الوهمية باسم الحملة (تمرد) التي تدعو للعنف والعصيان؟
منذ مدة ونحن نسمع عن إجراءات ضد من يدعون للعنف والإرهاب أو يشتمون الناس ولا من مجيب، لكن الأمر اليوم يتعلق بأمن الوطن، فإلى متى ستتركون الحبل على الغارب؟
للكويت تجربة في هذا الموضوع وهو أن كل صاحب حساب مستعار أو غير مستعار عليه أن يسجل حسابه في الداخلية، وإلا فإنه يحجب، بينما نحن نتفرج على كل التجارب التي حولنا.
علي سلمان يسخن بالدجل من أجل أن يبدأ في تحشيد لما يسمى بتمرد، وتاريخ 14 أغسطس سيصادف الأربعاء، بمعنى أنه إن لم تتخذ الدولة إجراءات في وزاراتها ومؤسساتها فإن هذا يشبه تكرار الأخطاء السابقة.
من يريد أن يتعشى بك عليك أن تتغدى به، هذا المثل بسيط وقديم لكنه معبر وحقيقي، ولا نعلم من يتعشى بمن أو من يتغدى بمن، فالدولة تترك كل شيء إلى أن يقع الفأس في الرأس.
فرقة الدجل والكذب في جهة، ولكننا من بعد غياب طويل سمعنا صوت تجمع الوحدة وتصريحات للشيخ عبداللطيف المحمود تعقيباً على الوفاق وأتباعها تحمل ما معناه أن أهل البحرين لن يسمحوا بتكرار الفوضى، أو كما قال الشيخ.
نعم أهل البحرين لن يسمحوا بتكرار الفوضى، لكن البعض أخذ يقول كلاماً آخر يزعج تجمع الوحدة ولا أريد أن أكتبه هنا.
لكن هل تجمع الوحدة هو حائط صد فقط؟
إذا قيل له اخرج، يخرج؟
أين مشروع تجمع الوحدة؟ أين هو من مطالب أهل البحرين ومعاناتهم؟ إذا كان لا يستطيع أن يفعل كما تفعل جمعيات الانقلاب التي تحصل حتى اليوم على ما تريد، فليخرج إلينا تجمع الوحدة ويقول أنا فقط حائط صد لا غير.
ينتظر أن يخرج من يخرج للفوضى، من بعدها نسمع صوت تجمع الوحدة؛ وهذه مصيبة وكارثة.
من لا يستطيع أن يعبر بقوة عن مطالب الناس فليترجل وليقل للناس أنا لا أستطيع.
أما أن يدمر تياراً كبيراً ورئيساً ويجعل منه فقط حائط صد، ومن بعد انتهاء المهمة يختفي فذلك من أسباب عزوف الناس عن التجمع، ومدعاة لخروج جماعات أخرى لا نعلم توجهها.
إن كانت هناك مؤامرة على تجمع الوحدة، فإن سياساته ودوره وصوته هو أكبر مؤامرة حدثت على التجمع من تحت يده.
هذا قدرنا في هذا الوطن إن الدولة تدلل الانقلابيين، وبالمقابل هناك من هم خارج التغطية فقط يصبحون حائط صد، وهم خارج أي حسابات سياسية، وليس لهم ميزان لدى الدولة.