من الطبيعي جداً أن ينقسم الناس في حال الأوضاع السياسية المتوترة إلى جناحين؛ حمائم وصقور، معتدلين ومتطرفين، دعاة سلم ودعاة عنف. كما تتضمن الحالة السياسية المسكونة بالتقلبات والتجاذبات خطابين اثنين؛ خطاب عقلاني وخطاب مجنون. ومن المؤكد في العادة أن يكون الجناح المتصلب والعنيف هو الذي يملك مجموعة من المصالح التي لا تتحقق إلا بالعنف، بينما في الغالب يظل الجناح المعتدل هو الذي يبحث عن مصلحة الوطن.
للمتطرفين أنصار وللمعتدلين أنصار، لكن تظل أصوات المتطرفين وأتباعهم في ظل الأزمات السياسية هي التي تعلو عبر التهييج والصراخ وتضخيم الخصم وتشويه صورته عبر الخطابات الملتهبة والمنحرفة عن الحقيقة، بينما أصوات الاعتدال تظل منخفضة إلى درجة لا يمكن سماعها أو حتى الالتفات إليها.
إن رجال التطرف عادة ما يدعون للعنف وحل المُشكل السياسي عبر حزمة من الإجراءات العنيفة والدموية، والتي لا تنتج سوى مزيد من التطرف والابتعاد عن منطقة الحل السياسي، بينما رجال الاعتدال يصرون أن يكون الحل سياسياً محضاً، وبعيداً عن أدوات القبضات الحديدية والتحدي المفضي إلى الفوضى وسفك الدم.
البحرين، التي تمر بمرحلة سياسية مضطربة، يكون الحل الناجع لها كما هو حال بقية البلدان التي تعيش أزمات سياسية متنوعة ومتفاوتة، هو أن ينتهج أصحاب الحل والعقد، من مختلف الأطراف والأطياف، الحل السياسي الذي يعتمد على العقل والحكمة والتروي لا غير، أما بقية الحلول التي يسكنها الاضطراب والخوف والقلق والعنف والتصعيد والانفلات والفوضى والتَّحزُّب، والتي يتبناها الخط المتطرف فإنها تؤدي إلى الضياع والهَلَكَة.
نحن نؤمن أن المجاميع السياسية لها أجندتها ومصالحها في كل البرامج التي تتبناها وتدعو إليها، ولهذا لن نستغرب أبداً في أن تبرز مجموعات سياسية من هنا وأخرى من هناك، تدعو جميعها إلى العنف وإراقة الدم، بل ورفضهم القاطع والمستميت لكل ما يتبناه الطرف الآخر(العاقل) من حلول هادئة وسلمية، لكن ما لا يمكن تصوره في مجتمع متحضر كالمجتمع البحريني، هو أن تنساق فئات المجتمع بكل أطيافه ومكوناته نحو الخطاب المتشدد والعمل السياسي المتطرف، دون الحاجة إلى التفكير والتأمل فيما سيؤول إليه المصير الجمعي لهذا المجتمع المتجانس منذ القِدم!
إن الدعوة إلى العنف ليست مستغربة في واقعنا السياسي البحريني، سواء من جهات واضحة المعالم أو من جهات خفية ومتستِّرة، لكن أن تستجيب الجموع المجتمعية الغفيرة لهذه النداءات المجهولة المصدر، هنا نتأكد أن خللاً ما أصاب وعي المجتمع، وربما تم اختراقه من جهات مختلفة، حتى كأنه بات يقبع في غيبوبة أبدية.
ما هو مطلوب اليوم من المجتمع البحريني بعد نحو عامين ونيف على أزمتنا السياسية هو أن يحافظ على توازنه، وأن يرفض الخطابات والدعوات المنفلتة، وألا ينساق وراء خطابات الكراهية السياسية والدينية التي يطلقها المتطرفون من كل الجهات والزوايا السياسية التي هي في الأساس، لا تفتش في ظل هذه الأزمة سوى عن مصالحها وأطماعها، أما مصلحة الوطن فإلى جهنم.
{{ article.visit_count }}
للمتطرفين أنصار وللمعتدلين أنصار، لكن تظل أصوات المتطرفين وأتباعهم في ظل الأزمات السياسية هي التي تعلو عبر التهييج والصراخ وتضخيم الخصم وتشويه صورته عبر الخطابات الملتهبة والمنحرفة عن الحقيقة، بينما أصوات الاعتدال تظل منخفضة إلى درجة لا يمكن سماعها أو حتى الالتفات إليها.
إن رجال التطرف عادة ما يدعون للعنف وحل المُشكل السياسي عبر حزمة من الإجراءات العنيفة والدموية، والتي لا تنتج سوى مزيد من التطرف والابتعاد عن منطقة الحل السياسي، بينما رجال الاعتدال يصرون أن يكون الحل سياسياً محضاً، وبعيداً عن أدوات القبضات الحديدية والتحدي المفضي إلى الفوضى وسفك الدم.
البحرين، التي تمر بمرحلة سياسية مضطربة، يكون الحل الناجع لها كما هو حال بقية البلدان التي تعيش أزمات سياسية متنوعة ومتفاوتة، هو أن ينتهج أصحاب الحل والعقد، من مختلف الأطراف والأطياف، الحل السياسي الذي يعتمد على العقل والحكمة والتروي لا غير، أما بقية الحلول التي يسكنها الاضطراب والخوف والقلق والعنف والتصعيد والانفلات والفوضى والتَّحزُّب، والتي يتبناها الخط المتطرف فإنها تؤدي إلى الضياع والهَلَكَة.
نحن نؤمن أن المجاميع السياسية لها أجندتها ومصالحها في كل البرامج التي تتبناها وتدعو إليها، ولهذا لن نستغرب أبداً في أن تبرز مجموعات سياسية من هنا وأخرى من هناك، تدعو جميعها إلى العنف وإراقة الدم، بل ورفضهم القاطع والمستميت لكل ما يتبناه الطرف الآخر(العاقل) من حلول هادئة وسلمية، لكن ما لا يمكن تصوره في مجتمع متحضر كالمجتمع البحريني، هو أن تنساق فئات المجتمع بكل أطيافه ومكوناته نحو الخطاب المتشدد والعمل السياسي المتطرف، دون الحاجة إلى التفكير والتأمل فيما سيؤول إليه المصير الجمعي لهذا المجتمع المتجانس منذ القِدم!
إن الدعوة إلى العنف ليست مستغربة في واقعنا السياسي البحريني، سواء من جهات واضحة المعالم أو من جهات خفية ومتستِّرة، لكن أن تستجيب الجموع المجتمعية الغفيرة لهذه النداءات المجهولة المصدر، هنا نتأكد أن خللاً ما أصاب وعي المجتمع، وربما تم اختراقه من جهات مختلفة، حتى كأنه بات يقبع في غيبوبة أبدية.
ما هو مطلوب اليوم من المجتمع البحريني بعد نحو عامين ونيف على أزمتنا السياسية هو أن يحافظ على توازنه، وأن يرفض الخطابات والدعوات المنفلتة، وألا ينساق وراء خطابات الكراهية السياسية والدينية التي يطلقها المتطرفون من كل الجهات والزوايا السياسية التي هي في الأساس، لا تفتش في ظل هذه الأزمة سوى عن مصالحها وأطماعها، أما مصلحة الوطن فإلى جهنم.