من الأخبار التي يمكن إدراجها تحت عنوان «ظرائف»؛ خبر نشر قبل يومين من قبل ما صار يعرف باسم «ائتلاف فبراير» يقول (المتظاهرون «يستهلون» ثاني أيام تمرد بإغلاق 25 شارعاً وبـ 55 تظاهرة). وبعيداً عن كلمة «يستهلون» التي توحي أن هذه «العمليات» تم تنفيذها في اللحظات الأولى من اليوم؛ أي أنهم افتتحوا بها نهارهم وأن عمليات أخرى كثيرة تلت الاستهلال (وهذا غير صحيح منطقاً وواقعاً)، بعيداً عن هذا فإن القول بأنهم أغلقوا 25 شارعاً -أي اختطفوه وأشعلوا فيه إطارات السيارات- ينبغي ألا يكون مدعاة للفخر و»المفوشر»، لأن هذا الفعل يعبر عن قلة حيلة، ذلك أن إغلاق الشوارع لا يضر الحكومة بقدر ما يضر الناس ويعطل مصالحهم.
أما القول بأن ثاني أيام التمرد نفذ فيها 55 تظاهرة، فقول مضحك أيضاً، ولم يعد له قيمة لدى سامعيه لأنهم واثقون أن عدد المشاركين في كل هذه التظاهرات وغيرها لا يساوي عدد المشاركين في مظاهرة واحدة «صجية»! فالجميع صار يعرف أن قيام خمسة أشخاص بالسير معاً وهم يرددون شعارات مناوئة للحكومة يتم تسجيله على أنه مظاهرة!
طبعاً المراد من نشر هذا الخبر بهذه الصيغة ونشر أخبار أخرى كثيرة مماثلة هذه الأيام هو القول إن ما أصدرته الحكومة من قرارات وما طبقته وزارة الداخلية من إجراءات لضمان انسياب الحركة المرورية وحماية المواطنين والمقيمين والزائرين لا قيمة له، بدليل أن «العمليات» والتظاهرات لم تتوقف. هذا يشبه رد فعل الطفل الذي يتحمل العقاب ويقول «ما يعوّر»، وإن عوقب من جديد!
مشكلة «المتمردين» أنهم يعرفون أن حركتهم لم تنجح وأن ما قالوه عن الذي سيفعلونه يوم 14 أغسطس لم يتمكنوا من ترجمته إلى واقع، لكنهم لا يجرؤون على الاعتراف بالهزيمة. كل «العمليات» والتظاهرات (بو نفرين) التي تتم هذه الأيام تدخل في باب «ما يعوّر»، وليس المراد منها سوى القول إنهم لم يفشلوا وإنهم «على الدرب سائرون»!
ولكن، لماذا فشلت حركة التمرد إلى الحد الذي جعل الكثيرين يتندرون ويتبادلون «الواتسابات» التي تحوي نكاتاً ومواد ساخرة عن عدم حصول «الموفقية»؟ هذا السؤال يشغل بال الكثيرين هذه الأيام ولكل تحليله. في اعتقادي أن أحد أهم أسباب فشل هذا التحرك هو أن من يقف وراءه بالغ في الترويج ليوم 14 أغسطس فوظف كل قدراته ومختلف وسائل الإعلام التي أوصلت المتلقي إلى توقع حدوث شيء كبير وخطير يؤدي بالفعل إلى «تغيير المعادلة» ودفع النظام إلى رفع الراية البيضاء والقبول بالأمر الواقع. ولأن شيئاً من هذا لم يحدث وشعر الناس أن يوم 14 أغسطس مر كغيره من الأيام ولم يشهد سوى بعض «العمليات» البليدة المتمثلة في اختطاف الشوارع وإشعال النيران في إطارات السيارات وخروج البعض في تظاهرات صغيرة وهو من الأمور التي صارت تحدث يومياً، لذا كان الفشل هو نصيب هذه الحركة.
طبعاً يضاف إلى الأسباب التي أدت إلى هذا الفشل؛ الخطة المحكمة التي نفذتها وزارة الداخلية باقتدار، حيث سيطرت على الشوارع وأدت إلى أن تكون تلك «العمليات» في أضيق نطاق، حتى وصل الأمر إلى الحد الذي اضطر معه منظمو تلك الفعاليات إلى تأجيل مظاهرة كانوا ينوون الخروج فيها يوم الجمعة الفائتة في العاصمة إلى اليوم التالي، وهو ما يعد دليلاً على فشل التمرد والمتمردين.
فشل هذه الحركة عبر عنه أحد المواطنين على «الواتساب» بنشر صورة «الممثل» الهندي الشهير الذي شارك في مسلسل درب الزلق مع الفنان عبد الحسين عبد الرضا مصحوباً بكلمة اشتهر بها هي «بس كلام»! وهو ما يعني بالعربي أن حركة التمرد ظاهرة صوتية.
أما القول بأن ثاني أيام التمرد نفذ فيها 55 تظاهرة، فقول مضحك أيضاً، ولم يعد له قيمة لدى سامعيه لأنهم واثقون أن عدد المشاركين في كل هذه التظاهرات وغيرها لا يساوي عدد المشاركين في مظاهرة واحدة «صجية»! فالجميع صار يعرف أن قيام خمسة أشخاص بالسير معاً وهم يرددون شعارات مناوئة للحكومة يتم تسجيله على أنه مظاهرة!
طبعاً المراد من نشر هذا الخبر بهذه الصيغة ونشر أخبار أخرى كثيرة مماثلة هذه الأيام هو القول إن ما أصدرته الحكومة من قرارات وما طبقته وزارة الداخلية من إجراءات لضمان انسياب الحركة المرورية وحماية المواطنين والمقيمين والزائرين لا قيمة له، بدليل أن «العمليات» والتظاهرات لم تتوقف. هذا يشبه رد فعل الطفل الذي يتحمل العقاب ويقول «ما يعوّر»، وإن عوقب من جديد!
مشكلة «المتمردين» أنهم يعرفون أن حركتهم لم تنجح وأن ما قالوه عن الذي سيفعلونه يوم 14 أغسطس لم يتمكنوا من ترجمته إلى واقع، لكنهم لا يجرؤون على الاعتراف بالهزيمة. كل «العمليات» والتظاهرات (بو نفرين) التي تتم هذه الأيام تدخل في باب «ما يعوّر»، وليس المراد منها سوى القول إنهم لم يفشلوا وإنهم «على الدرب سائرون»!
ولكن، لماذا فشلت حركة التمرد إلى الحد الذي جعل الكثيرين يتندرون ويتبادلون «الواتسابات» التي تحوي نكاتاً ومواد ساخرة عن عدم حصول «الموفقية»؟ هذا السؤال يشغل بال الكثيرين هذه الأيام ولكل تحليله. في اعتقادي أن أحد أهم أسباب فشل هذا التحرك هو أن من يقف وراءه بالغ في الترويج ليوم 14 أغسطس فوظف كل قدراته ومختلف وسائل الإعلام التي أوصلت المتلقي إلى توقع حدوث شيء كبير وخطير يؤدي بالفعل إلى «تغيير المعادلة» ودفع النظام إلى رفع الراية البيضاء والقبول بالأمر الواقع. ولأن شيئاً من هذا لم يحدث وشعر الناس أن يوم 14 أغسطس مر كغيره من الأيام ولم يشهد سوى بعض «العمليات» البليدة المتمثلة في اختطاف الشوارع وإشعال النيران في إطارات السيارات وخروج البعض في تظاهرات صغيرة وهو من الأمور التي صارت تحدث يومياً، لذا كان الفشل هو نصيب هذه الحركة.
طبعاً يضاف إلى الأسباب التي أدت إلى هذا الفشل؛ الخطة المحكمة التي نفذتها وزارة الداخلية باقتدار، حيث سيطرت على الشوارع وأدت إلى أن تكون تلك «العمليات» في أضيق نطاق، حتى وصل الأمر إلى الحد الذي اضطر معه منظمو تلك الفعاليات إلى تأجيل مظاهرة كانوا ينوون الخروج فيها يوم الجمعة الفائتة في العاصمة إلى اليوم التالي، وهو ما يعد دليلاً على فشل التمرد والمتمردين.
فشل هذه الحركة عبر عنه أحد المواطنين على «الواتساب» بنشر صورة «الممثل» الهندي الشهير الذي شارك في مسلسل درب الزلق مع الفنان عبد الحسين عبد الرضا مصحوباً بكلمة اشتهر بها هي «بس كلام»! وهو ما يعني بالعربي أن حركة التمرد ظاهرة صوتية.