المستعجلون جداً، الراكضون وراء أي شيء يتحرك أمامهم فيلقون عليه أول اسم يخطر ببالهم؛ هؤلاء الذين لا يعرفون الإصغاء إلى أغاني الحياة والناس، مثل هؤلاء الذين نجدهم في كل مكان من حياتنا، نصادفهم متذمرين حتى من الجو الذي في أحضانه يحيون، إن جاء البرد قالوا قتلنا البرد، وإن جاء الحر قالوا ذبحنا الحر، وهم محبطون، ومستاؤون من كل شيء، فهم دائماً على حق، ولا أهمية لطبيعة هذا الحق الذي إليه ينظرون.
أفكارهم عن الآخرين جاهزة، أحكامهم مسبقة، سريعة، قاطعة، متهمة، قاطعة، ينظرون إلى الحياة من منظار الأيديولوجيا، منظار واحد مسدود بقميص لا يدخله البياض، منظار واحد، هو الأسود، يلقون التهم جزافاً دون انتظار لحظات قصيرة للنظر من زاوية أخرى.
ومن أجل توضيح وجهة نظري عن هذا النمط من الناس، سأنقل لكم إحدى القصص التي استوقفتني وأدمعت عيني.
يحكى أن رجلاً عجوزاً كان جالساً مع ابن له يبلغ من العمر 25 سنة في القطار، وبدا الكثير من البهجة والفضول على وجه الشاب الذي كان يجلس بجانب النافذة، أخرج يديه من النافذة وشعر بمرور الهواء وصرخ: «أبي انظر جميع الأشجار تسير وراءنا».
تبسم الرجل العجوز متماشياً مع فرحة ابنه، وكان يجلس بجانبهم زوجان، ويستمعان إلى ما يدور من حديث بين الأب وابنه، ويشعران بقليل من الإحراج؛ فكيف يتصرف شاب في عمر 25 سنة كالطفل!!
فجأة صرخ الشاب مرة أخرى : «أبي، انظر إلى البركة وما فيها من حيوانات، انظر الغيوم تسير مع القطار». واستمر تعجب الزوجين من حديث الشاب مرة أخرى. ثم بدأ هطول الأمطار، وقطرات الماء تتساقط على يد الشاب الذي امتلأ وجهه بالسعادة وصرخ مرة أخرى: «أبي إنها تمطر، والماء لمس يدي، انظر يا أبي».
وفي هذه اللحظة لم يستطع الزوجان السكوت وسألوا الرجل العجوز: «لماذا لا تقوم بزيارة الطبيب والحصول على علاج لابنك؟»، هنا قال الرجل العجوز: «إننا قادمون من المستشفى، حيث أن ابني قد أصبح بصيراً لأول مرة في حياته».
هل ننظر لهذين الزوجين الذين ظنا أنهما يسديان النصيحة لهذا الأب، فكانت الصفعة على وجهيهما أقوى مما يتصورانها، صفعة في رؤيتهما القاصرة الناقصة الملهوفة على قول الشيء المناسب، كما يريان، في الوقت غير المناسب.
إن استخلاص النتائج السريعة دون معرفة الحقائق، ليس عندنا فقط، إنما في كل مكان في هذا العالم، يدل على ضيق الأفق الذي يتمتع به أغلبية الناس الذين يحيطون بنا، فما أسرع ما يتهم واحدنا الآخر، دون معرفة ما يحمله الآخر من أفكار ورؤى، فما أسرع أن نستخلص النتائج دون المرور على القواعد، ودون إن نطرح الأسئلة على أنفسنا.
أفكارهم عن الآخرين جاهزة، أحكامهم مسبقة، سريعة، قاطعة، متهمة، قاطعة، ينظرون إلى الحياة من منظار الأيديولوجيا، منظار واحد مسدود بقميص لا يدخله البياض، منظار واحد، هو الأسود، يلقون التهم جزافاً دون انتظار لحظات قصيرة للنظر من زاوية أخرى.
ومن أجل توضيح وجهة نظري عن هذا النمط من الناس، سأنقل لكم إحدى القصص التي استوقفتني وأدمعت عيني.
يحكى أن رجلاً عجوزاً كان جالساً مع ابن له يبلغ من العمر 25 سنة في القطار، وبدا الكثير من البهجة والفضول على وجه الشاب الذي كان يجلس بجانب النافذة، أخرج يديه من النافذة وشعر بمرور الهواء وصرخ: «أبي انظر جميع الأشجار تسير وراءنا».
تبسم الرجل العجوز متماشياً مع فرحة ابنه، وكان يجلس بجانبهم زوجان، ويستمعان إلى ما يدور من حديث بين الأب وابنه، ويشعران بقليل من الإحراج؛ فكيف يتصرف شاب في عمر 25 سنة كالطفل!!
فجأة صرخ الشاب مرة أخرى : «أبي، انظر إلى البركة وما فيها من حيوانات، انظر الغيوم تسير مع القطار». واستمر تعجب الزوجين من حديث الشاب مرة أخرى. ثم بدأ هطول الأمطار، وقطرات الماء تتساقط على يد الشاب الذي امتلأ وجهه بالسعادة وصرخ مرة أخرى: «أبي إنها تمطر، والماء لمس يدي، انظر يا أبي».
وفي هذه اللحظة لم يستطع الزوجان السكوت وسألوا الرجل العجوز: «لماذا لا تقوم بزيارة الطبيب والحصول على علاج لابنك؟»، هنا قال الرجل العجوز: «إننا قادمون من المستشفى، حيث أن ابني قد أصبح بصيراً لأول مرة في حياته».
هل ننظر لهذين الزوجين الذين ظنا أنهما يسديان النصيحة لهذا الأب، فكانت الصفعة على وجهيهما أقوى مما يتصورانها، صفعة في رؤيتهما القاصرة الناقصة الملهوفة على قول الشيء المناسب، كما يريان، في الوقت غير المناسب.
إن استخلاص النتائج السريعة دون معرفة الحقائق، ليس عندنا فقط، إنما في كل مكان في هذا العالم، يدل على ضيق الأفق الذي يتمتع به أغلبية الناس الذين يحيطون بنا، فما أسرع ما يتهم واحدنا الآخر، دون معرفة ما يحمله الآخر من أفكار ورؤى، فما أسرع أن نستخلص النتائج دون المرور على القواعد، ودون إن نطرح الأسئلة على أنفسنا.