البحرين دولة لها هيبة وسيادة، لديها قانون نطالب بتطبيقه على من يتجاوزه ويخرقه دون استثناء، سواء أكان معارضاً أم موالياً، سواء أكان سنياً أم شيعياً، سواء أكان من الوفاق أو من غيرها
نعم، الوفاق ومن معها من جمعيات تطالب بعدم سجن خليل المرزوق وتعتبر ذلك تصعيداً خطيراً وضربة للمساعي الإصلاحية في البحرين!
المشكلة في هذا البلد ليست فقط عملية تعطيل القوانين وكأن هناك «حصانة» للبعض، بل المشكلة الأكبر في جمعيات سياسية من شعاراتها المرفوعة تطبيق القانون على الجميع ومحاربة الأخطاء، وحينما تصل المسألة لتطال أحد منتسبيها تصرخ وتزبد وترعد وكأن لسان حالها يقول: «طبقوا القوانين عليكم فقط، نحن ومن معنا خط أحمر»!
خليل المرزوق لديه تصريحات عديدة لو تم تحليل مضامينها فببساطة يمكن التحقيق معه بتهم عدة على رأسها التحريض على كراهية النظام، وتبرير العنف، والتواصل مع الخارج لترويج أكاذيب بحق البحرين، ومؤخراً وصل مستوى «مناهضة» الدولة والقانون لدى المرزوق بأن قال «القانون تحت قدمي» وأشار للعائلة الحاكمة بأنها تمثل «احتلالاً»!
أبعـد مثــل هــذه التصريحـــات يكـــون «استجـــواب» المـــرزوق أو إيقافـــه إن دخل ما صدر منـه فــي دائــرة محرمــات القانون، أيكون توقيفه ضربة للعملية الإصلاحية؟!
من يريد الإصلاح لا يشتم الدولة، لا يستعدي عليه فئات عديدة في المجتمع، يزدريها بالكلام ويصفها بالمأجورة والمرتزقة «وهو وحده وجماعته الملائكة في الأرض»، لا يفعل ذلك وبعدها يقول لهم «أخوتي وشركائي»، بل من يريد الإصلاح لا يبدأ حراكه الانقلابي «سأتجاوز وأقول السياسي» بمهاجمة رموز الدولة ونظامها، لا يبدأه باستفزاز مئات الآلاف من المكونات الأخرى من خلال إهانة رموزهم وتسقيطهم وشتمهم والتطاول عليهم، ثم يتباكى وينتقد إن هم وجهوا له ولمرجعيته وأتباعه هجوماًً مضاداً بنفس القوة.
لا يوجد في قانون أي دولة ما يستبعد مساءلة أو امتثال عناصر تقود جمعيات سياسية بحكم القانون، لا يوجد في أي دولة بند يقول «استثناء علماء الدين» حتى إن مارسوا التحريض ودعوا صراحة للقتل. أليست الوفاق من تطالب بمحاكمة حتى عناصر في النظام ووزراء ومسؤولين، فهل القانون «جميل» إن طبق حسبما تريدون، و«أعور» إن طبق عليكم وأنتم مخالفاتكم واضحة وفاضحة؟!
لو وقف خليل المرزوق في طهران ووصف نظـام خامنئــي بأنــه «احتلال» وحرض الناس ضده، لو وقف في دمشق وقال لنظام بشار بأنه «احتلال» وحـرض الناس ضده، هل سيتم السكوت عنه لأسابيع ثم استدعاؤه لأخذ أقواله؟! أم ستجدونه مشنوقاً على أعمدة الإنارة؟!
من يقول إن البحرين بلد «قمع» وبلد «تمنع حرية التعبير» فهو يخادع نفسه، كل ما تفعله الوفاق، وكل ما يصدر عن أعضائها وقياداتها من تصريحات، وكل ما يقام من فعاليات «مناهضة» تماماً للدولة تثبت أن البحرين متقدمة على كثير من الدولة «بعضها تشهق باسمها الوفاق» في «طولة بالها» و«سعة صدرها». أيعقل أن تصبر دولة على جماعة تتطاول على رمز البلد الأول هكذا علانية، وأن تبرر للعنف وتهيئ الأرضية المناسبة له بالتأجيج والشحن والتحشيد؟!
استدعاء المرزوق خطوة عادية، يفتــرض أنها تحصل لأي مواطن كان في دولة مؤسسات وقانون إن قام بفعل يخرق القانون. وبنفسه مساعد علــي سلمـــان كان يريد حصول هذه المسألة في خطابه الأخير، كان يتحدث وكأنه يقول «اعتقلوني» حتى تجد الوفاق لها حدثـــاً تتحرك على خلفيته، أقلها يدرك بأنه سيستجوب وقد يوقف أياماً ثم سيعود لفعل ما يفعله، بخلاف من تغرر بهم الوفاق وتحشدهم وتدفعهم لمواجهة رجال الأمن، إذ هؤلاء «أدوات الوفاق» يراد لهم الموت، فائدتهم كجثث أكبر من فائدتهم كموقوفين على ذمة القانون.
البحرين دولة لها هيبة وسيادة، لديها قانون نطالب بتطبيقه على من يتجاوزه ويخرقه دون استثناء، سواء أكان معارضاً أم موالياً، سواء أكان سنياً أم شيعياً، سواء أكان من الوفاق أو من غيرها.
حينما يتعطل القانون وحينما يتأخر تطبيقه، تتحول أي بلد لغابة تعــج بالفوضى، مثلما حصل في البحرين لأكثر من عامين بسبب اعتبار الوفاق نفسها فوق القانون الذي تطالب بتطبيقه على غيرها فقط.
{{ article.visit_count }}
نعم، الوفاق ومن معها من جمعيات تطالب بعدم سجن خليل المرزوق وتعتبر ذلك تصعيداً خطيراً وضربة للمساعي الإصلاحية في البحرين!
المشكلة في هذا البلد ليست فقط عملية تعطيل القوانين وكأن هناك «حصانة» للبعض، بل المشكلة الأكبر في جمعيات سياسية من شعاراتها المرفوعة تطبيق القانون على الجميع ومحاربة الأخطاء، وحينما تصل المسألة لتطال أحد منتسبيها تصرخ وتزبد وترعد وكأن لسان حالها يقول: «طبقوا القوانين عليكم فقط، نحن ومن معنا خط أحمر»!
خليل المرزوق لديه تصريحات عديدة لو تم تحليل مضامينها فببساطة يمكن التحقيق معه بتهم عدة على رأسها التحريض على كراهية النظام، وتبرير العنف، والتواصل مع الخارج لترويج أكاذيب بحق البحرين، ومؤخراً وصل مستوى «مناهضة» الدولة والقانون لدى المرزوق بأن قال «القانون تحت قدمي» وأشار للعائلة الحاكمة بأنها تمثل «احتلالاً»!
أبعـد مثــل هــذه التصريحـــات يكـــون «استجـــواب» المـــرزوق أو إيقافـــه إن دخل ما صدر منـه فــي دائــرة محرمــات القانون، أيكون توقيفه ضربة للعملية الإصلاحية؟!
من يريد الإصلاح لا يشتم الدولة، لا يستعدي عليه فئات عديدة في المجتمع، يزدريها بالكلام ويصفها بالمأجورة والمرتزقة «وهو وحده وجماعته الملائكة في الأرض»، لا يفعل ذلك وبعدها يقول لهم «أخوتي وشركائي»، بل من يريد الإصلاح لا يبدأ حراكه الانقلابي «سأتجاوز وأقول السياسي» بمهاجمة رموز الدولة ونظامها، لا يبدأه باستفزاز مئات الآلاف من المكونات الأخرى من خلال إهانة رموزهم وتسقيطهم وشتمهم والتطاول عليهم، ثم يتباكى وينتقد إن هم وجهوا له ولمرجعيته وأتباعه هجوماًً مضاداً بنفس القوة.
لا يوجد في قانون أي دولة ما يستبعد مساءلة أو امتثال عناصر تقود جمعيات سياسية بحكم القانون، لا يوجد في أي دولة بند يقول «استثناء علماء الدين» حتى إن مارسوا التحريض ودعوا صراحة للقتل. أليست الوفاق من تطالب بمحاكمة حتى عناصر في النظام ووزراء ومسؤولين، فهل القانون «جميل» إن طبق حسبما تريدون، و«أعور» إن طبق عليكم وأنتم مخالفاتكم واضحة وفاضحة؟!
لو وقف خليل المرزوق في طهران ووصف نظـام خامنئــي بأنــه «احتلال» وحرض الناس ضده، لو وقف في دمشق وقال لنظام بشار بأنه «احتلال» وحـرض الناس ضده، هل سيتم السكوت عنه لأسابيع ثم استدعاؤه لأخذ أقواله؟! أم ستجدونه مشنوقاً على أعمدة الإنارة؟!
من يقول إن البحرين بلد «قمع» وبلد «تمنع حرية التعبير» فهو يخادع نفسه، كل ما تفعله الوفاق، وكل ما يصدر عن أعضائها وقياداتها من تصريحات، وكل ما يقام من فعاليات «مناهضة» تماماً للدولة تثبت أن البحرين متقدمة على كثير من الدولة «بعضها تشهق باسمها الوفاق» في «طولة بالها» و«سعة صدرها». أيعقل أن تصبر دولة على جماعة تتطاول على رمز البلد الأول هكذا علانية، وأن تبرر للعنف وتهيئ الأرضية المناسبة له بالتأجيج والشحن والتحشيد؟!
استدعاء المرزوق خطوة عادية، يفتــرض أنها تحصل لأي مواطن كان في دولة مؤسسات وقانون إن قام بفعل يخرق القانون. وبنفسه مساعد علــي سلمـــان كان يريد حصول هذه المسألة في خطابه الأخير، كان يتحدث وكأنه يقول «اعتقلوني» حتى تجد الوفاق لها حدثـــاً تتحرك على خلفيته، أقلها يدرك بأنه سيستجوب وقد يوقف أياماً ثم سيعود لفعل ما يفعله، بخلاف من تغرر بهم الوفاق وتحشدهم وتدفعهم لمواجهة رجال الأمن، إذ هؤلاء «أدوات الوفاق» يراد لهم الموت، فائدتهم كجثث أكبر من فائدتهم كموقوفين على ذمة القانون.
البحرين دولة لها هيبة وسيادة، لديها قانون نطالب بتطبيقه على من يتجاوزه ويخرقه دون استثناء، سواء أكان معارضاً أم موالياً، سواء أكان سنياً أم شيعياً، سواء أكان من الوفاق أو من غيرها.
حينما يتعطل القانون وحينما يتأخر تطبيقه، تتحول أي بلد لغابة تعــج بالفوضى، مثلما حصل في البحرين لأكثر من عامين بسبب اعتبار الوفاق نفسها فوق القانون الذي تطالب بتطبيقه على غيرها فقط.