إن كان هناك من كلمة للدولة؛ بكل ما تحمله كلمة الدولة من معنى، فإنها كلمة (كفى).. كفى يا دولة خضوعاً وتسليماً لمن يرفع الصوت بالمظلومية حتى يضع يده على مفاصل الدولة.
نؤكد دائماً على حق الوظيفة للمواطن الشريف المحب لوطنه والذي لا يأتمر بأمر رجال دين (يتلقون الأوامر من إيران) ويضرب ويطأفن العمل الحكومي، حق التوظيف حق للمواطن وللإنسان؛ هذا لا نختلف عليه، خصوصاً إن كان لأناس وطنيين يحبون وطنهم ويقفون موقف الولاء للوطن وعروبة البحرين والولاء للقيادة.
لكن مع عميق الأسف؛ ارتكبت الدولة أخطاءً استراتيجية مكلفة وكبيرة، كلها جاءت من خلف كلمة (إي وشعاد عطوهم)، وهذا هو الذي ضيع البحرين في الوقت الحاسم عام 2011 حين أضربت الوزارات، وأهمها وأولها التربية والصحة (عنوانا الانقلاب)، فقد تفاخر وزراء بعينهم أنه سلم الوظائف من حراس المدارس إلى المدراء، وبالتالي أخذ الوطن مقلباً أفضى إلى الانقلاب.
حدثني أحد الأخوة عن وزارة العدل فقال: كانت الوزارة توظف بشكل عادي وطبيعي من أبناء البحرين من الطائفتين، إلى أن جاء وزير معروف بعد أن عين وزيراً للعدل، فكان يعمل كل يوم باستماتة لقلب المناصب والوظائف إلى جهة معينة، إلى أن أصبحت العدل كما ترى اليوم (وهذا مجرد مثل على باقي الوزارات).
دراسة الباحث ورئيس تحرير مجلة سنترال يوروبيان، ميتشل بيلفر، كشفت لنا وللدولة (التي لا أعرف كم دراسة تحتاج لترى) أن ما يقارب 70% من الوظائف الحكومية هي للطائفة الشيعية الكريمة، وهذه النسبة ما كان لها أن تحدث إلا بأخطاء استراتيجية من وزراء ومن مجلس الوزراء الموقر، ومن ديوان الخدمة المدنية، ومن وزارة العمل التي هي نفسها تحتاج إلى تسونامي يصحح الأمور فيها.
مع كل ذلك لا تسمع إلا صوت البكائيات والمظلوميات والنواح من الذين يدعون المظلومية في التوظيف والبعثات (آه من خراب البعثات لمدة 30 عاماً.. هذا الذي ضيع البلد بينما لا نلمس خطوات للتصحيح)، وبالتالي ما أن تسمع الدولة رفع الصوت والبكائيات والنواح من صحف طائفية كشفتها الدراسة، إلا وسلمت بالأمر وتراجعت، وأعطت ماء عينها لمن لا يستحق، وهنا أم الكوارث.
الانقلاب لا يحدث عند العسكر فقط، الانقلاب يحدث حين تسلم كل أجهزة الدولة ووزاراتها وخدماتها وشركاتها الكبيرة والقطاع المصرفي إلى من يوقت ساعة على التوقيت الإيراني ليعرف ساعة الانقلاب الحقيقية.
ضيعتنا الدولة ولم يضيعنا الانقلابيون، الانقلابيون نعرفهم ونعرف أجندتهم ونعرف لسانهم منذ أن كنا صغاراً في المدرسة، ونحن في ذلك العمر وذلك الزمان كنا نسمع زملاء في عمرنا يقولون لنا (سنأخذ الحكم منكم)، كانت العبارة غير مفهومة لنا في حينها، لكن حين كبرنا بقيت العبارة في الذاكرة، وعرفنا المؤامرات، وعرفنا ماذا تعني تلك العبارة، ولماذا تم زرعها لدى الأطفال.
في صحيفة أخبار الخليج قبل العام 2003 كتبت مقالات تحذر من العصيان المدني الذي يمهد للانقلاب، فما كان من أناس (منا وفينا يسخرون مما كتبنا قبل المعنيين بالأمر) حتى جاءتهم ساعة الحقيقة في 2011 وزالت الغمة من على أعينهم.
لم نكن نملك عقولاً مختلفة عن الآخرين، لكن أي قارئ للمشهد ولحال البلد ولسياساته سيخلص إلى تلك النتيجة.
منبر صحيفة الوسط أكبر ناعق ينعق بالمظلومية التاريخية، وهو أكبر من يميز في التوظيف، وهو أكبر مكان تمارس فيه الطائفية في التوظيف.
كل الصحف البحرينية بها خليط من أهل البحرين والأجانب؛ أخبار الخليج والأيام والوطن والبلاد، ولا توجد طائفية بالتوظيف بتلك الصحف، لكن صحيفة الوسط هي التي توظف بشكل طائفي كما كشفت الدراسة، وليس هذا كلاماً مرسلاً.
«الأوليون» قالوا (راعي النصيفة سالم)، وعلى من يعرف مبادئ الإدارة أن يدرك معنى كلمة «راعي النصيفة سالم»، ففي ذلك فكر وخلاص، وكما يقول اللبنانيون (لا غالب ولا مغلوب) لكن يبدو أن البلد في غيبوبة، البلد تحتاج جهاز إنعاش للقلب والعقل حتى تستوعب ما حدث في 2011.
كلما رفع البعض صوته بالمظلومية قدمت الدولة الهدايا (على وين يا بلد بس)..!!
62 % من أصحاب المناصب والرواتب المرتفعة هم من الشيعة..!
وإذا أردتم أن تعرفوا وجوههم ما عليكم إلا استعراض صور اعتصام (سلسلة الخبز).. ما أكذبكم، ما أقبحكم.. متى تخجلون من أنفسكم.. حتى الخبز الذي ترفعونه مدعوم من الحكومة!
يرفعون الخبز و»الكرش مترين جدام» وباليد الأخرى أحدث أنواع الموبايلات.. ما أقبحكم.. ما أكذبكم.. ألا تخجلون من كذبكم..!!
لو كانت هناك مظلومية حقيقية فقد مارستها الدولة ضد أبناء البلد، وهذا أقسى الجرح، وما أقسى الألم حين لا تسمع الدولة للمواطن الشريف وتهمشه وتجعله (قوة احتياط) إذا ما خرج الآخرون في تجمعات كبيرة.. إنها المعادلة المؤلمة.. متى تستفيق الدولة من غيبوبتها المزمنة.. هذه الغيبوبات عبر التاريخ ضيعت ممالك ودولاً وحكاماً!
** رذاذ
- سعدت بتصريح وزيرة الثقافة حول بناء قرية سياحية (رغم أننا نجهل التفاصيل والمعلومات وما تحويه القرية) إلا أننا نشعر أنها بداية الطريق نحو سياحة حقيقية تجلب السائح الخليجي قبل غيره، وهذا هو الأهم.
الاهتمام بالتراث جميل جداً ومطلوب لأي دولة تحافظ على هويتها، لكنه للأسف لا يجلب سائح، لذلك إذا أردنا أن تكون لدينا سياحة علينا أن نعرف توجهات السائح الخليجي، ولماذا يذهب إلى دبي والدوحة.
- مسؤول إيراني صرح أنه سيعرض بصوت واضح اتصالاً مع المهدي المنتظر!!
الحمد لله تطورت التقنيات اليوم، وحبذا لو صورة 3 دي أو تصوير سينمائي.. الحمد لله على نعمة العقل.. الحمد لله على نعمة العقل!