منذ أيام بدأ التسخين والترويج لعودة المسيرات إلى العاصمة، وتم توظيف كل الأدوات التي تم توظيفها في المرات السابقة والقول إن «المنامة هي طريق النصر» وهي «طريق العودة للدوار»، إضافة إلى اللعب على العواطف بالإشارة إلى أن مسيرات العاصمة تعبير عن «الوفاء للحقوقي نبيل رجب» الذي ظل يدعو دائماً إلى التظاهر في المنامة ويوصي بها.
قبل يومين صدر الإعلان الرسمي الأول للترويج للمسيرة الجماهيرية «صمود 1»، والأكيد أن إعلانات أخرى صدرت بعده وستصدر لتنفيذ هذه الفعالية التي لا مكسب من ورائها ولا هدف سوى إحداث فوضى في المنطقة التجارية، وهو المشروع الذي سبق أن فشل مرات، ذلك أن منظميه يعتقدون أن المنامة هي اليد التي توجع السلطة، غافلين عن أن السلطة لن تقبل بأن يلوي يدها أحد ولن تترك المنامة ليمارس فيها من يشاء ما يشاء.
بعد فشل كل المحاولات السابقة لترهيب المنامة وتحويلها إلى ساحة للفوضى، وبعد تناقص أعداد المشاركين في المسيرات في العاصمة بشكل لافت، تتجدد الدعوة لتكون المنطقة التجارية سبباً للعودة إلى الدوار.. على خطى النبيل!
بعض المتابعين للشأن المحلي وتطوراته يرون أن الدعوة إلى التظاهر في المنامة تأتي مباشرة بعد تسجيل السلطة عدداً من الأهداف المتلاحقة في مرمى «المعارضة»، وفور إحساس قادة «المعارضة» أن الشارع ما عاد مستجيباً بما فيه الكفاية لدعوات التظاهر والاستمرار في المواجهات، فكلما شعرت «المعارضة» أن الأمور تكاد تفلت من يدها تبادر بالدعوة إلى التظاهر في العاصمة والضرب على الوتر العاطفي الذي تعتقد أنه يمكن أن يوفر لـ «الجماهير» شيئاً من التوازن والرضى النفسي، وذلك بالتذكير بأيام الدوار وكيف كانوا قريبين من النصر، وبالتذكير بنبيل رجب الذي يوصي دائماً بالتظاهر في العاصمة.
لست بالضرورة مع هذا التحليل؛ لكني أيضاً ألاحظ أن «المعارضة» تلقت في الفترة الأخيرة العديد من الضربات الموجعة التي من الطبيعي أن يكون لها رد فعل عكسي، وليس أسهل من الدعوة إلى إحداث الفوضى في العاصمة والتهديد بضرب الاقتصاد وترهيب التجار والشركات ورؤوس الأموال، فـ «المعارضة» تعتقد أن تحريك العاصمة يعني إمساك السلطة من اليد التي توجعها، وليس أقسى من هذا ضربة يمكن للسلطة أن تتلقاها.
الأمر الطبيعي أن الحكومة لن تقف مكتوفة اليدين وستسعى إلى تأمين العاصمة ومنع أي مسيرات أو مظاهرات فيها بغية عدم تعطيل حياة التجار ورواد السوق وحماية الاقتصاد، والأمر الطبيعي أيضاً أن الداعين إلى المسيرات في العاصمة يعرفون أن السلطة ستمنعها وأنها لن تسمح بتكرار ما صار من الماضي وأنها قادرة على ذلك، ما يثير تساؤلاً عن الغاية من مثل هذه الدعوة التي تتكرر لو لم يكن التحليل السابق دقيقاً.
أياً كان التحليل الأكثر دقة وأياً كان السبب وراء مثل هذه الدعوات فإن جزءاً من المسؤولية يجب أن يتحملها جمهور المواطنين الذين ينبغي أن يكون لهم دور وألا يقفوا مكتوفي الأيدي ويشاهدوا ما يجري في بلادهم، وكأنهم يشاهدون مباراة في كرة القدم بين فريقين لا تربطهم بهما أية عواطف، ففي مثل هذه الأحوال لابد أن يكون للمواطنين دوراً فاعلاً لمنع هذا الاستهتار الذي يتضررون منه بشكل مباشر، ولا بد أن يكون لهم موقف واضح، حيث تعطيل العاصمة تعطيل لحياتهم ولأرزاقهم وأقوات عيالهم، وليس منطقياً الاكتفاء بالمشاهدة والطلب من الجهات المعنية بالأمن التصرف.
الدعوة إلى التظاهر في المنامة ستفشل كما فشلت الدعوات السابقة، والحكومة لن تتهاون وستضرب بقوة على يد كل من تسول له نفسه العبث باستقرار العاصمة وأرزاق المواطنين والمقيمين.. الذين عليهم أن يعبروا عن رفضهم العبث بمقدراتهم وأرزاقهم.
{{ article.visit_count }}
قبل يومين صدر الإعلان الرسمي الأول للترويج للمسيرة الجماهيرية «صمود 1»، والأكيد أن إعلانات أخرى صدرت بعده وستصدر لتنفيذ هذه الفعالية التي لا مكسب من ورائها ولا هدف سوى إحداث فوضى في المنطقة التجارية، وهو المشروع الذي سبق أن فشل مرات، ذلك أن منظميه يعتقدون أن المنامة هي اليد التي توجع السلطة، غافلين عن أن السلطة لن تقبل بأن يلوي يدها أحد ولن تترك المنامة ليمارس فيها من يشاء ما يشاء.
بعد فشل كل المحاولات السابقة لترهيب المنامة وتحويلها إلى ساحة للفوضى، وبعد تناقص أعداد المشاركين في المسيرات في العاصمة بشكل لافت، تتجدد الدعوة لتكون المنطقة التجارية سبباً للعودة إلى الدوار.. على خطى النبيل!
بعض المتابعين للشأن المحلي وتطوراته يرون أن الدعوة إلى التظاهر في المنامة تأتي مباشرة بعد تسجيل السلطة عدداً من الأهداف المتلاحقة في مرمى «المعارضة»، وفور إحساس قادة «المعارضة» أن الشارع ما عاد مستجيباً بما فيه الكفاية لدعوات التظاهر والاستمرار في المواجهات، فكلما شعرت «المعارضة» أن الأمور تكاد تفلت من يدها تبادر بالدعوة إلى التظاهر في العاصمة والضرب على الوتر العاطفي الذي تعتقد أنه يمكن أن يوفر لـ «الجماهير» شيئاً من التوازن والرضى النفسي، وذلك بالتذكير بأيام الدوار وكيف كانوا قريبين من النصر، وبالتذكير بنبيل رجب الذي يوصي دائماً بالتظاهر في العاصمة.
لست بالضرورة مع هذا التحليل؛ لكني أيضاً ألاحظ أن «المعارضة» تلقت في الفترة الأخيرة العديد من الضربات الموجعة التي من الطبيعي أن يكون لها رد فعل عكسي، وليس أسهل من الدعوة إلى إحداث الفوضى في العاصمة والتهديد بضرب الاقتصاد وترهيب التجار والشركات ورؤوس الأموال، فـ «المعارضة» تعتقد أن تحريك العاصمة يعني إمساك السلطة من اليد التي توجعها، وليس أقسى من هذا ضربة يمكن للسلطة أن تتلقاها.
الأمر الطبيعي أن الحكومة لن تقف مكتوفة اليدين وستسعى إلى تأمين العاصمة ومنع أي مسيرات أو مظاهرات فيها بغية عدم تعطيل حياة التجار ورواد السوق وحماية الاقتصاد، والأمر الطبيعي أيضاً أن الداعين إلى المسيرات في العاصمة يعرفون أن السلطة ستمنعها وأنها لن تسمح بتكرار ما صار من الماضي وأنها قادرة على ذلك، ما يثير تساؤلاً عن الغاية من مثل هذه الدعوة التي تتكرر لو لم يكن التحليل السابق دقيقاً.
أياً كان التحليل الأكثر دقة وأياً كان السبب وراء مثل هذه الدعوات فإن جزءاً من المسؤولية يجب أن يتحملها جمهور المواطنين الذين ينبغي أن يكون لهم دور وألا يقفوا مكتوفي الأيدي ويشاهدوا ما يجري في بلادهم، وكأنهم يشاهدون مباراة في كرة القدم بين فريقين لا تربطهم بهما أية عواطف، ففي مثل هذه الأحوال لابد أن يكون للمواطنين دوراً فاعلاً لمنع هذا الاستهتار الذي يتضررون منه بشكل مباشر، ولا بد أن يكون لهم موقف واضح، حيث تعطيل العاصمة تعطيل لحياتهم ولأرزاقهم وأقوات عيالهم، وليس منطقياً الاكتفاء بالمشاهدة والطلب من الجهات المعنية بالأمن التصرف.
الدعوة إلى التظاهر في المنامة ستفشل كما فشلت الدعوات السابقة، والحكومة لن تتهاون وستضرب بقوة على يد كل من تسول له نفسه العبث باستقرار العاصمة وأرزاق المواطنين والمقيمين.. الذين عليهم أن يعبروا عن رفضهم العبث بمقدراتهم وأرزاقهم.