يقف المرء ليتأمل حال العرب بعد مرور أكثر من 60 سنة على نكبة فلسطين، لقد مرت بنا العشرات من النكبات والأزمات وما زال التاريخ العربي يبدو وكأنه يعيد نفسه!!، وكل أزمة تطفو على السطح تجر معها سيلاً من الأولويات لينتهي الحال بأن ينشغل كل منا في نكبته وتصير قضية فلسطين هي آخر القضايا.
أتعجب من الذين ما زالوا يقفون عند نكسة 1967م باعتبارها أسوأ محطة في التاريخ العربي وأن الأمة قد سقطت بعدها!! فماذا نقول إذاً عن سقوط العراق وخروجه من المنظومة العربية بحكم الدستور؟ وماذا نقول عن تقسيم السودان وخروج نصف مساحته من الأمة العربية؟ ماذا نقول عن المشروع الطائفي الذي قسم وجدان الدول وفتت هوية الدولة الواحدة؟ ماذا نقول عن مشاريع التقسيم التي تلوح في الأفق مهددة ليبيا واليمن وسوريا؟ لقد وقع العرب في دائرة المأساة حتى لم يعودوا يتعجبون لشيء أو يأسون عليه كما كانوا يأسون على نكباتهم ونكساتهم سابقاً.
واقع الحال المرير الذي نعيشه وتوالي النكبات علينا يدلنا ببساطة أن الكيان الصهيوني لم يعد العدو الأول والخطر الأكبر، فعمليات التطبيع وتقدم العلاقات العربية الإسرائيلية ليست خافية على أي مواطن منا، وأصبح العدو الرئيس في المنطقة هو الشريك الآخر في الوطن والمخالف في الهوية!!، ووصلنا من الضعف وضياع المشروع النهضوي والقومي إلى الدخول في حال عداء مع دول طامحة وصاحبة مشروع مثل إيران وربما تركيا لاحقاً، والأكثر مرارة على النفس أن يفرح البعض بالقصف الإسرائيلي على سوريا وأن يتولوا مهمة تبريره وتزيينه والموازنة بين خطورة نظام الأسد والجيش السوري ووداعة الكيان الصهيوني في مقابلة!!
بعد هذه العقود الطويلة من شتات الشعب الفلسطيني واحتلال أراضيه وما ترتب عليه من هوان الأمة العربية وانفراط العقد القومي الذي كان يوحد مواقفها ورؤاها ويضمن وحدة الصف، فلا مجال من إنكار حقيقة أن تضييع العرب لإجماعهم حول قضية فلسطين بعد معاهدة كامب ديفيد هو أول طريق سار فيه العرب نحو خلق نكبات ونكسات لم تنج منها دولة، فوجود الكيان الصهيوني ورعاية الغرب له، وعلى رأسه أمريكا، كان الثغرة التي نفد منها الاستعمار الجديد بصوره المختلفة من هيمنة واحتلال عسكري واختطاف الثورات وتشكيل دمى حاكمة باسم التغيير والديمقراطية.
وإذا كان من يحكم في ما يسمى مناطق السلطة الفلسطينية أو من يتفاوض باسم الشعب الفلسطيني والعرب على القضية الفلسطينية قد أخذ يقبل بالحلول الوسطى وبالتنازلات وبتبادل الأراضي الفلسطينية مع العدو الصهيوني، فإن الشعوب العربية الوفية لقضاياها مازلت تؤمن أن فلسطين ملك للعرب والمسلمين من النهر إلى البحر وأن مشاريع التقسيم سنة 1948م أو 1967م أو ما تلاهما من اتفاقات أوسلو إنما هي اتفاقات لم يستفت عليها العرب والفلسطينيون وليسوا معنين بها، وسيأتي اليوم الذي تعود فيه فلسطين كاملة ويعود شعبها إليها حاملاً مفاتيح منازله التي مازال يحتفظ بها.
{{ article.visit_count }}
أتعجب من الذين ما زالوا يقفون عند نكسة 1967م باعتبارها أسوأ محطة في التاريخ العربي وأن الأمة قد سقطت بعدها!! فماذا نقول إذاً عن سقوط العراق وخروجه من المنظومة العربية بحكم الدستور؟ وماذا نقول عن تقسيم السودان وخروج نصف مساحته من الأمة العربية؟ ماذا نقول عن المشروع الطائفي الذي قسم وجدان الدول وفتت هوية الدولة الواحدة؟ ماذا نقول عن مشاريع التقسيم التي تلوح في الأفق مهددة ليبيا واليمن وسوريا؟ لقد وقع العرب في دائرة المأساة حتى لم يعودوا يتعجبون لشيء أو يأسون عليه كما كانوا يأسون على نكباتهم ونكساتهم سابقاً.
واقع الحال المرير الذي نعيشه وتوالي النكبات علينا يدلنا ببساطة أن الكيان الصهيوني لم يعد العدو الأول والخطر الأكبر، فعمليات التطبيع وتقدم العلاقات العربية الإسرائيلية ليست خافية على أي مواطن منا، وأصبح العدو الرئيس في المنطقة هو الشريك الآخر في الوطن والمخالف في الهوية!!، ووصلنا من الضعف وضياع المشروع النهضوي والقومي إلى الدخول في حال عداء مع دول طامحة وصاحبة مشروع مثل إيران وربما تركيا لاحقاً، والأكثر مرارة على النفس أن يفرح البعض بالقصف الإسرائيلي على سوريا وأن يتولوا مهمة تبريره وتزيينه والموازنة بين خطورة نظام الأسد والجيش السوري ووداعة الكيان الصهيوني في مقابلة!!
بعد هذه العقود الطويلة من شتات الشعب الفلسطيني واحتلال أراضيه وما ترتب عليه من هوان الأمة العربية وانفراط العقد القومي الذي كان يوحد مواقفها ورؤاها ويضمن وحدة الصف، فلا مجال من إنكار حقيقة أن تضييع العرب لإجماعهم حول قضية فلسطين بعد معاهدة كامب ديفيد هو أول طريق سار فيه العرب نحو خلق نكبات ونكسات لم تنج منها دولة، فوجود الكيان الصهيوني ورعاية الغرب له، وعلى رأسه أمريكا، كان الثغرة التي نفد منها الاستعمار الجديد بصوره المختلفة من هيمنة واحتلال عسكري واختطاف الثورات وتشكيل دمى حاكمة باسم التغيير والديمقراطية.
وإذا كان من يحكم في ما يسمى مناطق السلطة الفلسطينية أو من يتفاوض باسم الشعب الفلسطيني والعرب على القضية الفلسطينية قد أخذ يقبل بالحلول الوسطى وبالتنازلات وبتبادل الأراضي الفلسطينية مع العدو الصهيوني، فإن الشعوب العربية الوفية لقضاياها مازلت تؤمن أن فلسطين ملك للعرب والمسلمين من النهر إلى البحر وأن مشاريع التقسيم سنة 1948م أو 1967م أو ما تلاهما من اتفاقات أوسلو إنما هي اتفاقات لم يستفت عليها العرب والفلسطينيون وليسوا معنين بها، وسيأتي اليوم الذي تعود فيه فلسطين كاملة ويعود شعبها إليها حاملاً مفاتيح منازله التي مازال يحتفظ بها.