تقول الأستاذة عابدة المؤيد العظم حفيدة الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله «إذا تخرج الطالب انتهت العلاقة بينه وبين الكتاب! أما جدي فعاش بين الكتب ومعها، هي جزء من حياته ولها الفضل الكبير في نجاحه وتفوقه «فاقتدوا به». وكل عام - قبل رمضان - يعتزل جدي في غرفته، ويفكر مليا ويقرأ كثيراً حتى يختار الفكرة الرئيسة لبرنامجه «على مائدة الإفطار»، فإذا اعتمد موضوعاتها الأساسية سهل الأمر عليه وسلس، ويسجلها كلها قبل رمضان. ونراه قبل تسجيل أحاديثه غارقاً بين كتبه، فإذا انتهى التسجيل وفرحنا بفراغه عاد إليها! سلوك جدي مع الكتب زاد من تقديري واحترامي له «وجعلني أحذو حذوه».
صحبتنا مع الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله صحبة جميلة رائعة كنا ننتظرها مع إقبال شهر رمضان المبارك عندما كان يطل علينا كل يوم على «مائدة الإفطار»، فكان يقدم ـ رحمه الله تعالى ـ وجبة رمضانية يومية جميلة، يحاكي من خلالها المشاعر والأحاسيس، ويخاطب القلوب، ويرسم الابتسامة، ويعطي المشاهد لوحات حياتية جميلة تفيده في مسيره نحو خالقه، وتزيل عنه هموم العيش وعثرات الحياة.. هذه «الوجبات الإيمانية والحياتية الدسمة» افتقدناها بعد رحيل الشيخ العزيز عن دنيا البشر، وافتقدنا «إطلالاتها البهية» في السنوات التالية لرحيله، مع أنها بالفعل «عوالم جميلة» يهفو إليها الفؤاد، وأجيالنا بحاجة ماسة للتزين بمعانيها العطرة، وخطابها «الوسطي المعتدل» الشامل لكل مناحي الحياة، بلا تعقيد ولا تشديد، وبلغة حياتية تدخل إلى القلب بلا استئذان.
إن الوقفة الجميلة التي يجب أن نقفها الآن قبل الغد كما وقفها الطنطاوي رحمه الله من خلال اعتزاله للجميع ليضع أفكاره الرئيسة لبرامجه الرمضانية، بأن نرفع جميعا رايات الاستعداد، ونشمر عن سواعد الجد، ونهيء النفوس لاستقبال ضيفنا الحبيب، ونبدأ في تلقي جرعات الإيمان، ونخطط لحمل «مشروع رمضاني جميل»، يتناسب مع مكانة هذا الشهر الحبيب إلى قلوبنا، والذي ننتظره كل عام بشوق ولهفة وقلب محب لخيراته.
ومما ورد من فضائل هذا الشهر، حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر» رواه مسلم. وقوله صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه». وقوله: «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين». وقوله عليه الصلاة والسلام: «إذا جاء رمضان نادى مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة» رواه الترمذي.
إن المشروع الرمضاني يجب أن يتبناه كل فرد يلهج لسانه بذكر المولى، ويدعوه بأن يبلغه الشهر الفضيل. إنه مشروع جدير بأن نعد له العدة قبل دخولنا الشهر، حتى نستثمر كل لحظة فيه في التقرب إلى الله تعالى بشتى الأساليب، مشروع يتناسب مع كل الفضائل التي وردت عن شهر رمضان، نستنهض فيه الفكر، ونغسل النفس من الأدران، ونتعهد نبضات القلب بالمراقبة والإحسان، فما هي محاور صياغة المشروع الرمضاني الذي يجب أن نحمله جميعا؟
التجديد الإيماني والتغيير الحياتي بحياة جديدة تمحو فيها كل آلام الماضي، وتستغفر ربك من مجمل الذنوب والمعاصي، وتعزم على عدم العودة إليها.
إحياء المساجد بالصلاة والاعتكاف والذكر والدعاء وقراءة القرآن، فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتدارس القرآن مع جبريل كل ليلة، وكان السلف الصالح إذا أقبل رمضان تفرغوا لقراءة القرآن.
امنح نفسك المزيد من الحيوية بأن تكون سباقاً لقلوب الآخرين في هذا الشهر الفضيل، فتصل من قطعك، وتعزز علاقتك مع أحبابك من أهلك وأقاربك وأصدقائك ومحبيك، وتتدارس معهم الخير، وتحمل معك «هدية خير» تزرع في نفوسهم أجمل الأثر.
كن جواداً وكريماً، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في حديث عبدالله بن عباس «أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة» رواه البخاري.
استذكر في كل حين معاناة الشعوب الحائرة المهجرة، والشعوب التي باتت تئن تحت وطأة الحروب والدمار المميت، استذكر حالهم وعش معهم لحظات.
ساهم في نشر الخير بشتى السبل، بوجبة إفطار توزعها على عامل في الطريق، بحديث مفيد ترسله برسالة في وسائل التواصل، بتجمع تجمع فيه القلوب، أو برسالة إيمانية تذكر بها الآخرين بفضائل الشهر.
استعد.. حتى لا تدخل رمضان.. وأنت في قمة «السرحان»!!
صحبتنا مع الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله صحبة جميلة رائعة كنا ننتظرها مع إقبال شهر رمضان المبارك عندما كان يطل علينا كل يوم على «مائدة الإفطار»، فكان يقدم ـ رحمه الله تعالى ـ وجبة رمضانية يومية جميلة، يحاكي من خلالها المشاعر والأحاسيس، ويخاطب القلوب، ويرسم الابتسامة، ويعطي المشاهد لوحات حياتية جميلة تفيده في مسيره نحو خالقه، وتزيل عنه هموم العيش وعثرات الحياة.. هذه «الوجبات الإيمانية والحياتية الدسمة» افتقدناها بعد رحيل الشيخ العزيز عن دنيا البشر، وافتقدنا «إطلالاتها البهية» في السنوات التالية لرحيله، مع أنها بالفعل «عوالم جميلة» يهفو إليها الفؤاد، وأجيالنا بحاجة ماسة للتزين بمعانيها العطرة، وخطابها «الوسطي المعتدل» الشامل لكل مناحي الحياة، بلا تعقيد ولا تشديد، وبلغة حياتية تدخل إلى القلب بلا استئذان.
إن الوقفة الجميلة التي يجب أن نقفها الآن قبل الغد كما وقفها الطنطاوي رحمه الله من خلال اعتزاله للجميع ليضع أفكاره الرئيسة لبرامجه الرمضانية، بأن نرفع جميعا رايات الاستعداد، ونشمر عن سواعد الجد، ونهيء النفوس لاستقبال ضيفنا الحبيب، ونبدأ في تلقي جرعات الإيمان، ونخطط لحمل «مشروع رمضاني جميل»، يتناسب مع مكانة هذا الشهر الحبيب إلى قلوبنا، والذي ننتظره كل عام بشوق ولهفة وقلب محب لخيراته.
ومما ورد من فضائل هذا الشهر، حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر» رواه مسلم. وقوله صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه». وقوله: «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين». وقوله عليه الصلاة والسلام: «إذا جاء رمضان نادى مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة» رواه الترمذي.
إن المشروع الرمضاني يجب أن يتبناه كل فرد يلهج لسانه بذكر المولى، ويدعوه بأن يبلغه الشهر الفضيل. إنه مشروع جدير بأن نعد له العدة قبل دخولنا الشهر، حتى نستثمر كل لحظة فيه في التقرب إلى الله تعالى بشتى الأساليب، مشروع يتناسب مع كل الفضائل التي وردت عن شهر رمضان، نستنهض فيه الفكر، ونغسل النفس من الأدران، ونتعهد نبضات القلب بالمراقبة والإحسان، فما هي محاور صياغة المشروع الرمضاني الذي يجب أن نحمله جميعا؟
التجديد الإيماني والتغيير الحياتي بحياة جديدة تمحو فيها كل آلام الماضي، وتستغفر ربك من مجمل الذنوب والمعاصي، وتعزم على عدم العودة إليها.
إحياء المساجد بالصلاة والاعتكاف والذكر والدعاء وقراءة القرآن، فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتدارس القرآن مع جبريل كل ليلة، وكان السلف الصالح إذا أقبل رمضان تفرغوا لقراءة القرآن.
امنح نفسك المزيد من الحيوية بأن تكون سباقاً لقلوب الآخرين في هذا الشهر الفضيل، فتصل من قطعك، وتعزز علاقتك مع أحبابك من أهلك وأقاربك وأصدقائك ومحبيك، وتتدارس معهم الخير، وتحمل معك «هدية خير» تزرع في نفوسهم أجمل الأثر.
كن جواداً وكريماً، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في حديث عبدالله بن عباس «أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة» رواه البخاري.
استذكر في كل حين معاناة الشعوب الحائرة المهجرة، والشعوب التي باتت تئن تحت وطأة الحروب والدمار المميت، استذكر حالهم وعش معهم لحظات.
ساهم في نشر الخير بشتى السبل، بوجبة إفطار توزعها على عامل في الطريق، بحديث مفيد ترسله برسالة في وسائل التواصل، بتجمع تجمع فيه القلوب، أو برسالة إيمانية تذكر بها الآخرين بفضائل الشهر.
استعد.. حتى لا تدخل رمضان.. وأنت في قمة «السرحان»!!