«كرَّمت صحيفة الوسط الشيعية روّاد التعليم الشيعة في البحرين» لو كان العنوان واضحاً هكذا يوم الخميس ومرفوعاً على ملحق «رواد التعليم» فلن يكون هناك أي اعتراض، فنحن نتعامل مع وجه واحد مع حقيقة مع واقع، ومع «جرأة» الإقرار بهذا الواقع، بأن هذا المنبر الإعلامي مخصص للطائفة الشيعية وانتهينا، مجموعة إعلاميين يودون التحدث والدفاع عن أبناء طائفتهم من منطلق فئوي محدد .. ما الغريب في هذا؟
لن نفتح ملف التعليم ورواده، ولن «نتعاير» بكيف بدأ التعليم، ولن نفتح ملفات البعثات، ولن نفتح ملفات الشراكة الوطنية وحروب الدمج أيام بلجريف ومن حارب دمج المدارس الشيعية السنية وووو.
لو اقتصر الأمر على وجه واحد بلا نفاق وأعلنت الصحيفة أنها بصدد تكريم المعلمين الشيعة كعادتها وموقف يتناسب مع نسبة الشيعة في الصحيفة، ومن كرموهم في النهاية يستحقون التكريم فعلاً وهذه حقيقة، بل إن كثيراً منهم تم تكريمهم في حفلات عيد العلم من قبل الدولة كعادة الدولة كل عام، حين كانت الأسماء تنادى في حفل التكريم ويصعد المكرَّمون للمنصة للسلام على الأمير الراحل طيب الله ثراه، ولا نذكر أن أياً منا فكر أن يقسم المكرَّمين إلى أقسام طائفية حينها، ولطالما هنأنا المكرَّمين والمكرَّمات من الطلبة المتفوقين ومن المعلمين والمعلمات القدامى وفرحنا من قلب لتكريمهم، بل وهنأنا أنفسنا بهم واحتفينا بهم وكانوا سنة وشيعة ولم نرَ الفرق حينها، بل أذكر معلمة وهي شيعية قالت إن ذلك اليوم الذي نودي فيه على اسمها وصعدت المنصة وسمعت التصفيق كان من أحلى اللحظات ورد اعتبار العديد من سمات الإهمال التي شكت منها في حياتها المهنية، وجاءها الرد من جميع الحضور أنك «تستاهلين» التكريم.
هكذا كنا.. حتى أتى المشروع الإصلاحي بجمعية سياسية وبصحيفة نخرت سوساً بشعاً كبشاعة وجوههم الكاحلة، فأصبحتا تختصان بالدفاع عن الشيعة ويسأل نوابها عن أسماء التوظيف وأسماء البعثات، لتحسبا كم شيعياً توظف، وكم شيعياً نال بعثة، وكم شيعياً حصل على بيت إسكان، أي تتخصصان فقط في حصاد المكاسب والغنائم للشيعة ولتطمئنا على أبناء الطائفة، منذ ذلك الوقت ونحن نطالب هاتين المؤسستين أن تملكا مرجلة وجرأة الإفصاح عن أهدافهما ولتكن صريحة حتى تحتفظا على الأقل بكرامتهما بدلاً من ازدرائها ونعتها بالجبن.
إنما الوضوح والصراحة يحتاجان لجرأة، الوضوح يحتاج لشجاعة لـ»شنبات» رجال، يحتاج لقناعة بالموقف، الوضوح والصراحة يحتاجان من أصحابهما ألا يخشوا المواجهة والدفاع عن قناعتهم بغض النظر عن صحة هذا الموقف عند الغير أو اختلاف الغير معك، وهذه سمات وصفات الرجال وشيم الفرسان ولا الجمعية ولا الصحيفة تملك صفات الرجال وشيم الفروسية، إنما هم أجبن من أن يعلنوها.
قل يا أخي أنك شيعي وتدافع عن الشيعة على الأقل سأحترم خصلة واحدة تبقت من سمات المرجلة لم تفقدها وهي «الجرأة»، كن ذا وجه واحد، املك جرأة نزع ورقة التوت الأخيرة وأعلنها بنفسك.
جمعية وصحيفة من أخمص قدمها إلى قمة رأسها شيعية تشكيلاً وانتماء وعقيدة وسياسة ومضموناً وحراكاً ووووو، ثم ترفع شعارات إخوان سنة وشيعة وشعار الوسطية وشعار البطيخ الوحدوي.. كيف؟ أين؟ متى؟ أعطني إشارة واحدة، دلالة واحدة.
هذا الجدل السمج سينتهي وسنتعامل مع رجال يملكون جرأة الإعلان عن مواقفهم بكل وضوح مهما اختلفنا مع تلك المواقف إلا أننا على الأقل سنحترم الصراحة.
لكن أن تفتقد سلامة الموقف وتفتقد معه الجرأة فما الذي تبقى لك من احترام.. اخس!!
هامش:
1. أَخسَّ:
أَخسَّ فلانٌ: فعلَ فعلاً خسيساً.
وأَخسَّ فلاناً: وجدَهُ خسيساً.
وأَخسَّ نصيبه: قللهُ.
المعجم: المعجم الوسيط
أخس - إخساساً:
- أخس: فعل فعلاً خسيساً. 2 - أخسه: وجده خسيساً. 3 - أخسه: احتقره. 4 - أخس حظه: قلله.
المعجم: الرائد