هناك اليوم ظاهرة، ولها شواهد، ولها وقائع، حاولت أن أقول إنها غير صحيحة، أو إنها حالات محدودة جداً إلا أني لم أستطع.
أكثر من مهتم بالشأن المحلي والسياسي كان يؤكدها ويشير لها، حتى تولدت لدي قناعة أن هذه الظاهرة موجودة فعلاً.
يقول أحد الإخوة الكرام الذي يتمتع بفراسة العرب: «إذا شاهدت مواقف تحيرك وتجعلك تقول ماذا يقول هذا الرجل، وكيف ارتمى مع المعسكر الفلاني، فإن أول سؤال عليك أن تسأله لنفسك، هو هذا السؤال؛ من هي زوجته؟».
كان هذا الرجل المتحدث مصيباً إلى حد بعيد، فقد طفت على أسماء كثيرة منهم من كان وزيراً، ومنهم من هو سياسي في جمعية تتبع جمعية الإرهاب وتصبح ذيلها، ومنهم سياسيون يمتهنون الكتابة، أو يمتهنون ما يسمى بالشأن العام، فقلت إن الرجل محق فيما ذهب إليه.
غير أنه ما هي العلاقة بين الزوجة وتحولات الزوج وانسلاخه من جلده، لا توجد إجابة لذلك سوى أن هذا الزوج خاوٍ من الداخل، وأتت من تسيره، حتى تحول إلى معسكر الزوجة.
ليس بعيداً عن ذلك؛ فقد كان أول وأهم وأكبر سبب في كوارث البعثات الطائفية منذ السبعينيات وحتى زمن قريب، كان وزير مواصفات سابقة، إلا أن هذا الوزير الزوج تسبب في كوارث كبيرة (وسط نوم وسبات وتسليم من الدولة كلفها الانقلاب في 2011) حين أمسك بوزارتين كانتا هما الوزارتان اللتان ارتكز عليهما الانقلاب بشكل قوي والجميع رأى المشهد؛ التعليم والصحة.
كتبنا مراراً وتكراراً ولم نجد آذاناً صاغية في هذا الوطن عن مستقبل هذا الوطن، وأن أولى الخطوات تكون من خلال تصحيح أخطاء البعثات، وإعطائها لمن يستحق من المواطنين بعيداً عن أية ألوان مريضة، غير أن هناك أموراً تتعلق بأنظمة ولوائح وعقوبات وزارة التربية والتعليم.
فبعد خراب ماطلة، جاء وزير التربية والتعليم الحالي ليعدل بعض الأخطاء التي كانت من وزراء سابقين (بينما هناك من يقول إن الوزير حتى الساعة لم يفعل أي تصحيح) لكن في وزارة تم بناؤها وظيفياً وتعليمياً وتربوياً بشكل خاطئ، لن ينفع التصحيح في مناصب محددة، الخراب في كل الوزارة، فقد ذهب مدرسون ومدرسات طائفيون إلى تزوير درجات الطلبة والطالبات للاستيلاء على البعثات من خلال المعدل التراكمي، بالمقابل قام أيضاً مدرسون ومدرسات بتخفيض معدلات ودرجات أناس آخرين حتى لا يحصلون على البعثات رغم تفوقهم.
وهنا أم الكوارث، فبعد أن أحالت سابقاً الوزارة أسماء محددة إلى النيابة ثبت عليها التزوير، لم تفعل بعدها أي إجراء قانوني حيال هذا الأمر.
ليس تزوير الدرجات فقط؛ بل ترددت أنباء أن هناك مدرسين يسربون الأسئلة إلى من يريدون على خلفيات طائفية، وهذا أيضاً لم تفعل حياله الوزارة أي شيء.
لا نريد منكم تكذيب لما نقول؛ شبعنا كلام النفي الذي يمل منه حتى المسؤولون الكبار، فلم تعترف الوزارة لو لمرة واحدة بالخطأ (هذي مو وزارة هذي ملاك)!
جمعية الإرهاب والانقلاب تعرف شخصية الوزير، فتذهب إلى الصراخ والعويل والاتهامات قبل توزيع البعثات، فيرتجف المسؤولون ويخافون، رغم أن ممثلي الوفاق ليسوا نواباً الآن، فتقوم الوزارة بتقديم هدايا على حساب الوطن ومستقبله للوفاق ولبوقها الإعلامي الطائفي الأصفر.. وهكذا!
الدولة هي التي ضيعت مستقبل البحرين بتفريطها بالبعثات وتسليمها لتلك العجوز المريضة، لكن اليوم لا ينبغي البكاء على اللبن المسكوب، على الدولة اليوم مسؤولية كبيرة في تصحيح كوارث سنوات طوال؛ فهذا في رقبتكم وفي رقبة وزير التربية الذي سيسجل التاريخ أعماله، إما له وإما عليه.
قبل فترة صرح وزير التربية أن كل من يحصل على معدل فوق الـ90 سيحصل على بعثة أو منحة، وهذا نسمعه كل عام، لكن السؤال هنا؛ ما هي البعثة أو المنحة؟ هل هي على رغبة الطالب أم كما تحدد الوزارة؟ وهنا أيضاً يجب أن يكون هناك عدل وتبتعد المحسوبيات ليحصل كل صاحب حق على حقه.
إذا أردتم أن تعرفوا مهندسي الدولة بعد 5 أو ست سنوات، عليكم أن تتعرفوا على بعثات اليوم، وإذا أردتم أن تعرفوا أطباء وممرضين بعد ست سنوات عليكم أن تعرفوا من هم في البعثات اليوم، إنه (زرع وحصاد) فقد جعلتنا الدولة نحصد (المرار) سنوات طوال بسبب فساد البعثات وإلى الله المشتكى.
مجلس الوزراء الموقر اتخذ قراراً هاماً في الجلسة الأخيرة وهو حصر كل بعثات الدولة في وزارة التربية، وهذا من أهم القرارات القوية، لكن هل وزارة التربية على قدر المسؤولية؟
أيضاً قبل أيام نشر إعلان لشركة مقاولات كبيرة عن البعثات «للبحرينيين»؛ فهل ينطبق قرار مجلس الوزراء على الشركات؟
شركات مقاولات كبيرة، الدولة جعلت منها عملاقاً بالمناقصات والملايين، واليوم تقدم بعثات أنتم ونحن نعرف إلى من تذهب.
كل ذلك مع عويل الجمعية الخائنة يتضح أن هناك حرباً على الابتعاث والهدف الهيمنة على وظائف الدولة، وبالتالي احتلال الدولة من الداخل حتى أن تأتي ساعة (شلل الدولة بأمر الولي الفقيه للعصيان المدني) فإلى متى أنتم نائمون.. البعثات هي مستقبل البحرين، فانظروا من الذي يضيع مستقبل البحرين اليوم؟
رذاذ
- أين الجمعيات وأين تجار البحرين الذين يكنزون الذهب والفضة والدولارات من تقديم دعم للطلبة من أجل الدراسة بالخارج في تخصصات نوعية تخدم البحرين، لماذا غيركم يعمل، وأنتم تتفرجون؟
على الجمعيات التي تقدم مساعدات للخارج أن تخفض حجم هذه المساعدات وتخصص مبالغ محترمة من أجل ابتعاث الأبناء والبنات للدراسة في التخصصات المطلوبة في سوق العمل، هذا أهم من التبرع للخارج (وهنا لا نقصد التبرع لسوريا، التبرع لسوريا اليوم هو بمثابة الجهاد، غير أننا نعني تبرعات أخرى لدول أخرى).
- خرجت تصريحات من وزيرة شؤون الإعلام أمس الأول تقول إن مشاريع وزارة الأشغال تقام وفق أعلى المستويات العالمية، وأن قوة الاصطدام ربما هي السبب في الحادث الأليم!
بالله عليك يا سعادة الوزيرة؛ عن أي مواصفات تتحدثين إن كان وزير الأشغال يقول كلاماً غير صحيح فيجب عدم ترديده، هذا الحادث الثالث الذي تقع فيه سيارة وتخترق الحاجز من ذات الكوبري، هناك فساد واضح في الموضوع، وهناك إهمال واضح، فلماذا لم تشكل لجنة منذ حادث السقوط الأول؟
إلى متى لا نسمي الأمور بمسمياتها، هذا يضر مصلحة الوطن ولا يساعد في تصحيح الأخطاء، ولا نتمنى لأحد أن يقع له أو لأهله ذات الحادث حتى لا تكتشف (المواصفات العالمية)!
- نشر أمس خبر يقول إن محاكمة السائق المتسبب في حادث السيف السبت المقبل، وهذا أمر طيب، غير أنه ماذا عن المسؤولين الذين أهملوا علاج المشكلة رغم وقوع ثلاث حوادث سابقة؟
ماذا عن محاكمة المسؤولين الذين وقعوا على اشتراطات السلامة للحواجز الحالية؟
هؤلاء كنا نتمنى أن يحاكموا مع السائق في ذات اليوم..!
- أي الوزارات التي تسببت في فساد مستشفى الملك حمد، والذي بني في عشر سنوات حتى تدخل جلالة الملك حفظه الله لوضع حد لموضوع المستشفى.
من هي الوزارة التي أخرت وصول المجاري إلى مناطق كثيرة ومن ضمنها الرفاعين؟
من هي الوزارة التي تسببت في قضية كباري مدينة عيسى؟
واليوم يخرج علينا وزير الأشغال ليتحدث عن (المواصفات العالمية) وتتبعه وزيرة الإعلام، نعم لدينا مواصفات عالمية لكنها مقلوبة وتشوبها روائح الفساد!