فضائية «فرانس 24» الفرنسية الإخبارية التي تبث عبر عدة محطات إحداها بالعربية؛ استضافت قبل يومين في برنامجها «منتدى الصحافة» عدداً من المتخصصين في الشأن الإيراني بينهم موفدها إلى انتخابات الرئاسة الإيرانية خليل البشير، الذي تحدث عن تجربته الشخصية في هذه المهمة، بدءًا من السعي إلى الحصول على تأشيرة لدخول إيران ومروراً بالمضايقات التي تعرض لها وغيره من الصحافيين الأجانب في طهران، ووصولاً إلى اعتذار من تم الاتفاق معهم من أبناء الشعب الإيراني عن المشاركة في برامج ما بعد الانتخابات. البشير الذي تحدث بموضوعية فلم يغفل الجوانب الإيجابية التي رصدها في زيارته، لم يكن متحاملاً على إيران بقدر ما كان واضحاً وكان يحاول أن يكون دقيقاً.
موفد فرانس 24 إلى الانتخابات الإيرانية قال إنه عانى الكثير للحصول على التأشيرة، وأن مراسلي الفضائيات والصحف الأجنبية جميعاً عانوا ما عانى، بل إن الكثير منهم لم يحصل على التأشيرة فضاعت عليه فرصة تغطية الانتخابات وخدمة الجهة التي ينتمي إليها وجمهورها. وأضاف أن الإيرانيين فرضوا على موفد كل فضائية مترجماً اختاروه هم ولم يسمح للفضائية باختياره، وهذا يعني أن المترجم كان بالضرورة من المحسوبين على النظام (والأكيد أنه لم يكن دقيقاً في الترجمة لأنه من الطبيعي أنه لن يقوم بترجمة أي نقد للنظام مهما كان بسيطاً، بل قد يسعى إلى العبث في التصريحات كيفما يشاء، كما فعل المترجم في المؤتمر الذي عقد في طهران قبل فترة، والذي تصرف واستبدل كلمة سوريا بالبحرين وكانت الفضيحة).
خليل البشير قال أيضاً إن من الأمور اللافتة أن المترجم الذي كان مرافقاً لهم على مدار الساعة كان مطلوباً منه تقديم تقرير يومي في آخر النهار عن تحركاتهم ونشاطهم وبياناً بأسماء من قابلوهم وما قالوه في تلك المقابلات (يعني أنه مترجم ومخبر في نفس الوقت.. تماماً مثل بعض أنواع الشامبو!). ليس هذا فحسب -يضيف البشير- فقد فرضوا عليهم التعامل مع شركة اتصالات محددة لنقل رسائلهم الفضائية ليتسنى لهم مراقبة ما سيبثونه من مقابلات وتصريحات! ويؤكد البشير أنهم لم يسمحوا لهم بالخروج من طهران أبداً، وكأن التأشيرة كانت خاصة بدخول العاصمة فقط، وأنهم لهذا لم يتمكنوا من الوصول إلى أفراد وجهات كان لهم موقف سالب من الانتخابات (ما يعني أن النظام الإيراني كان حريصاً على إخفاء الصوت المعارض بكل ما أوتي من قوة.. وحيلة)، كما يؤكد أنه بعد الانتهاء من مهمته وعودته من طهران اتصل هاتفياً بالشباب الإيرانيين الذين حصل منهم على أرقام هواتفهم والذين أكدوا له موافقتهم على استضافتهم عبر الهاتف للتعليق على الانتخابات، لكنه فوجئ باعتذارهم وقولهم إنهم لا يستطيعون أن يشاركوا في برنامجه كما وعدوه، وأنهم يخافون إن تحدثوا عن الانتخابات بما يرضي ضميرهم أن يتعرضوا للعقاب.
ضيوف برنامج «منتدى الصحافة» بفضائية فرانس 24 الآخرون، وهم من المتعمقين في الشأن الإيراني، لم يدهشوا من المعلومات التي وفرها موفد الفضائية؛ بل أكدوها وأضافوا أن النظام الإيراني يعتبر الصحافة الأجنبية معادية له وأنه لهذا السبب لا يسمح بدخول إلا عدد محدود من الصحافيين لا يتناسب مع حجم الحدث، ويحدد مكان تحركهم ويراقبهم ويضيق عليهم، واتفقوا مع خليل البشير على أن النظام الإيراني سمح للشباب الخروج إلى الشوارع بعد الإعلان عن فوز حسن روحاني بالرئاسة والاحتفال بالمناسبة عبر إطلاق أبواق السيارات والغناء والرقص حتى وقت متأخر ومن دون تدخل الأمن (بأنواعه) كان بسبب وجود المراسلين الأجانب الذين أراد استغلالهم ليوصلوا رسالة إلى العالم مفادها أن النظام الإيراني مرن وغير متعصب بل وديمقراطي؛ إلى حد أنه يسمح بنفاد «قطرة فرح» إلى شوارعه!
موفد فرانس 24 إلى الانتخابات الإيرانية قال إنه عانى الكثير للحصول على التأشيرة، وأن مراسلي الفضائيات والصحف الأجنبية جميعاً عانوا ما عانى، بل إن الكثير منهم لم يحصل على التأشيرة فضاعت عليه فرصة تغطية الانتخابات وخدمة الجهة التي ينتمي إليها وجمهورها. وأضاف أن الإيرانيين فرضوا على موفد كل فضائية مترجماً اختاروه هم ولم يسمح للفضائية باختياره، وهذا يعني أن المترجم كان بالضرورة من المحسوبين على النظام (والأكيد أنه لم يكن دقيقاً في الترجمة لأنه من الطبيعي أنه لن يقوم بترجمة أي نقد للنظام مهما كان بسيطاً، بل قد يسعى إلى العبث في التصريحات كيفما يشاء، كما فعل المترجم في المؤتمر الذي عقد في طهران قبل فترة، والذي تصرف واستبدل كلمة سوريا بالبحرين وكانت الفضيحة).
خليل البشير قال أيضاً إن من الأمور اللافتة أن المترجم الذي كان مرافقاً لهم على مدار الساعة كان مطلوباً منه تقديم تقرير يومي في آخر النهار عن تحركاتهم ونشاطهم وبياناً بأسماء من قابلوهم وما قالوه في تلك المقابلات (يعني أنه مترجم ومخبر في نفس الوقت.. تماماً مثل بعض أنواع الشامبو!). ليس هذا فحسب -يضيف البشير- فقد فرضوا عليهم التعامل مع شركة اتصالات محددة لنقل رسائلهم الفضائية ليتسنى لهم مراقبة ما سيبثونه من مقابلات وتصريحات! ويؤكد البشير أنهم لم يسمحوا لهم بالخروج من طهران أبداً، وكأن التأشيرة كانت خاصة بدخول العاصمة فقط، وأنهم لهذا لم يتمكنوا من الوصول إلى أفراد وجهات كان لهم موقف سالب من الانتخابات (ما يعني أن النظام الإيراني كان حريصاً على إخفاء الصوت المعارض بكل ما أوتي من قوة.. وحيلة)، كما يؤكد أنه بعد الانتهاء من مهمته وعودته من طهران اتصل هاتفياً بالشباب الإيرانيين الذين حصل منهم على أرقام هواتفهم والذين أكدوا له موافقتهم على استضافتهم عبر الهاتف للتعليق على الانتخابات، لكنه فوجئ باعتذارهم وقولهم إنهم لا يستطيعون أن يشاركوا في برنامجه كما وعدوه، وأنهم يخافون إن تحدثوا عن الانتخابات بما يرضي ضميرهم أن يتعرضوا للعقاب.
ضيوف برنامج «منتدى الصحافة» بفضائية فرانس 24 الآخرون، وهم من المتعمقين في الشأن الإيراني، لم يدهشوا من المعلومات التي وفرها موفد الفضائية؛ بل أكدوها وأضافوا أن النظام الإيراني يعتبر الصحافة الأجنبية معادية له وأنه لهذا السبب لا يسمح بدخول إلا عدد محدود من الصحافيين لا يتناسب مع حجم الحدث، ويحدد مكان تحركهم ويراقبهم ويضيق عليهم، واتفقوا مع خليل البشير على أن النظام الإيراني سمح للشباب الخروج إلى الشوارع بعد الإعلان عن فوز حسن روحاني بالرئاسة والاحتفال بالمناسبة عبر إطلاق أبواق السيارات والغناء والرقص حتى وقت متأخر ومن دون تدخل الأمن (بأنواعه) كان بسبب وجود المراسلين الأجانب الذين أراد استغلالهم ليوصلوا رسالة إلى العالم مفادها أن النظام الإيراني مرن وغير متعصب بل وديمقراطي؛ إلى حد أنه يسمح بنفاد «قطرة فرح» إلى شوارعه!