تحدثنـــا فـــي المقـــال السابق عن جانب من العلاقات الباكستانية الإيرانية ودور القضية البلوشية في تطورها، على غرار التعاون التركي الإيراني السوري بشأن الأكراد، وأشرنا في خاتمة المقال لضرورة الوقوف على الخطة الأمريكية لمحاصرة إيران، والتي ساءت على إثرها علاقاتها بكثير من دول الجوار، إلى جانب عدد من القضايا سنتناولها في وقت لاحق، أبرزها أفغانستان. ويقوم المقال بين أيديكم على محورين رئيسيين حول الخطة الأمريكية المشار إليها، والوجه الآخر لباكستان.
- الخطة الأمريكية لمحاصرة إيران:
أثار نشاط العلاقات الأمريكية الباكستانية امتعاض إيران، التي أوشك البساط على السحب من تحت قدميها، لاسيما مع بروز حركة «طالبان»، في جانب آخر سلطت الولايات المتحدة الأمريكية الضوء على صناعات إيران العسكرية، ومهدت أرضية الاكتفاء النسبي التركي على الصعيد الاقتصادي والعسكري بمزيد من التعاون مع إسرائيل، والذي أشرنا إليه في مقالات سابقة كثيرة تناولنا فيها الملف التركي جملةً وتفصيلاً.
كـــل ذلـــك هيــــأ الظـــروف للاستقــــواء الأمريكـي على إيران، و«الاستفراد» بهــــا، وفــق السياســـة الشهيـــرة «فرق تسد» التي طبقها منذ أمد بعيد السومريون والمصريون واليونانيون القدماء بغية تفكيك قوى أعدائهم وإضعاف أطرافهم، واحترفتها القوى العظمى من بعدهم وعلى رأسها أمريكا، صاحبة مشروع «الفوضـــى الخلاّقـــة» لتفتيـــت الشــرق الأوسط. عموماً.. وباختصار شديد.. تلك هي الخطة الأمريكية لمحاصرة إيران.
- الوجه الآخر لباكستان:
رغم الوجه الباكستاني المظلم الذي استعرضه المقال السابق في الكشف عن حقائق مخزية في العلاقات الإيرانية الباكستانية، لاسيما إزاء الوطن العربي، إلاَّ أن مازال هناك بصيص أمل، وقليل من الوقت لإصلاح ما أفسدته السياسة عبر تاريخها، واستدعاء تلك العلاقات الخليجية الباكستانية المتينة من العقل الباطن لتاريخ الحضارة الإسلامية العتيدة، الذي تعرض في إحدى مراحله لحالة مستعصية من فقدان الذاكرة والتغييب.
باكستان تشهد وضعاً سياسياً حرجاً وشائكاً في ظل ظروف لا مناص لها منها، فضلاً عما اقتادت نفسها إليه بتعــــدد الأوجـــه وسياساتهـــا الهشـــة، فباكستان تدخل في نطاق «الحرب على الإرهاب» بالمنظور الأمريكي، ويعتقد بعلاقة وثيقة تربط تجارة المخدرات في أفغانستان واستخدامها في تمويل النشاطات الإرهابية الباكستانية. وفي ظل ذلك يمكن القول أن باكستان بحاجة ماسة لتصحيح الوضع، وإعادة رسم خطة استراتيجية شاملة تعمل على النهوض بها في المنطقة، وتمنحها ثقلاً دولياً في مرحلة قادمة.
يشكل تنامي القدرات الاستراتيجية الهنديــة خطــراً علــى الأمــن القومــي الخليجي من جهة وعلى الأمن القومي الباكستاني من جهة أخرى، وهنا يأتي التعويل الخليجي على باكستان نظير الدعم وأموال الخليج الطائلة التي تضخ إلى باكستان منذ عقود من الزمن بلا أدنى مقابل، فإذا ما تمكنت باكستان من تنمية مقدراتها الاستراتيجية أمام الهند، فإنها ستحمي أمنها القومي، وكذلك أمن الخليج العربي. لاسيما وأن باكستان من دول الجوار الخليجي النووية شأنها شأن عدد من الدول منها إيران، وإن قدراتها النووية تمكنها أن تكون قبالة المفاعلات الإيرانية، وما قد ترتبه من أخطار على الخليج العربي، وخصوصاً في ظل التردي في العلاقات الإيرانية الباكستانية بعد الخطة الأمريكية لمحاصرة إيران.
ومض النبضات..
خروجاً عن العلاقات الباكستانية الإيرانية، والدور الأمريكي، ونزوعاً إلى غراب الشرق الأوسط «إيران».. قيل إن الغراب لا يخاف من الجوارح نحو النسور والصقور، بل إنه ينتهز فرصة وقوعها على فريستها ثم ينقض عليها، ما يضطرها لخفض رأسها خشية اصطدام الغراب بها، ومع تكرار المناورة.. تصاب الجوارح بالملل تاركةً فريستها، فيأتي الغراب ليلتهم ما تبقى منها.
أوليس هذا ما فعلته إيران مع العراق؟!
دعوة للتأمل.!!
- الخطة الأمريكية لمحاصرة إيران:
أثار نشاط العلاقات الأمريكية الباكستانية امتعاض إيران، التي أوشك البساط على السحب من تحت قدميها، لاسيما مع بروز حركة «طالبان»، في جانب آخر سلطت الولايات المتحدة الأمريكية الضوء على صناعات إيران العسكرية، ومهدت أرضية الاكتفاء النسبي التركي على الصعيد الاقتصادي والعسكري بمزيد من التعاون مع إسرائيل، والذي أشرنا إليه في مقالات سابقة كثيرة تناولنا فيها الملف التركي جملةً وتفصيلاً.
كـــل ذلـــك هيــــأ الظـــروف للاستقــــواء الأمريكـي على إيران، و«الاستفراد» بهــــا، وفــق السياســـة الشهيـــرة «فرق تسد» التي طبقها منذ أمد بعيد السومريون والمصريون واليونانيون القدماء بغية تفكيك قوى أعدائهم وإضعاف أطرافهم، واحترفتها القوى العظمى من بعدهم وعلى رأسها أمريكا، صاحبة مشروع «الفوضـــى الخلاّقـــة» لتفتيـــت الشــرق الأوسط. عموماً.. وباختصار شديد.. تلك هي الخطة الأمريكية لمحاصرة إيران.
- الوجه الآخر لباكستان:
رغم الوجه الباكستاني المظلم الذي استعرضه المقال السابق في الكشف عن حقائق مخزية في العلاقات الإيرانية الباكستانية، لاسيما إزاء الوطن العربي، إلاَّ أن مازال هناك بصيص أمل، وقليل من الوقت لإصلاح ما أفسدته السياسة عبر تاريخها، واستدعاء تلك العلاقات الخليجية الباكستانية المتينة من العقل الباطن لتاريخ الحضارة الإسلامية العتيدة، الذي تعرض في إحدى مراحله لحالة مستعصية من فقدان الذاكرة والتغييب.
باكستان تشهد وضعاً سياسياً حرجاً وشائكاً في ظل ظروف لا مناص لها منها، فضلاً عما اقتادت نفسها إليه بتعــــدد الأوجـــه وسياساتهـــا الهشـــة، فباكستان تدخل في نطاق «الحرب على الإرهاب» بالمنظور الأمريكي، ويعتقد بعلاقة وثيقة تربط تجارة المخدرات في أفغانستان واستخدامها في تمويل النشاطات الإرهابية الباكستانية. وفي ظل ذلك يمكن القول أن باكستان بحاجة ماسة لتصحيح الوضع، وإعادة رسم خطة استراتيجية شاملة تعمل على النهوض بها في المنطقة، وتمنحها ثقلاً دولياً في مرحلة قادمة.
يشكل تنامي القدرات الاستراتيجية الهنديــة خطــراً علــى الأمــن القومــي الخليجي من جهة وعلى الأمن القومي الباكستاني من جهة أخرى، وهنا يأتي التعويل الخليجي على باكستان نظير الدعم وأموال الخليج الطائلة التي تضخ إلى باكستان منذ عقود من الزمن بلا أدنى مقابل، فإذا ما تمكنت باكستان من تنمية مقدراتها الاستراتيجية أمام الهند، فإنها ستحمي أمنها القومي، وكذلك أمن الخليج العربي. لاسيما وأن باكستان من دول الجوار الخليجي النووية شأنها شأن عدد من الدول منها إيران، وإن قدراتها النووية تمكنها أن تكون قبالة المفاعلات الإيرانية، وما قد ترتبه من أخطار على الخليج العربي، وخصوصاً في ظل التردي في العلاقات الإيرانية الباكستانية بعد الخطة الأمريكية لمحاصرة إيران.
ومض النبضات..
خروجاً عن العلاقات الباكستانية الإيرانية، والدور الأمريكي، ونزوعاً إلى غراب الشرق الأوسط «إيران».. قيل إن الغراب لا يخاف من الجوارح نحو النسور والصقور، بل إنه ينتهز فرصة وقوعها على فريستها ثم ينقض عليها، ما يضطرها لخفض رأسها خشية اصطدام الغراب بها، ومع تكرار المناورة.. تصاب الجوارح بالملل تاركةً فريستها، فيأتي الغراب ليلتهم ما تبقى منها.
أوليس هذا ما فعلته إيران مع العراق؟!
دعوة للتأمل.!!