البحرينيون المخلصون يسودهم الارتياح حالياً بعدما أفضت إليه جلسة المجلس الوطني وما أعقبها من توجيهات صاحب الجلالة الملك حفظه الله لحماية البلد من الإرهاب وما أتبع ذلك من تحركات جادة وسريعة من قبل صاحب السمو رئيس الوزراء حفظه الله، بينما في جانب آخر تسود حالة «قلق» و«هلع» لدى الجماعات التحريضية وبعض العناصر «المتقلبة» و«المتلونة» وكأنها تشير إلى نفسها بوضوح أنها هي من تحرض على الدولة وتبارك الإرهاب.
أليست الوفاق ومن معها يدعون أن حراكهم «سلمي»؟! أليسوا هم من ينفون اليوم أنهم وقفوا ذات يوم تحت شعار كبير مكتوب عليه «باقون حتى إسقاط النظام»؟! أليسوا هم من يصدرون بعض البيانات «الخجولة» لإدانة بعض العمليات الإرهابية دون نسيان إدانة أجهزة الأمن لقيامها بدورها في حماية المجتمع؟! فمم الخوف والقلق والتصعيد؟!
يكاد المريب أن يقول خذوني، ولا يخشى من تطبيق القانون إلا من يخرقه ويتجاوزه، ولا يخاف من التصدي للإرهاب إلا الإرهابي نفسه ومن يستخدم التخريب وترويع الآمنين وسيلة لزعزعة استقرار المجتمع وأسلوب ضغط على الدولة.
الدولة لا يجب أن تتوقف عند «صراخ» الوفاق، ولا عند ادعاء «المثاليات» من شخصيات متقلبة المواقف، وقت الدوار كانت تحفز وتشجع من نصب المشانق لقادة البلد، وكانت «تسعد» بشعارات التسقيط والتطاول، واليوم «تتباكى» على ما يحصل وتدعو للحوار والمصالحة بعد أن ضيعت هي بتعنتها طوال عامين ونصف كل فرص المصالحة وتصحيح الأمور ورفضت حتى إدانة الإرهاب.
سمو رئيس الوزراء الرجل القوي الأمير خليفة بن سلمان لم يركن للهدوء طوال الأيام الماضية، بل مضى -كعادته- للعمل بوتيرة متسارعة لتوجيه الأجهزة المعنية بالدولة لتطبيق توجيهات جلالة الملك لحفظ الأمن وتطبيق القانون وقطع دابر المحرضين والإرهابيين.
الشعب المخلص وصل لحالة صبر قصوى، طفح به الكيل كما عبر عن ذلك جلالة الملك، وبات مطلبه الأول قبل كل شيء هو إعادة الأمن والاستقرار للبلد ووقف العبث الذي يقوم به من بأفعاله يقدم نفسه على أنه كاره لرؤية البلد وأهلها ينعمون أقلها بالأمن.
سمو رئيس الوزراء الذي ندعو له بالصحة والقوة وجه كلاماً قوياً بالأمس خلال اجتماعاته بمجلسي النواب والشورى وعناصر وزارة الداخلية، كلاماً ليس بجديد على مواقف خليفة بن سلمان الثابتة في دفاعه عن الوطن، والذي جعلته منذ السبعينات (حينما تصدى مع الأمير الراحل وبتضافر شعب البحرين للأطماع الإيرانية) جعلته أساس الاستهداف الانقلابي حتى اليوم، يدركون قوة الرجل وثباته ورفضه المساومة على ذرة تراب من تراب الوطن مهما يكن الثمن.
خليفة بن سلمان رئيس الحكومة يعرف الانقلابيين ومخططاتهم على امتداد العقود، وليس بصعب عليه اليوم تشخيص الحالة البحرينية ومعرفة الحلول الصحيحة للتعامل مع من عاث في هذه الأرض الفساد متذرعاً بشعارات الديمقراطية والعدالة والبناء والتطوير وهو أساساً لا يؤمن بها، إذ من يريد الديمقراطية عليه أن يثبت أولاً أنه ديمقراطي في تقبل آراء المختلفين معه لا يقوم بتسقيطهم وتخوينهم بدل ذلك، من يريد بناء الوطن لا يحرض على نظامه ويشق صف مواطنيه ويمارس فيه التحريض ويدعم فيه الإرهاب والتخريب.
الثقة كبيرة بجلالة الملك وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد في تصديهم لكل تهديد يطال البحرين وشعبها المخلص، والثقة موجودة في الأجهزة الأمنية التي ما فتئت تسهر على أمن هذا البلد، وبقية الأجهزة التي عليها اليوم واجب التداعي بإخلاص لحماية المجتمع والناس من هذا الإرهاب والتحريض الذي يحرق البحرين يومياً.
ما تواجهه البحرين إرهاب ممنهج مثلما وصفه رئيس الوزراء، إرهاب يومي يعتمد لغة القتل والحرق والترويع وفي جانب آخر التهديد ومعاداة الدولة.
حان وقت الحسم وحان وقت وقف هذا العبث والتصدي بحزم للإرهاب، ومن يريد بناء البلد ويساهم في إصلاحها يعرف تماماً أين يكون ذلك، يعرف تماماً بأنه لن يكون من خلال إرهاب الشوارع ولا خطابات التحدي وإيغار الصدور.
حفظ الله البحرين ووفق قادتها لإعادة الأمن لها وحماية حقوق المواطنين المخلصين.