سعادة السيد توماس جراكيسكي الموقر
سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى المنامة
تحية طيبة وبعد..
يبدو أن وزارة الخارجية الأمريكية قررت إغلاق بعض السفارات الأمريكية في عدد من بلدان العالم اليوم الأحد بسبب تهديدات إرهابية محتملة من تنظيم القاعدة.
ومن بين البلدان التي شملها قرار الإغلاق المؤقت للسفارات سفارتكم في المنامة، ورغم عدم صدور بيان رسمي من السفارة حول الموضوع، واعتمادنا في المعلومات على شبكات التواصل الاجتماعي، وبعض وكالات الأنباء الدولية. إلا أننا نعرب عن تعاطفنا الكبير معكم، تعاطفنا مع حكومة الولايات المتحدة، والشعب الأمريكي الصديق، فالإرهاب الذي تواجهونه ليس له دين أو مذهب أو عقيدة أو عرق أو طائفة، الإرهاب مرفوض أينما كان، ومن واجبنا جميعاً التكاتف من أجل حماية حق الحياة والدفاع عنه باعتباره حقاً أساسياً من حقوق الإنسان.
وعندما نعبر لسعادتكم عن تعاطفنا معكم في ما تواجهونه اليوم من تهديدات إرهابية محتملة، فإننا نتطلع منكم بالمقابل لدعم البحرين حكومة وشعباً لحماية مقدراتها ومكتسباتها من الأعمال الإرهابية التي طالت البلاد منذ العام 2011 وحتى اليوم. نتفهم جيداً أن الإرهاب في البحرين بدأ قبل توليكم مسؤولية رئاسة البعثة الدبلوماسية الأمريكية في المنامة، ولكننا نأمل أن يكون موقفكم صريحاً لدعم إجراءات حكومة البحرين للحفاظ عن أمنها واستقرارها، والأهم من ذلك الحفاظ على النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية.
البحرين تعاطفت كثيراً مع الحكومة الأمريكية والشعب الأمريكي الصديق عندما ضرب الإرهاب مدينة بوسطن خلال ماراثونها السنوي الشهير. ولكننا إلى الآن لا نرى أي دعم من إدارة الرئيس أوباما أو حتى الشعب الأمريكي -الذي نكن له كل تقدير- لحكومة أو شعب البحرين لمواجهة إرهاب ولاية الفقيه الذي نواجهه بدعم إيراني مقيت.
الإرهاب الدائر في البحرين مصدره معروف، وليس بغريب على حكومة بلادكم التي تملك القدرات الكافية لمعرفة مصدر هذا الإرهاب، ومع ذلك نرى استمرار التجاهل لهذا الإرهاب، والمواقف السابقة لم تتعدَ البيانات الرسمية الصادرة عن إدارة الرئيس أوباما تدين العنف وتؤكد الحوار.
الإجراءات التي بدأت حكومة البحرين في اتخاذها لاجتثاث الإرهاب وتجفيف منابعه، لم يكن قرارها، بل هو قرار الإرادة الشعبية التي مثلها المجلس الوطني. ولا أعلم إن تابعتم سعادتكم جلسة المجلس الوطني، وهي الجلسة التي اختلف فيها الأعضاء أثناء النقاش حول كيفية إيقاف الإرهاب، ولكنهم توافقوا على 22 توصية لاجتثاث الإرهاب تمثل اليوم خارطة الطريق لحكومة البحرين لإنهاء الإرهاب. ومن يتخاذل من المسؤولين الحكوميين في تنفيذ هذه التوصيات فإنه يسيء للإرادة الشعبية الجامعة، ومن حق ممثلي الشعب محاسبته ومساءلته كما يحدث في الديمقراطية الأمريكية. علمنا بوجود اتصالات من سفارتكم مع بعض المسؤولين الحكوميين خلال الأسبوع الماضي بعد إقرار توصيات المجلس الوطني، ورغم أننا لا نعلم تفاصيل هذه الاتصالات، إلا أنه ورد لنا انزعاج سعادتكم من هذه التوصيات، وخشيتكم أن تقود إلى تضييق الحريات وانتهاك حقوق الإنسان في المملكة. وحتى تكون المسألة واضحة لكم، فإنني أكتب لكم بصفتي أحد المواطنين في هذه المملكة، وليس بأي صفة أخرى، كمواطن لا يوجد أثمن وأهم من حق الأمن والحياة، وهو أول واجبات الدولة، وبالتالي لا مساومة على أي إجراءات حكومية من شأنها ضمان هذه الحقوق للمواطنين والمقيمين. ومن حق كافة دول العالم اتخاذ ما تراه مناسباً لحفظ أمنها واستقرارها، ولسنا بحاجة لتذكيركم بما فعلته الولايات المتحدة لاجتثاث الإرهاب من غزو دول، وإنشاء معتقل غوانتنامو، وتجاوزات أبوغريب، وقمع المتظاهرين السلميين في حركة وول ستريت، إضافة إلى إلغاء جواز المتعاقد السابق مع وكالة الاستخبارات الأمريكية إدوارد سنودن بسبب تسريبه وثائق سرية وهو ما اعتبرته سلطات بلادكم تهديداً للأمن القومي. إذ نتيجة تعاملكم مع الإرهاب والتهديدات الإرهابية، اعتقال وقمع للمتظاهرين السلميين، وإنشاء سجون للتعذيب وانتهاك حقوق الإنسان، وغزو بعض الدول في انتهاك صارخ للقوانين الدولية، وسحب جنسيات. وهي إجراءات نفهم منها أن الولايات المتحدة لا تكترث كثيراً بمبادئ حقوق الإنسان والقوانين الدولية عندما يتعلق الأمر بأمنها القومي.
وكما يحق للولايات المتحدة اتخاذ ما تراه مناسباً لإيقاف الإرهاب والتهديدات الإرهابية التي تواجهها، فإنه يحق للبحرين اتخاذ ما تراه مناسباً لاجتثاث الإرهاب الذي تواجهه اليوم.
وعليه فإننا نطلب من سعادتكم عدم التدخل في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، وعدم محاولة إيقاف أو تأخير الحكومة في تنفيذ إجراءات المجلس الوطني لاجتثاث الإرهاب، فهذه الإجراءات تمثل الإرادة الشعبية وعلى الجميع احترامها وإن اختلفنا بشأنها.
مع احترامي
سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى المنامة
تحية طيبة وبعد..
يبدو أن وزارة الخارجية الأمريكية قررت إغلاق بعض السفارات الأمريكية في عدد من بلدان العالم اليوم الأحد بسبب تهديدات إرهابية محتملة من تنظيم القاعدة.
ومن بين البلدان التي شملها قرار الإغلاق المؤقت للسفارات سفارتكم في المنامة، ورغم عدم صدور بيان رسمي من السفارة حول الموضوع، واعتمادنا في المعلومات على شبكات التواصل الاجتماعي، وبعض وكالات الأنباء الدولية. إلا أننا نعرب عن تعاطفنا الكبير معكم، تعاطفنا مع حكومة الولايات المتحدة، والشعب الأمريكي الصديق، فالإرهاب الذي تواجهونه ليس له دين أو مذهب أو عقيدة أو عرق أو طائفة، الإرهاب مرفوض أينما كان، ومن واجبنا جميعاً التكاتف من أجل حماية حق الحياة والدفاع عنه باعتباره حقاً أساسياً من حقوق الإنسان.
وعندما نعبر لسعادتكم عن تعاطفنا معكم في ما تواجهونه اليوم من تهديدات إرهابية محتملة، فإننا نتطلع منكم بالمقابل لدعم البحرين حكومة وشعباً لحماية مقدراتها ومكتسباتها من الأعمال الإرهابية التي طالت البلاد منذ العام 2011 وحتى اليوم. نتفهم جيداً أن الإرهاب في البحرين بدأ قبل توليكم مسؤولية رئاسة البعثة الدبلوماسية الأمريكية في المنامة، ولكننا نأمل أن يكون موقفكم صريحاً لدعم إجراءات حكومة البحرين للحفاظ عن أمنها واستقرارها، والأهم من ذلك الحفاظ على النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية.
البحرين تعاطفت كثيراً مع الحكومة الأمريكية والشعب الأمريكي الصديق عندما ضرب الإرهاب مدينة بوسطن خلال ماراثونها السنوي الشهير. ولكننا إلى الآن لا نرى أي دعم من إدارة الرئيس أوباما أو حتى الشعب الأمريكي -الذي نكن له كل تقدير- لحكومة أو شعب البحرين لمواجهة إرهاب ولاية الفقيه الذي نواجهه بدعم إيراني مقيت.
الإرهاب الدائر في البحرين مصدره معروف، وليس بغريب على حكومة بلادكم التي تملك القدرات الكافية لمعرفة مصدر هذا الإرهاب، ومع ذلك نرى استمرار التجاهل لهذا الإرهاب، والمواقف السابقة لم تتعدَ البيانات الرسمية الصادرة عن إدارة الرئيس أوباما تدين العنف وتؤكد الحوار.
الإجراءات التي بدأت حكومة البحرين في اتخاذها لاجتثاث الإرهاب وتجفيف منابعه، لم يكن قرارها، بل هو قرار الإرادة الشعبية التي مثلها المجلس الوطني. ولا أعلم إن تابعتم سعادتكم جلسة المجلس الوطني، وهي الجلسة التي اختلف فيها الأعضاء أثناء النقاش حول كيفية إيقاف الإرهاب، ولكنهم توافقوا على 22 توصية لاجتثاث الإرهاب تمثل اليوم خارطة الطريق لحكومة البحرين لإنهاء الإرهاب. ومن يتخاذل من المسؤولين الحكوميين في تنفيذ هذه التوصيات فإنه يسيء للإرادة الشعبية الجامعة، ومن حق ممثلي الشعب محاسبته ومساءلته كما يحدث في الديمقراطية الأمريكية. علمنا بوجود اتصالات من سفارتكم مع بعض المسؤولين الحكوميين خلال الأسبوع الماضي بعد إقرار توصيات المجلس الوطني، ورغم أننا لا نعلم تفاصيل هذه الاتصالات، إلا أنه ورد لنا انزعاج سعادتكم من هذه التوصيات، وخشيتكم أن تقود إلى تضييق الحريات وانتهاك حقوق الإنسان في المملكة. وحتى تكون المسألة واضحة لكم، فإنني أكتب لكم بصفتي أحد المواطنين في هذه المملكة، وليس بأي صفة أخرى، كمواطن لا يوجد أثمن وأهم من حق الأمن والحياة، وهو أول واجبات الدولة، وبالتالي لا مساومة على أي إجراءات حكومية من شأنها ضمان هذه الحقوق للمواطنين والمقيمين. ومن حق كافة دول العالم اتخاذ ما تراه مناسباً لحفظ أمنها واستقرارها، ولسنا بحاجة لتذكيركم بما فعلته الولايات المتحدة لاجتثاث الإرهاب من غزو دول، وإنشاء معتقل غوانتنامو، وتجاوزات أبوغريب، وقمع المتظاهرين السلميين في حركة وول ستريت، إضافة إلى إلغاء جواز المتعاقد السابق مع وكالة الاستخبارات الأمريكية إدوارد سنودن بسبب تسريبه وثائق سرية وهو ما اعتبرته سلطات بلادكم تهديداً للأمن القومي. إذ نتيجة تعاملكم مع الإرهاب والتهديدات الإرهابية، اعتقال وقمع للمتظاهرين السلميين، وإنشاء سجون للتعذيب وانتهاك حقوق الإنسان، وغزو بعض الدول في انتهاك صارخ للقوانين الدولية، وسحب جنسيات. وهي إجراءات نفهم منها أن الولايات المتحدة لا تكترث كثيراً بمبادئ حقوق الإنسان والقوانين الدولية عندما يتعلق الأمر بأمنها القومي.
وكما يحق للولايات المتحدة اتخاذ ما تراه مناسباً لإيقاف الإرهاب والتهديدات الإرهابية التي تواجهها، فإنه يحق للبحرين اتخاذ ما تراه مناسباً لاجتثاث الإرهاب الذي تواجهه اليوم.
وعليه فإننا نطلب من سعادتكم عدم التدخل في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، وعدم محاولة إيقاف أو تأخير الحكومة في تنفيذ إجراءات المجلس الوطني لاجتثاث الإرهاب، فهذه الإجراءات تمثل الإرادة الشعبية وعلى الجميع احترامها وإن اختلفنا بشأنها.
مع احترامي