من المتوقع أن تحتفل البحرين بعيد الفطر السعيد يوم (الخميس)، وسواء احتفلت به الخميس أو اعتبر الخميس مكملاً لشهر رمضان؛ فإن الجميع يأمل أن يكون العيد بالفعل سعيداً وآمناً، فهل نشهد عيداً خالياً من الأدخنة بأنواعها ونفرح بهذه المناسبة كما ينبغي أن نفرح بها وبما تستحقه شرعاً؟
ألا يكفي أننا قضينا شهراً مغموساً في أحداث تتسارع وتزداد خطورتها، وفي ظل أوضاع لا يراد لها أن تهدأ ونحن صائمون؟ ألا يكفي أننا قضينا أياماً من هذا الشهر صرنا نشكك في صحة صيامنا فيها بسبب ما استنشقناه من دخان إطارات السيارات التي يتم إشعال النيران فيها؟ ألا يكفي ما عاناه أطفالنا من خوف ونحن نعبر بهم الطرقات التي اعتبرها البعض ساحة حرب؟ أوليس من حقنا جميعاً أن نقضي أيام عيد الفطر في هدوء واطمئنان ونفرح بمغفرة الله لنا وقبوله لصيامنا؟
قياساً إلى ما شهدناه في رمضان؛ أكاد أن أقول إن هذه الأمنية حالمة وبعيدة عن الواقع، فالذين لم يراعوا الصائمين في شهر الله ولم يترددوا عن صنع الأذى في رمضان ليلاً ونهاراً، ولم يترددوا عن إرباك حياتهم وتعطيلها والإساءة إلى الجميع وإلى الوطن، لا يؤمل منهم أن يعودوا إلى رشدهم والناس خارج رمضان، بل لعلهم يزيدون من حماقاتهم بسبب توفر الناس في الشوارع والمجمعات التجارية والحدائق العامة، خصوصاً وأن العقل القاصر الذي ينطلقون منه يقول لهم إن إيذاء الحكومة يكون بإيذاء المواطنين، فهؤلاء صاروا يعتقدون أنه كلما ضيقت على الناس وأربكت حياتهم وعطلتها كلما اتخذوا من الحكومة موقفاً سالباً! غير منتبهين إلى أنهم على مدى السنتين الماضيتين خسروا الكثير من المناصرين والمتعاطفين بسبب هذه الحماقات التي يمارسونها.
هذه الأمنية ليست طلباً من ذلك البعض الذي لم يعد يستوعب شيئاً ولا ينظر إلى أبعد من قدميه، لكنه تحذير لهم ولمن يقف من ورائهم وتذكيرهم بأن الحكومة ومنذ اللحظة الأولى التي تسلمت فيها تكليف صاحب الجلالة بتفعيل توصيات المجلس الوطني اتخذت قراراً بالتعامل بشدة مع كل من تسول له نفسه ممارسة الإرهاب، وليس من فرصة لتثبت قدراتها وتؤكد جديتها وحزمها أفضل من فرصة مواجهة الإرهاب في العيد.
ما ينبغي أن يعلمه أولئك الخارجون على القانون والأخلاق هو أن الدولة -وبسبب استمرارهم في غيهم ومواصلتهم درب العنف والتخريب- قد اتخذت قراراً بنزع ثوب العاطفة والطيبة عنها وارتداء ثوب الحزم بدلاً عنه، وبالتالي فإن من يعتقد أن «العمليات» التي سيتم تنفيذها في الشوارع أو الخروج في مظاهرات في العاصمة أو غيرها في أيام العيد ستمر كالتي مرت فإنه مخطئ. هذه المرة تعامل الحكومة مع الأخطاء والتجاوزات والإساءات.. غير.
تعامل الحكومة هذه المرة مع تلك الممارسات الخاطئة في الشوارع والقرى (غير) سببه هو أنه لم يعد أمامها خيار غير أن يكون (غير)، فهذه المرة تستند الحكومة إلى تفويض شعبي لا تشوبه شائبة شهده العالم كله، وهي تنفذ توجيهات مباشرة تلقتها من صاحب الجلالة ملك البلاد وقائدها الذي لم يترك له من خيار سوى التوجيه بالتعامل مع ما يحدث بالحزم، وتوجيهات من سمو رئيس الوزراء بتنفيذ التوصيات التي أقرها جلالة الملك استناداً إلى التفويض الشعبي تنفيذاً صارماً.
ما يتمناه الجميع هو أن يكون عيد الفطر السعيد فرصة لعودة ذلك البعض إلى رشده والعمل مع الآخرين للتوصل إلى حل يرضي الجميع من خلال الحوار الذي يظل هو الطريق الوحيد الذي يمكن أن يأخذنا إلى حيث نتفرغ من جديد لبناء هذا الوطن الذي صار من حقه أيضاً أن يفرح.
وعساكم من عواده..
{{ article.visit_count }}
ألا يكفي أننا قضينا شهراً مغموساً في أحداث تتسارع وتزداد خطورتها، وفي ظل أوضاع لا يراد لها أن تهدأ ونحن صائمون؟ ألا يكفي أننا قضينا أياماً من هذا الشهر صرنا نشكك في صحة صيامنا فيها بسبب ما استنشقناه من دخان إطارات السيارات التي يتم إشعال النيران فيها؟ ألا يكفي ما عاناه أطفالنا من خوف ونحن نعبر بهم الطرقات التي اعتبرها البعض ساحة حرب؟ أوليس من حقنا جميعاً أن نقضي أيام عيد الفطر في هدوء واطمئنان ونفرح بمغفرة الله لنا وقبوله لصيامنا؟
قياساً إلى ما شهدناه في رمضان؛ أكاد أن أقول إن هذه الأمنية حالمة وبعيدة عن الواقع، فالذين لم يراعوا الصائمين في شهر الله ولم يترددوا عن صنع الأذى في رمضان ليلاً ونهاراً، ولم يترددوا عن إرباك حياتهم وتعطيلها والإساءة إلى الجميع وإلى الوطن، لا يؤمل منهم أن يعودوا إلى رشدهم والناس خارج رمضان، بل لعلهم يزيدون من حماقاتهم بسبب توفر الناس في الشوارع والمجمعات التجارية والحدائق العامة، خصوصاً وأن العقل القاصر الذي ينطلقون منه يقول لهم إن إيذاء الحكومة يكون بإيذاء المواطنين، فهؤلاء صاروا يعتقدون أنه كلما ضيقت على الناس وأربكت حياتهم وعطلتها كلما اتخذوا من الحكومة موقفاً سالباً! غير منتبهين إلى أنهم على مدى السنتين الماضيتين خسروا الكثير من المناصرين والمتعاطفين بسبب هذه الحماقات التي يمارسونها.
هذه الأمنية ليست طلباً من ذلك البعض الذي لم يعد يستوعب شيئاً ولا ينظر إلى أبعد من قدميه، لكنه تحذير لهم ولمن يقف من ورائهم وتذكيرهم بأن الحكومة ومنذ اللحظة الأولى التي تسلمت فيها تكليف صاحب الجلالة بتفعيل توصيات المجلس الوطني اتخذت قراراً بالتعامل بشدة مع كل من تسول له نفسه ممارسة الإرهاب، وليس من فرصة لتثبت قدراتها وتؤكد جديتها وحزمها أفضل من فرصة مواجهة الإرهاب في العيد.
ما ينبغي أن يعلمه أولئك الخارجون على القانون والأخلاق هو أن الدولة -وبسبب استمرارهم في غيهم ومواصلتهم درب العنف والتخريب- قد اتخذت قراراً بنزع ثوب العاطفة والطيبة عنها وارتداء ثوب الحزم بدلاً عنه، وبالتالي فإن من يعتقد أن «العمليات» التي سيتم تنفيذها في الشوارع أو الخروج في مظاهرات في العاصمة أو غيرها في أيام العيد ستمر كالتي مرت فإنه مخطئ. هذه المرة تعامل الحكومة مع الأخطاء والتجاوزات والإساءات.. غير.
تعامل الحكومة هذه المرة مع تلك الممارسات الخاطئة في الشوارع والقرى (غير) سببه هو أنه لم يعد أمامها خيار غير أن يكون (غير)، فهذه المرة تستند الحكومة إلى تفويض شعبي لا تشوبه شائبة شهده العالم كله، وهي تنفذ توجيهات مباشرة تلقتها من صاحب الجلالة ملك البلاد وقائدها الذي لم يترك له من خيار سوى التوجيه بالتعامل مع ما يحدث بالحزم، وتوجيهات من سمو رئيس الوزراء بتنفيذ التوصيات التي أقرها جلالة الملك استناداً إلى التفويض الشعبي تنفيذاً صارماً.
ما يتمناه الجميع هو أن يكون عيد الفطر السعيد فرصة لعودة ذلك البعض إلى رشده والعمل مع الآخرين للتوصل إلى حل يرضي الجميع من خلال الحوار الذي يظل هو الطريق الوحيد الذي يمكن أن يأخذنا إلى حيث نتفرغ من جديد لبناء هذا الوطن الذي صار من حقه أيضاً أن يفرح.
وعساكم من عواده..