ليس مزحة ولا سخرية، فهذا الشعب بالفعل شعب جميل وأصيل ورائع، وهو يتميز عن كثير من الشعوب حتى الخليجية التي هو جزء منها. ففي زحمة كل هذا الذي بدأ يحدث منذ فبراير 2011 ورغم كل ما تسبب فيه وأدى إليه من جروح غزيرة في النفوس إلا أن شعب البحرين ظل متماسكاً وأفراده محبين لبعضهم البعض!
هذا لا يعني أنه ليس لكل واحد منهم موقف اتخذه من الآخر، ولعله صنف نفسه فاندرج ضمن قائمة معينة تؤمن بأمور لا يؤمن بها الآخر، فهذا أمر طبيعي، وهو لا يعني أيضاً أن هذا الموقف أو ذاك لم تكن له تبعات ربما وصلت مع البعض إلى حد عدم رد السلام أو الرد بجفاء، لكنهم عندما يجتمعون ويتناقشون تجدهم محبين لبعضهم البعض حتى إن كانت الموضوعات التي يناقشونها حساسة وتصل إلى حد التصنيف الطائفي المقيت.
هذه حقيقة تأكدت تماماً مساء الاثنين المنصرم في الأمسية الحوارية الأولى التي أقامها مركز الجزيرة الثقافي بالمحرق، ففي هذه الأمسية التي خصصت لمناقشة موضوع قانون الصحافة وشارك فيها ممثلون عن جمعية الصحفيين البحرينية ومجلــس النـــواب وجامعــــة البحريــــن والصحافة المحلية تحدث الجميع بحرية مطلقة وبجرأة واستمع الجميع إلى الجميع باحترام جم. لعل هذا يعتبر أمراً عادياً، لكن ما هو غير عادي هو أن كل من كان متواجداً سواء عبر عن رأيه خلال المناقشات أم لم يعبر بقوة بعد انتهاء الأمسية، في المكان يرحب بعضهم ببعض وكأن شيئاً لم يحدث طوال السنتين ونيف الماضية.
البحريني محب بطبعه، وهو محب لأخيه البحريني بطبيعته، والغريب المدهش هو أن البحرينيين يزدادون حباً لبعضهم البعض كلما اشتدت الأزمة. فماذا يعني هذا؟
طبعاً لا بد أولاً من استبعاد الرأي السلبي في مثل هذا الموضوع، فهناك بطبيعة الحال من تأثر كثيراً ولم تسعفه ثقافته وقدراته على استيعاب الآخر والاختلاف معه في نفس الوقت. هؤلاء في كل الأحوال قلة ولا يمكن أن يؤثروا على مسيرة حياة الإنسان البحريني. أما الآخرون والذين حضروا تلك الأمسية الجميلة نماذج صادقة لهم فهم الأغلبية وهم من يمكن الاستشهاد بهم في قدرتهم على استيعاب الظرف الصعب الذي لايزال يمر به الوطن الجميل.
البحريني لا مكان للحقد في نفسه وإن زعل وأخذ على خاطره من الآخر. ليس صحيحاً أبداً أن المنتمي لهذا المذهب الإسلامي صار يكره المنتمي للمذهب الإسلامي الآخر أو يرغب في إقصائه، فالجميع هنا يعلم أن الشيعة والسنة هما المكونان الأساسان وأنه مكتوب على المنتمين إليهما أن يتعايشوا، فهذا الوطن لا يمكن أن يحلق بأحد جناحيه مهما حصل، وهذا قدرهم.
نزعل من بعضنا البعض، نختلف، نتخذ مواقف معينة، نغضب لبعض التصرفات، لكننا أبداً لا يمكن أن نحقد على بعضنا البعض أو نلغي الآخر الذي هو في كل الأحوال جزءاً منا .
ليس هذا كلام عواطف ولكنه حقيقة شهدها كل الحاضرين في تلك الأمسية الحوارية التي أعطت مثالاً عن تميز هذا الشعب وأخلاقه العالية. في تلك الأمسية كان الكلام خشناً ولكنه لم يكن جارحاً، فيها اختلفت وجهات النظر وتطرف بعضها إلى أقصى اليمين وبعضها الآخر إلى أقصى الشمال، لكن كل هذا لم يحل بينهم وبين التعبير عما يحمله كل واحد منهم في قلبه من حب للآخر ولهذا الوطن.
هكذا هو شعب البحرين، وهو ما يعطي مؤشراً على أنه سيتم امتصاص الآثار السالبة لكل ما حدث في وقت قصير بعد الوصول إلى حلول مرضية للجميع فتهدأ النفوس.
{{ article.visit_count }}
هذا لا يعني أنه ليس لكل واحد منهم موقف اتخذه من الآخر، ولعله صنف نفسه فاندرج ضمن قائمة معينة تؤمن بأمور لا يؤمن بها الآخر، فهذا أمر طبيعي، وهو لا يعني أيضاً أن هذا الموقف أو ذاك لم تكن له تبعات ربما وصلت مع البعض إلى حد عدم رد السلام أو الرد بجفاء، لكنهم عندما يجتمعون ويتناقشون تجدهم محبين لبعضهم البعض حتى إن كانت الموضوعات التي يناقشونها حساسة وتصل إلى حد التصنيف الطائفي المقيت.
هذه حقيقة تأكدت تماماً مساء الاثنين المنصرم في الأمسية الحوارية الأولى التي أقامها مركز الجزيرة الثقافي بالمحرق، ففي هذه الأمسية التي خصصت لمناقشة موضوع قانون الصحافة وشارك فيها ممثلون عن جمعية الصحفيين البحرينية ومجلــس النـــواب وجامعــــة البحريــــن والصحافة المحلية تحدث الجميع بحرية مطلقة وبجرأة واستمع الجميع إلى الجميع باحترام جم. لعل هذا يعتبر أمراً عادياً، لكن ما هو غير عادي هو أن كل من كان متواجداً سواء عبر عن رأيه خلال المناقشات أم لم يعبر بقوة بعد انتهاء الأمسية، في المكان يرحب بعضهم ببعض وكأن شيئاً لم يحدث طوال السنتين ونيف الماضية.
البحريني محب بطبعه، وهو محب لأخيه البحريني بطبيعته، والغريب المدهش هو أن البحرينيين يزدادون حباً لبعضهم البعض كلما اشتدت الأزمة. فماذا يعني هذا؟
طبعاً لا بد أولاً من استبعاد الرأي السلبي في مثل هذا الموضوع، فهناك بطبيعة الحال من تأثر كثيراً ولم تسعفه ثقافته وقدراته على استيعاب الآخر والاختلاف معه في نفس الوقت. هؤلاء في كل الأحوال قلة ولا يمكن أن يؤثروا على مسيرة حياة الإنسان البحريني. أما الآخرون والذين حضروا تلك الأمسية الجميلة نماذج صادقة لهم فهم الأغلبية وهم من يمكن الاستشهاد بهم في قدرتهم على استيعاب الظرف الصعب الذي لايزال يمر به الوطن الجميل.
البحريني لا مكان للحقد في نفسه وإن زعل وأخذ على خاطره من الآخر. ليس صحيحاً أبداً أن المنتمي لهذا المذهب الإسلامي صار يكره المنتمي للمذهب الإسلامي الآخر أو يرغب في إقصائه، فالجميع هنا يعلم أن الشيعة والسنة هما المكونان الأساسان وأنه مكتوب على المنتمين إليهما أن يتعايشوا، فهذا الوطن لا يمكن أن يحلق بأحد جناحيه مهما حصل، وهذا قدرهم.
نزعل من بعضنا البعض، نختلف، نتخذ مواقف معينة، نغضب لبعض التصرفات، لكننا أبداً لا يمكن أن نحقد على بعضنا البعض أو نلغي الآخر الذي هو في كل الأحوال جزءاً منا .
ليس هذا كلام عواطف ولكنه حقيقة شهدها كل الحاضرين في تلك الأمسية الحوارية التي أعطت مثالاً عن تميز هذا الشعب وأخلاقه العالية. في تلك الأمسية كان الكلام خشناً ولكنه لم يكن جارحاً، فيها اختلفت وجهات النظر وتطرف بعضها إلى أقصى اليمين وبعضها الآخر إلى أقصى الشمال، لكن كل هذا لم يحل بينهم وبين التعبير عما يحمله كل واحد منهم في قلبه من حب للآخر ولهذا الوطن.
هكذا هو شعب البحرين، وهو ما يعطي مؤشراً على أنه سيتم امتصاص الآثار السالبة لكل ما حدث في وقت قصير بعد الوصول إلى حلول مرضية للجميع فتهدأ النفوس.