(وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم)؛ نعم لقد كرهنا خطاب أوباما وكرهنا أوباما، لكن اليوم تجلى لنا أن هذا الكره جاء من ورائـــه خير كثير، وذلك عندما كشف أوباما ما تحت العمامة، عمامة علي سلمان الذي كان ينـــادي بالديمقراطية، ويطالب بحكومة شعبية، فإذا بهذا الخطاب يحمس علي سلمان فيطلق ما تحت لفته وما تخفيه قبعته، فأطلق اليوم كلاماً جميلاً كنا نريد أن يسمعه من لايزال يظن أن لعلي سلمان مطالب حقوقية وشعبية، فنسمعكم الآن خطبته التي فيها كذب خطاب أوباما، كذبه دون أن يقصد، ورد عليه بأن هدفه إقامة دولة الفقيه.
وهنا نذكر لكم بعض ما جاء في خطبة علي سلمان الأخيرة، والذي أكد بلسانه أنه يسعى لتأسيس دولة الفقيه، عندما دعا إلى تغيير أذان الحرم المكي حين تساءل: «لم لا تأذنون أذاننا؟»، إذا علي سلمان اليوم يثبت بلسانه أنه كذاب، عندما قال في خطابه في الدوار ليلة الخميس 24 فبراير 2011 «لا نريد ولاية فقيه، لا نريد دولة دينية، نريد دولة مدنية ديمقراطية متسامحة ومنسجمة مع محيطها الإقليمــي وأشقائهــا في مجلـــس التعـــاون ومحيطها العربي»، إذاً مطالبة علي سلمان برفع أذانه هو تأكيد أنه يريد دولة الفقيه، إنه يكذب عندما قال نريد دولة مدنية، يكذب عندما يقول إنه يريد دولة ديمقراطية، يكذب لأنه يريد اليوم الدولة أن ترفع أذان غير الأذان المكي الذي يرفع في دول أشقائها في مجلس التعاون، كما يرفع في محيطها الإقليمي، يكذب لأنه يريد أن يفصل البحرين عن محيطها المكي ويلحقها بمحيط دولة الفقيه في إيران والعراق.
ومازال خطاب أوباما يفضح ما تحت العمامة، فيواصل علي سلمان خطابه ويتحدث عن وزارة التربية والتعليم «..وتذهب إلى وزارة التربية والتعليم من المفترض أن يكون 90% من وزيرها ووكلائها ومسؤوليها من الشيعة لأنهم من دخلوا في عملية التعليم منذ القدم وشغلوا مناصبها وترقوا في المهام التعليمية»، أي هي النفس الإقصائية التي تحتدم في روح علي سلمان ألا وهي كراهيته وبغضه للمكون الرئيس لشعب البحرين وحصرهم في نسبة 10% فقط، وهو يعلم أن وزارة التربية لم تغلق أبوابها يوماً في وجه أي مواطن بحريني شريف بغض النظر عن طائفته، وها هو يؤكد في نفس الخطبة عن أغلبيتهم في هذه الوزارة فيقول: «فلنأت لوزارة التربية كواحدة من أكبر الوزارات، جسدها من الفراش إلى بواب المدرسة إلى المدرس.. تاريخياً شيعية، وعمرها لم يصبح على هذه الوزارة وزير شيعي»، أي أن وزيرها الحالي ومن قبله لم يمارسوا الطائفية باعترافه وبأن جسد الوزارة من الفراش إلى المدرس شيعياً، ولكن هذا الشيء لم يرضه لأنه يريد الـ90%، وأن يكون الوزير الشيعي كي تتحقق هذه النسبة، وهو على يقين أن أي وزير يتبع الوفاق بالتأكيد قادر على تحقيق هذه النسبة فالتجربة موجودة، وهذه الوزارات تشهد على هذه الحقيقة، ولنأخذ مثالاً وزارة العمل وهيئة سوق العمل التي استطاع وزير العمل السابق قلب وجه وزارة العمل من الفراش حتى الوكيل إلى صبغة واحدة وفعل الشيء نفسه في هيئة سوق العمل ومعهد البحرين للتدريب، والأمثلة كثيرة.
وفضح خطاب أوباما ما تحت العمامة، فيواصل علي سلمان خطبته ويقول «كيف الاعتراض على وجودهم كأغلبية في التعليم أو في الوزارات الخدمية أو وزارة معينة؟! كيف لا يكونوا أغلبية بالوزارات أو بالوظائف إذا كانوا أغلبية في البلاد ويصلون إلى 70% من المواطنين من المفترض أن يكون نسبة المواطنين بحسب تشكيلتهم السكانية في كل الوزارات بما فيها الوزارات الأمنية، تشكل النسبة الطبيعية إلى تقسيم الإسكان» وهذا اعتراف بأمرين؛ الأول نسبة أتباعه في وزارات الدولة أكثر من 70%، وثانياً النفس الإقصائي الذي لم يترك حتى الخدمات الإسكانية.
لكم أن تتوقعوا ماذا قال في نفس هذه الخطبة بعد أن أعلن حقده وكراهيته لأغلبية شعب البحرين، يقول «النظام يعرف أن هناك كسباً لأحبتنا في الشارع السني، فهم يرسلون رسائل لإخوانهم أنكم على حق ونحن نعرف أن مطالبكم وطنية.. فالسنة أيضاً هواهم مع الاستفتاء مما يخلق لهم نظاماً يجعلهم أكثر قدرة على المشاركة في إدارة بلدهم»، والله إنها وقاحة وسفاهة واستخفاف بأهل السنة وصل فيه إلى حد استغبائهم، فهو من أول خطبته إلى آخرها يدعو إلى إقصائهم وقطع أرزاقهم، ثم يناديهم بأحبتنا وإخوتنا وأنهم سيكونون أكثر قدرة على المشاركة في إدارة بلدهم بعد أن يحصرهم في نسبة الـ10% في حكومته المنتخبة التي يريد أن يعين فيها خليل مرزوق، ولكن كما قال عمرو بن كلثوم:
وإن الضغن بعد الضغن يفشو
عليك ويخرج الداء الدفينا!!
إنها الحقيقة التي ذكرها الله في كتابه يصف فيها أصحاب النفوس المريضة (أم حسب الذين في قلوبهم مرضٌ أن لن يخرج الله أضغانهم)، وها هو علي سلمان اليوم يخرج الله أضغانه ويخرج الداء الدفين الذي طالما حاول إخفاءه، ولكن الله أخرجه على لسانه وأظهر خبثه الذي وصل به إلى دعوته إلى تغيير الأذان المكي الذي يصدح في سماء الدنيا منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.
حقيقة لم يذكرها
علي سلمان في خطابه..
لم يتطرق علي سلمان إلى نسب الشيعة في المؤسسات الوطنية مثل بابكو وطيران الخليج وغيرها وقطاع الاتصالات، والقطاع المصرفي والاقتصادي، وذلك لأن هذه المؤسسات والقطاعات قد حققت فيها الـ90%.
للمؤسسة الإعلامية..
نرجو جعل مثل هذه الخطب كمستند تدين الوفاق عندما تدعي التهميش والإقصاء والتمييز للشيعة، وذلك باعترافها بأنها تشكل أكثر من 70% في مؤسسات الدولة وقطاعاتها المختلفة، وتسعى إلى رفع النسبة إلى 90%، مما يثبت بأنها ثورة طائفية تسعى إلى إقامة دولة الفقيه.