لنتصور أن من يدفع البسطاء لقطع الشوارع وإشعال النيران في إطارات السيارات وتعطيل حياة الناس اتخذ قراراً بتوجيه أولئك البسطاء للتوقف عن تلك الممارسات البعيدة عن الدين والأخلاق؛ فما الذي سيحدث؟ الأكيد أن الدولة ستنظر إلى هذه الخطوة على أنها تعبير عن حسن نية وستعتبرها مبادرة تستحق التشجيع وستقابلها دونما شك بخطوة تدفع نحو التهدئة والتهيئة لمرحلة جديدة تنتهي بحل كل المشكلات العالقة، ذلك أن مبادرة كهذه يمكن أن تتيح للحوار فرصاً للنجاح لا تتوفر له وسط هذا الضجيج.
لكن؛ هل يمكن لأولئك الذين يحركون البسطاء وهم جالسون في الظل أن يتخذوا مثل هذا القرار؟ هل يناسبهم توقف مثل هذه الأعمال؟ أم أن خطوة كهذه ستعطيهم إحساساً بأن دورهم انتهى، وأن ستار النهاية قد أسدل عليهم؟
ليس من عاقل يمكنه أن يصدق أن هؤلاء يمكنهم أن يذهبوا في مثل هذا الاتجاه، ذلك أنه لم يعد في أيديهم سوى بضع أدوات إن فلتت فلتوا وانتهوا. أبرز تلك الأدوات دفع البسطاء إلى الشوارع لاختطافها وإرهاب الناس بهدف إزعاج الحكومة وإغاظتها.
لو توقفت هذه الأعمال فسيشعرون أن سعيهم قد ضاع، لذا فإنهم لا يتوقفون عن هذه الممارسة المتخلفة التي تسيء إليهم أيضاً وتظهرهم وكأنهم عصابة، فليس هذا هو أسلوب مواطنين يطالبون بإصلاحات ويسعون إلى الارتقاء بالوطن، فالوطن لا يرتقي بمثل هذه الممارسات القبيحة، والإصلاحات لا تتحقق بها.
في كل الأحوال؛ لابد من مبادرات وخطوات توفر شيئاً من الثقة وتشجع على رد التحية بأحسن منها، واقع الحال هو أن الحكومة تتعامل مع تلك الممارسات وغيرها من مظاهرات وفعاليات غير مرخص لها بما يتيحه لها القانون والنظام من أدوات ووسائل، لكنها بالتأكيد ستتوقف عن استخدام تلك الأدوات فور توقف تلك الممارسات. هذا هو الوضع الطبيعي، فرجال الأمن لن يطلقوا مسيلات الدموع طالما لا يوجد ما يستدعي ذلك، هم يفعلون ذلك لضبط الأمن وسيادة القانون، فإن لم يكن هناك ما يدعو إلى الضبط وفرض سيادة القانون فلا مبرر لعملهم.
هذا يعني باختصار أن التوقف عن تلك الممارسات المتمثلة في الخروج في مظاهرات ومسيرات غير مرخصة والتوقف عن اختطاف الشوارع وإشعال النيران في إطارات السيارات وإرهاب الناس سيقابله بالضرورة توقف رجال الأمن عن كل عمل يقومون به حالياً. هذا يعني باختصار أيضـــاً أن المواجهات بين الطرفين ستتوقف ويعني أن الأحوال ستهدأ ويعني أن الفرصة للتفاهم والحوار والتوافق ستتوفر، وكل ذلك سيشجع على اتخاذ خطوات عملية تنتهي بإلقاء كل المشكلات وراء ظهورنا.
منطقياً لا يمكن للحكومة أن تسمح بتلك الممارسات، ومنطقياً لابد أن تتعامل معها بما يؤدي إلى ضبط الأمور، ومنطقياً أيضاً لا يكون أمام الحكومة خيار غير توجيه رجال الأمن للعودة إلى مراكزهم إن توقفت تلك الممارسات؛ لأنه لم يعد ما يستدعي وجودهم خارجها.
الخطوة الأولى إذاً لابد أن تأتي من هذا الطرف الذي يختطف الشوارع ويختطف الأمن والهدوء، تليها خطوة أو ربما خطوات من الحكومة التي ستقدر تلك الخطوة وستعتبرها تعبيراً عن حسن النية، وستطمئن إلى أن المسألة لا تتجاوز المطالبة بإصلاحات. هذا يعني أن على أولئك الذين يقولون إنهم إنما يسعون إلى مصلحة الشعب أن يؤكدوا أنهم إنما يسعون إلى ذلك فقط، وليس إلى إسقاط النظام كما صار يردد البعض.
تأكد الحكومة من حسن نية «المعارضة» ومن برنامجها وأهدافها يشجعها على اتخاذ خطوات إيجابية تعين على الخروج من هذا المأزق.
فلتبــدأ «المعارضة» الخطوة الأولى لتقابلها الحكومة بأحسن منها.
{{ article.visit_count }}
لكن؛ هل يمكن لأولئك الذين يحركون البسطاء وهم جالسون في الظل أن يتخذوا مثل هذا القرار؟ هل يناسبهم توقف مثل هذه الأعمال؟ أم أن خطوة كهذه ستعطيهم إحساساً بأن دورهم انتهى، وأن ستار النهاية قد أسدل عليهم؟
ليس من عاقل يمكنه أن يصدق أن هؤلاء يمكنهم أن يذهبوا في مثل هذا الاتجاه، ذلك أنه لم يعد في أيديهم سوى بضع أدوات إن فلتت فلتوا وانتهوا. أبرز تلك الأدوات دفع البسطاء إلى الشوارع لاختطافها وإرهاب الناس بهدف إزعاج الحكومة وإغاظتها.
لو توقفت هذه الأعمال فسيشعرون أن سعيهم قد ضاع، لذا فإنهم لا يتوقفون عن هذه الممارسة المتخلفة التي تسيء إليهم أيضاً وتظهرهم وكأنهم عصابة، فليس هذا هو أسلوب مواطنين يطالبون بإصلاحات ويسعون إلى الارتقاء بالوطن، فالوطن لا يرتقي بمثل هذه الممارسات القبيحة، والإصلاحات لا تتحقق بها.
في كل الأحوال؛ لابد من مبادرات وخطوات توفر شيئاً من الثقة وتشجع على رد التحية بأحسن منها، واقع الحال هو أن الحكومة تتعامل مع تلك الممارسات وغيرها من مظاهرات وفعاليات غير مرخص لها بما يتيحه لها القانون والنظام من أدوات ووسائل، لكنها بالتأكيد ستتوقف عن استخدام تلك الأدوات فور توقف تلك الممارسات. هذا هو الوضع الطبيعي، فرجال الأمن لن يطلقوا مسيلات الدموع طالما لا يوجد ما يستدعي ذلك، هم يفعلون ذلك لضبط الأمن وسيادة القانون، فإن لم يكن هناك ما يدعو إلى الضبط وفرض سيادة القانون فلا مبرر لعملهم.
هذا يعني باختصار أن التوقف عن تلك الممارسات المتمثلة في الخروج في مظاهرات ومسيرات غير مرخصة والتوقف عن اختطاف الشوارع وإشعال النيران في إطارات السيارات وإرهاب الناس سيقابله بالضرورة توقف رجال الأمن عن كل عمل يقومون به حالياً. هذا يعني باختصار أيضـــاً أن المواجهات بين الطرفين ستتوقف ويعني أن الأحوال ستهدأ ويعني أن الفرصة للتفاهم والحوار والتوافق ستتوفر، وكل ذلك سيشجع على اتخاذ خطوات عملية تنتهي بإلقاء كل المشكلات وراء ظهورنا.
منطقياً لا يمكن للحكومة أن تسمح بتلك الممارسات، ومنطقياً لابد أن تتعامل معها بما يؤدي إلى ضبط الأمور، ومنطقياً أيضاً لا يكون أمام الحكومة خيار غير توجيه رجال الأمن للعودة إلى مراكزهم إن توقفت تلك الممارسات؛ لأنه لم يعد ما يستدعي وجودهم خارجها.
الخطوة الأولى إذاً لابد أن تأتي من هذا الطرف الذي يختطف الشوارع ويختطف الأمن والهدوء، تليها خطوة أو ربما خطوات من الحكومة التي ستقدر تلك الخطوة وستعتبرها تعبيراً عن حسن النية، وستطمئن إلى أن المسألة لا تتجاوز المطالبة بإصلاحات. هذا يعني أن على أولئك الذين يقولون إنهم إنما يسعون إلى مصلحة الشعب أن يؤكدوا أنهم إنما يسعون إلى ذلك فقط، وليس إلى إسقاط النظام كما صار يردد البعض.
تأكد الحكومة من حسن نية «المعارضة» ومن برنامجها وأهدافها يشجعها على اتخاذ خطوات إيجابية تعين على الخروج من هذا المأزق.
فلتبــدأ «المعارضة» الخطوة الأولى لتقابلها الحكومة بأحسن منها.