يحدث كثيراً أن يسألني من أتناقش معهم في الشأن المحلي وتطوراته عما إذا كنت أتوقع حلاً للمشكلة التي نعاني منها منذ نحو ثلاث سنوات؟، فأجيبهم بـ «نعم»، فيسألونني متى؟ فأقول، شخصياً، أتوقع أن تحل مشكلتنا في أي لحظة؛ فأنا مقتنع أن حل مشكلتنا في البحرين يمكن أن يأتي في أي وقت وحتى من دون مقدمات!
أستند في توقعي هذا على أمرين؛ الأول هو أنني أعلم، كما يعلم الجميع، بأن ما يجري في الساحة من أحداث مؤلمة غير مسكوت عنها، فهناك باستمرار تحركات بين القيادة والحكومة والمعنيين بالشأن السياسي للوصول إلى حل يرضي الجميع. هذا أمر بات واضحاً، خصوصاً بعدما أكده سمو ولي العهد في زياراته الأخيرة إلى مجالس رمضان، وكان واضحاً حرص سموه على بث الأمل في النفوس، فالقيادة تعلم أن الناس تعبوا من هذا «الجديد الغريب» عليهم وملوا، وأنه لا بد من تحرك ما ينقذ البلاد والعباد من هذا الذي يحدث ولا يليق بهذا الوطن الجميل.
أما الأمر الثاني الذي أستند إليه في توقعي إمكانية حل مشكلتنا في لحظة، فهو أن بوادر خلافات بدت في الشهرين الأخيرين بين أولئك الذين «اختبؤوا» في الخارج والجمعيات السياسية في الداخل، حيث من الملاحظ أن جرعة نقد أولئك لهؤلاء زادت، خصوصاً في الأيام الأخيرة، وهذا يعني أنهم أحسوا بأن لحظة إسدال الستار والإعلان عن نهاية الرواية باتت قريبة.
متابعة تغريدات أولئك الذين لا يزالون أسرى الشعارات البعيدة عن أرض الواقع ويدعون إلى إسقاط النظام تكشف عن خلاف بل خلاف عميق بينهم وبين الجمعيات السياسية، خصوصا الوفاق، التي اقتربوا من وصفها بالخائنة بعدما علموا أنها طرف في تسوية يمكن أن تجد طريقها إلى النور.
هنا أمثلة ذلك؛ يقول أولئك «لا تصالح.. وشعارات الثورة قائمة ولن تتوقف عند أي منعطف سياسي.. انهزامي.. ولا مساومات.. ولا بيع.. ولا مزاد سياسياً.. ومن تعب فليس جديراً بحمل الراية». ويقولون أيضاً «أكدنا مراراً على أن مسار الثورة كان في صحة.. لولا أن الحزبية الضيقة دخلت فضولية.. فانفردت.. فأكلت.. فتعبت.. فأثقلت كاهل الثورة»، ويقولون أيضاً «(الشعب تعب) كذبة من بنات الدجل السياسي.. الحزبي.. الانهزامي الذي ما فتيء يصطنع أعذاراً لا حقيقة ولا معنى لها في مجريات الثورة».
نحن إذاً أمام انقسام واضح في «المعارضة»، فريق يقول «الشعب تعب»، لذا علينا أن نتوقف ونتفاهم و»راعي النصيفة سالم»، وفريق يقول الشعب لم يتعب وسنواصل وأن الحل السياسي الذي نحن بصدده «مفسدة»، خصوصاً أنه سيتجاوز عن مسألة القصاص فيتم التفريط في حق «الشهداء».
هنا عبارة أكثر وضوحاً تشكك في توجهات الجمعيات السياسية وخصوصاً الوفاق، تقول العبارة «الدعوة إلى القصاص تشكل عبئاً أخلاقياً على أي جهة تتبنى دور المعارضة وتمثيل الشعب، لأن الالتزام به هو الامتحان العظيم لإخلاصها وصدق نواياها». وهي رسالة واضحة ملخصها أن عدم التزام من يعتزم المصالحة بالمطالبة بالقصاص عبارة عن «دعوة مفسدة في الأرض»، وملخص ملخصها هو أن «من تعب من «المعارضة» عليه أن يستريح فالشعب لم يتعب.. والشعب لن يثق في الجمعيات السياسية التي تدخل في مشروع المصالحة.. وأن الشارع في «يدنا» وليس في يدهم».
نحن إذاً نقترب من الحل والخروج من هذه الأزمة، والعقبات المتبقية ينبغي أن تحلها «المعارضة» بنفسها، وهذه المسائل الخلافية وإن بدت كبيرة وصعبة إلا أنه يمكن حسمها بشكل أو بآخر.
لهذا أظل على رأيي وقناعتي بأن الحل يمكن أن يأتي في لحظة.
{{ article.visit_count }}
أستند في توقعي هذا على أمرين؛ الأول هو أنني أعلم، كما يعلم الجميع، بأن ما يجري في الساحة من أحداث مؤلمة غير مسكوت عنها، فهناك باستمرار تحركات بين القيادة والحكومة والمعنيين بالشأن السياسي للوصول إلى حل يرضي الجميع. هذا أمر بات واضحاً، خصوصاً بعدما أكده سمو ولي العهد في زياراته الأخيرة إلى مجالس رمضان، وكان واضحاً حرص سموه على بث الأمل في النفوس، فالقيادة تعلم أن الناس تعبوا من هذا «الجديد الغريب» عليهم وملوا، وأنه لا بد من تحرك ما ينقذ البلاد والعباد من هذا الذي يحدث ولا يليق بهذا الوطن الجميل.
أما الأمر الثاني الذي أستند إليه في توقعي إمكانية حل مشكلتنا في لحظة، فهو أن بوادر خلافات بدت في الشهرين الأخيرين بين أولئك الذين «اختبؤوا» في الخارج والجمعيات السياسية في الداخل، حيث من الملاحظ أن جرعة نقد أولئك لهؤلاء زادت، خصوصاً في الأيام الأخيرة، وهذا يعني أنهم أحسوا بأن لحظة إسدال الستار والإعلان عن نهاية الرواية باتت قريبة.
متابعة تغريدات أولئك الذين لا يزالون أسرى الشعارات البعيدة عن أرض الواقع ويدعون إلى إسقاط النظام تكشف عن خلاف بل خلاف عميق بينهم وبين الجمعيات السياسية، خصوصا الوفاق، التي اقتربوا من وصفها بالخائنة بعدما علموا أنها طرف في تسوية يمكن أن تجد طريقها إلى النور.
هنا أمثلة ذلك؛ يقول أولئك «لا تصالح.. وشعارات الثورة قائمة ولن تتوقف عند أي منعطف سياسي.. انهزامي.. ولا مساومات.. ولا بيع.. ولا مزاد سياسياً.. ومن تعب فليس جديراً بحمل الراية». ويقولون أيضاً «أكدنا مراراً على أن مسار الثورة كان في صحة.. لولا أن الحزبية الضيقة دخلت فضولية.. فانفردت.. فأكلت.. فتعبت.. فأثقلت كاهل الثورة»، ويقولون أيضاً «(الشعب تعب) كذبة من بنات الدجل السياسي.. الحزبي.. الانهزامي الذي ما فتيء يصطنع أعذاراً لا حقيقة ولا معنى لها في مجريات الثورة».
نحن إذاً أمام انقسام واضح في «المعارضة»، فريق يقول «الشعب تعب»، لذا علينا أن نتوقف ونتفاهم و»راعي النصيفة سالم»، وفريق يقول الشعب لم يتعب وسنواصل وأن الحل السياسي الذي نحن بصدده «مفسدة»، خصوصاً أنه سيتجاوز عن مسألة القصاص فيتم التفريط في حق «الشهداء».
هنا عبارة أكثر وضوحاً تشكك في توجهات الجمعيات السياسية وخصوصاً الوفاق، تقول العبارة «الدعوة إلى القصاص تشكل عبئاً أخلاقياً على أي جهة تتبنى دور المعارضة وتمثيل الشعب، لأن الالتزام به هو الامتحان العظيم لإخلاصها وصدق نواياها». وهي رسالة واضحة ملخصها أن عدم التزام من يعتزم المصالحة بالمطالبة بالقصاص عبارة عن «دعوة مفسدة في الأرض»، وملخص ملخصها هو أن «من تعب من «المعارضة» عليه أن يستريح فالشعب لم يتعب.. والشعب لن يثق في الجمعيات السياسية التي تدخل في مشروع المصالحة.. وأن الشارع في «يدنا» وليس في يدهم».
نحن إذاً نقترب من الحل والخروج من هذه الأزمة، والعقبات المتبقية ينبغي أن تحلها «المعارضة» بنفسها، وهذه المسائل الخلافية وإن بدت كبيرة وصعبة إلا أنه يمكن حسمها بشكل أو بآخر.
لهذا أظل على رأيي وقناعتي بأن الحل يمكن أن يأتي في لحظة.