أخبرني أحد الأخوة البحرينيين حين كان مسافراً في نزهة سياحية خاصة إلى ماليزيا، كان المصدر والمرجع الوحيد له لمعرفة أخبار البحرين وما يجري فيها من حوادث وأحداث، هو موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، ولأنه كان متابعاً جيداً لهذا الموقع الإعلامي الشهير، كاد بحسب وصفه أن يصاب بجلطة.
يخبرني صاحبنا قائلاً: حين كنت أسمع أخبار البحرين وأنا في قلب العاصمة الماليزية، ومن خلال الحسابات والتغريدات التي أتابعها، كان يخيل لي أن الدم في البحرين وصل إلى مستوى»الركب»، وأن هنالك حرب أهلية، وأن القتل يجري في الشوارع بين فئات المجتمع، فأصابني الكثير من القلق، وفي تلك الليلة لم أستطع النوم، ولم يكن هنالك من حل يزيح تلك الشكوك والمعلومات التي قرأتها سوى أن أقوم بحذف «تويتر» نهائياً، وهذا ما حصل، بعد ذلك استطعت أن أكمل رحلتي السياحية بكل حرية وراحة بال.
المغزى من هذه المقدمة، هو أن كثير منا يستطيع أن يفكر ويتنفس بطريقة حرة ومستقلة بعيداً عن الضغوطات الحقيقية والوهمية، الصحيحة منها والخاطئة، لأن الإنسان الذي يعيش تحت الضغط، لا يستطيع أن يفكر بطريقة سليمة، كما إن ضغوطات وسائل الإعلام تجعله غير محايدٍ على الإطلاق، وربما لا يستطيع في ظل الفوضى الإعلامية أن يقف في المكان الصحيح من أي حدث كان.
في تويتر، هنالك كثير من الزبد والقليل من الماء، هذا هو التوصيف القريب لما نقرأ ونشاهد في أكبر مكبات للأخبار المختلطة في العالم، ولأن الكثير أساؤوا استخدام هذا الموقع الإعلامي بطريقة خاطئة ومنفرة، بات الصراع بين الناس والقوى الأخرى مفتوحاً على مصراعيه، وحينها تكون كل الاحتمالات السيئة واردة.
مشكلة تويتر أنه موقع إعلامي جامد، بمعنى أنه لا يستطيع فلترة كميات الأخبار والمعلومات الهائلة التي تنهال على رأسه كل دقيقة، والأدهى من كل ذلك، أن من يتابع هذا الموقع العالمي، خصوصاً من العرب، ليست لديهم أجهزة مناعية تحصنهم من الكذب، كما يفتقدون لأجهزة الفلترات التي يستطيعون من خلالها معرفة الغث من السمين.
نحن اليوم في أمس الحاجة للوقوف بعد عامين ونصف العام على أحداث البحرين على ما يدور ومن يدير تويتر البحريني. من المهم اليوم أن نتعقل ونزن الأمور بروية ودراية، وعدم الانسياق خلف كل مثير للطائفية والفتنة في تويتر، لأننا بعد تجارب السنين وتعاقب الأحداث، يجب أن نكون قد وصلنا لمرحلة الرشد كجهة متلقية للأخبار والمعلومات التي تخص على الأقل، سلامة أمننا الأهلي، والحفاظ على سلامة وعينا ونسيجنا الاجتماعي من كل عابث ومتطفل.
{{ article.visit_count }}
يخبرني صاحبنا قائلاً: حين كنت أسمع أخبار البحرين وأنا في قلب العاصمة الماليزية، ومن خلال الحسابات والتغريدات التي أتابعها، كان يخيل لي أن الدم في البحرين وصل إلى مستوى»الركب»، وأن هنالك حرب أهلية، وأن القتل يجري في الشوارع بين فئات المجتمع، فأصابني الكثير من القلق، وفي تلك الليلة لم أستطع النوم، ولم يكن هنالك من حل يزيح تلك الشكوك والمعلومات التي قرأتها سوى أن أقوم بحذف «تويتر» نهائياً، وهذا ما حصل، بعد ذلك استطعت أن أكمل رحلتي السياحية بكل حرية وراحة بال.
المغزى من هذه المقدمة، هو أن كثير منا يستطيع أن يفكر ويتنفس بطريقة حرة ومستقلة بعيداً عن الضغوطات الحقيقية والوهمية، الصحيحة منها والخاطئة، لأن الإنسان الذي يعيش تحت الضغط، لا يستطيع أن يفكر بطريقة سليمة، كما إن ضغوطات وسائل الإعلام تجعله غير محايدٍ على الإطلاق، وربما لا يستطيع في ظل الفوضى الإعلامية أن يقف في المكان الصحيح من أي حدث كان.
في تويتر، هنالك كثير من الزبد والقليل من الماء، هذا هو التوصيف القريب لما نقرأ ونشاهد في أكبر مكبات للأخبار المختلطة في العالم، ولأن الكثير أساؤوا استخدام هذا الموقع الإعلامي بطريقة خاطئة ومنفرة، بات الصراع بين الناس والقوى الأخرى مفتوحاً على مصراعيه، وحينها تكون كل الاحتمالات السيئة واردة.
مشكلة تويتر أنه موقع إعلامي جامد، بمعنى أنه لا يستطيع فلترة كميات الأخبار والمعلومات الهائلة التي تنهال على رأسه كل دقيقة، والأدهى من كل ذلك، أن من يتابع هذا الموقع العالمي، خصوصاً من العرب، ليست لديهم أجهزة مناعية تحصنهم من الكذب، كما يفتقدون لأجهزة الفلترات التي يستطيعون من خلالها معرفة الغث من السمين.
نحن اليوم في أمس الحاجة للوقوف بعد عامين ونصف العام على أحداث البحرين على ما يدور ومن يدير تويتر البحريني. من المهم اليوم أن نتعقل ونزن الأمور بروية ودراية، وعدم الانسياق خلف كل مثير للطائفية والفتنة في تويتر، لأننا بعد تجارب السنين وتعاقب الأحداث، يجب أن نكون قد وصلنا لمرحلة الرشد كجهة متلقية للأخبار والمعلومات التي تخص على الأقل، سلامة أمننا الأهلي، والحفاظ على سلامة وعينا ونسيجنا الاجتماعي من كل عابث ومتطفل.