لقد مر الشعب السوري بحالة أخرى غير التي مرت بها شعوب الربيع العربي، فلئن كانت تلك الدول التي استنسخت منها سوريا ثورتها قد مرت بأضرار هي الأقل مما مرت به سوريا، إلا أن ذلك لم يكن مستبعداً ولا غريباً في ظل الموقع الذي تحتله سوريا، إضافة إلى ما يتمتع به النظام السوري من حماية ظاهرة وكاملة من بعض الدول، وحماية مبطنة وسياسة انتهجتها دول أخرى إزاء أحداثها.
ولم تخل المعارضة السورية من دعم بعض الدول العربية والخليجية، وكان العمل من أجل حل سياسي، لا تدخل الدول الخليجية في معركة مباشرة مع سوريا وحلفائها، ولذا كان التحرك على نطاق واسع من قبل دول الخليج لتحريك الرأي العالمي ضد النظام السوري، والوقوف ضد جرائمه، التي لا يمكن تجاهلها.
بيد أن هذه الثورة طال أمدها، واشتد على أهل سوريا الخطب فيها، وأصبحت المجازر التي ترتكب ضد الشعب السوري على مرأى ومسمع العالم أجمع تقض مضاجع الغيورين، وما كان لهذه الثورة أن يمتد وقتها إلا لأسباب ندرك بعضها، ونجهل كثيراً منها، ولعل من أسباب تأخر النصر في سوريا أن ينكشف الغطاء عن الأصدقاء، ويميز الله الخبيث من الطيب، وتظهر سوءة العالم الذي يتشدق بحماية حقوق الإنسان -لمن كانوا يصدقون به- وتستبين سبيل المجرمين، ويمحص الله المؤمنين الصادقين، ويظهر للناس أمر المنافقين، الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، وعودة المؤمنين إلى دينهم، وتخليهم عن ملذات الحياة، واختيار كثير منهم التحرر من الاستبداد والظلم.
إذاً، فمسألة تأخير النصر في سوريا لها حكم كثيرة، وهذا التأخير ليس شراً بل تبينت الدول التي تقف مع الظلم والطغيان، والدول التي تدعم الحق وتقف مع الشعب وإن اختلفت الأسباب، وفيه انكشاف تام «لحزب الشيطان» الذي انخدع فيه كثير من الناس، وما كان لهم أن يؤوبوا إلى رشدهم لولا تلك الأحداث، وتجلي الحقد الذي تخفيه بعض القلوب، وقد كانت تتستر بالمداهنة، ولما سنحت لها الفرصة بدا ما كانت تكنه صدورهم، ولو مكن لهم في الأرض لرأينا أشد مما حصل.
ولاشك أن الأزمات والضربات تقوي الأمة، وفي كل ضربة على الإسلام منحة قد لا تبدو من أول وهلة، ولكنها تظهر في قابل الأيام، ولا يمكن للأمة أن تعود إلى قوتها وسيادتها إلا بما سادت به من قبل، حيث كان البذل والتضحيات، ولينصرن الله من ينصره، ولأن سقوط النظام السوري الحالي سيغير كثيراً من الأوضاع في المنطقة كان هذا التأخر، وإذا احلولك الظلام اقترب الفجر، وعندما تشتد الكرب يقترب النصر.
ومضة:
قال تعالى: «أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر اللـه ألا إن نصر اللـه قريبٌ».
{{ article.visit_count }}
ولم تخل المعارضة السورية من دعم بعض الدول العربية والخليجية، وكان العمل من أجل حل سياسي، لا تدخل الدول الخليجية في معركة مباشرة مع سوريا وحلفائها، ولذا كان التحرك على نطاق واسع من قبل دول الخليج لتحريك الرأي العالمي ضد النظام السوري، والوقوف ضد جرائمه، التي لا يمكن تجاهلها.
بيد أن هذه الثورة طال أمدها، واشتد على أهل سوريا الخطب فيها، وأصبحت المجازر التي ترتكب ضد الشعب السوري على مرأى ومسمع العالم أجمع تقض مضاجع الغيورين، وما كان لهذه الثورة أن يمتد وقتها إلا لأسباب ندرك بعضها، ونجهل كثيراً منها، ولعل من أسباب تأخر النصر في سوريا أن ينكشف الغطاء عن الأصدقاء، ويميز الله الخبيث من الطيب، وتظهر سوءة العالم الذي يتشدق بحماية حقوق الإنسان -لمن كانوا يصدقون به- وتستبين سبيل المجرمين، ويمحص الله المؤمنين الصادقين، ويظهر للناس أمر المنافقين، الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، وعودة المؤمنين إلى دينهم، وتخليهم عن ملذات الحياة، واختيار كثير منهم التحرر من الاستبداد والظلم.
إذاً، فمسألة تأخير النصر في سوريا لها حكم كثيرة، وهذا التأخير ليس شراً بل تبينت الدول التي تقف مع الظلم والطغيان، والدول التي تدعم الحق وتقف مع الشعب وإن اختلفت الأسباب، وفيه انكشاف تام «لحزب الشيطان» الذي انخدع فيه كثير من الناس، وما كان لهم أن يؤوبوا إلى رشدهم لولا تلك الأحداث، وتجلي الحقد الذي تخفيه بعض القلوب، وقد كانت تتستر بالمداهنة، ولما سنحت لها الفرصة بدا ما كانت تكنه صدورهم، ولو مكن لهم في الأرض لرأينا أشد مما حصل.
ولاشك أن الأزمات والضربات تقوي الأمة، وفي كل ضربة على الإسلام منحة قد لا تبدو من أول وهلة، ولكنها تظهر في قابل الأيام، ولا يمكن للأمة أن تعود إلى قوتها وسيادتها إلا بما سادت به من قبل، حيث كان البذل والتضحيات، ولينصرن الله من ينصره، ولأن سقوط النظام السوري الحالي سيغير كثيراً من الأوضاع في المنطقة كان هذا التأخر، وإذا احلولك الظلام اقترب الفجر، وعندما تشتد الكرب يقترب النصر.
ومضة:
قال تعالى: «أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر اللـه ألا إن نصر اللـه قريبٌ».