«إياك والخمول، إياك والكسل»، هكذا تأتينا النصائح والوصايا من خبراء الصحة والتغذية والأطباء. فأن تكون نشيطا وذا لياقة هو خيار تقوم به بنفسك ويحملك المسؤولية عن نوعية حياتك. وعادة ما يحدث مثل هذا القرار من خلال التفكير الواعي باتباع نمط حياة صحي، فالصحة واللياقة البدنية قرار أو ميل يحدده العقل لاعتماد سلسلة من المبادئ الرئيسة في مجالات الحياة المختلفة التي تؤدي إلى مستويات عالية من الصحة والرضا عن الحياة. لذلك فإن المحافظة على مستوى اللياقة البدنية يعتبر جزءا هاما جدا من برنامج ونمط الحياة الخاص بكل شخص، ومن أجل تحقيق مستوى اللياقة البدنية المرغوبة ينصح أن يقوم الشخص بممارسة النشاط البدني و التمارين لمدة لا تقل عن نصف ساعة يوميا في معظم أيام الأسبوع. وتتضمن التمارين البدنية تحريك عضلات كبرى من الجسم كممارسة المشي أو الأعمال العادية اليومية أو نشاطات العمل الاعتيادية. ولكي نقوم بقياس سلامة جهاز القلب يجب أن نقيس الاستهلاك الأقصى للأوكسجين. ولهذا السبب فإن التمارين التي ترتبط بالتنفس تعتبر نشاطا ينعكس على استعمال الكتلة العضلية الكبرى في الجسم مثل الذراعين أو الساقين والتي تزيد من ضربات القلب وضخ الدم وسرعة التنفس مع زيادة حرارة العضلات.
لهذا فإن كثيرا من الدراسات تؤكد أهمية ممارسة الرياضة والنشاط البدني من أجل تحفيز بدء عملية الأيض في الجسم، لزيادة النشاط والحيوية مما يقلل من الكسل والخمول، وفي هذا الصدد، لابد أن يبدأ الشخص يومه بالتمارين الرياضية كونها تزيد من ضخ الدم إلى الدماغ مما يقلل الإحساس بالخمول، والكسل.
وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن 60% من سكان العالم لا يمارسون النشاط البدني بالقدر الموصى به واللازم لجني منافع صحية. والخمول البدني من عوامل الخطر التي يمكن اعتبارها ذات صلة بالأمراض المزمنة غير المعدية التي أودت بحياة أكثر من 35 مليون نسمة في عام 2005. وتمثل تلك الأمراض، حاليا، أهم أسباب الوفاة والعجز في جميع أنحاء العالم. والجدير بالملاحظة أن 80% من الوفيات الناجمة عن الأمراض المزمنة تحدث في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل.
وتشهد مستويات الخمول البدني ارتفاعا في جميع البلدان المتقدمة والبلدان النامية تقريبا. ولا يمارس أكثر من نصف البالغين، في البلدان المتقدمة، النشاط البدني بقدر كاف. بل أن المشكلة باتت أكبر في مدن الدول النامية الآخذة في الاتساع. وقد أدى التوسع العمراني إلى ظهور عدة عوامل بيئية تعيق إرادة الناس من اجل ممارسة النشاط البدني، كما تشهد المناطق الريفية في البلدان النامية تزايد شيوع ظاهرة الخمول البدني.
وقد أدى التوسع العمراني إلى ظهور عدة عوامل بيئية يمكنها الإنقاص من إرادة الناس في ممارسة النشاط البدني ومنها، تكدس السكان بشكل مفرط، وزيادة الفقر، وزيادة مستويات الإجرام، وكثافة حركة المرور، وتدني جودة الهواء، ونقص الحدائق والممرات المخصصة للمشي والمرافق الرياضية والترفيهية.
ونتيجة لذلك باتت الأمراض المرتبطة بالخمول البدني تمثل أعظم المشكلات الصحية في معظم بلدان العالم. وعليه لا بد من التعجيل باتخاذ تدابير صحية فعالة من أجل تحسين سلوكيات النشاط البدني لدى جميع الفئات السكانية.