إن كانت هناك مؤشرات إيجابية في التقرير الأخير الذي أصدره صندوق النقد الدولي حول اقتصاد البحرين؛ فإن هذا يعني أن هناك نمواً في القطاعات غير النفطية، وهذا أمر جيد وهام للاقتصاد البحريني.
إنتاج النفط انخفض عام 2012 عما كان عليه في العام 2011، وذلك (كما نشر سابقاً) بسبب انخفاض إنتاج حقل (أبوسعفة)، في الوقت الذي يقال إن الحقل أصبح من ملكية البحرين بعد أن تنازلت الشقيقة الكبرى السعودية عن حصتها، ولا نعلم الحقيقة، لكن يبدو أن هناك أرقاماً لا تظهر بخصوص حقل (أبوسعفة)، أو يراد لها ألا تظهر.
الرجل الفاضل الأخ عدنان يوسف، رئيس مجموعة البركة المصرفية، نشر أمس الأول مقالاً في صحيفة «الحياة» اللندنية عبر فيه بشكل متفائل عن حالة الاقتصاد البحريني، وأرجع ذلك إلى الإنفاق الحكومي، وأن هناك انتعاشاً عاماً شمل قطاعات الإنتاج، والفنادق، والمطاعم، والتأمين، والمصارف، والاتصالات، مع تعافي قطاعات تجارة التجزئة والإنشاءات.
انتهى كلام الأخ عدنان يوسف (وهو أحد الرجال الذين تفخر بهم البحرين لما يقوم به من جهود لتعزيز مركز البحرين المالي والاقتصادي) فما ذكره يظهر أن هناك حاجة ملحة لدفع عجلة التنمية في الصناعات الصغيرة والمتوسطة.
وأيضاً يجب على الدولة أن تركز اهتمامها على القطاع السياحي وأن نستغل مركزنا في وسط الخليج، لكن ذلك يتطلب بنية تحتية لاستقطاب السائح الخليجي، ذلك أن قدوم السائح يحرك عجلة الاقتصاد ويزيد القوة المالية للعملات في البحرين، وهذا أمر مطلوب.
لن تكون هناك سياحة ولا اقتصاد ولا ترويج، دون أن يكون هناك «أمن»؛ الأمن هو ركيزة لكل ذلك، بينما نشعر كمواطنين أن الدولة لا تريد أن تستأصل جذوة الإرهاب، وهي تعرف مكانه، وتعرف كل المعلومات، وترى كيف أن الإرهابيين يصنعون كل يوم أدوات إرهابية جديدة، وهذا يجعل الإرهاب يضرب في أي وقت، ويجعل حالنا كما هي مصر من عامين، غاب الأمن وغاب السائح والمستثمر.
ما فعلته دورة كأس الخليج من انتعاش للفنادق وللأسواق ولحركة الطيران، لم يفعله أي برنامج ترويجي أو فعالية ثقافية أو سياحية، لكن حتى الساعة لا نضع السياحة الرياضية في أجندتنا، حتى مع سعي البحرين لاستضافة كأس آسيا، وكأس العالم للناشئين؛ شباب وفتيات، فما ينطبق على السياحة العائلية ينطبق على الرياضة، كرة القدم تحتاج منشآت وبنية تحتية، ونحن لا نملك إلا الإستاد الوطني حالياً، وإستاد مدينة عيسى يعاني من الطاقة الاستيعابية للجماهير وموقعه بين الأحياء السكنية، بمعنى أنه إستاد من غير مواقف سيارات.
لا ينتعش الاقتصاد بالتمني أو أن نضخم ما نملك دون واقع حقيقي، نحتاج للإنفاق على الرياضة وعلى الأماكن الترفيهية العائلية، حتى نستقطب السائح، مكاسب استضافة الدورات لا تقتصر على قدوم الجماهير من الخليج، إنما هناك اليوم قنوات تتسابق للفوز برعاية البطولات وتدفع ملايين الدولارات، لذلك نحتاج إلى أن نفكر بشكل جدي في إيجاد بنية تحتية للسياحة العائلية والسياحة الرياضية وكرة القدم تحديداً، وكل ذلك يحتاج إلى أموال وإنفاق وفكر وتوجه، إضافة إلى استيعاب فكرة أن هذا هو ما يحرك الاقتصاد، ويجعل كل القطاعات تستفيد من قدوم السائح الخليجي والجمهور.
انخفض إنتاج النفط العام الماضي؛ لكن الاقتصاد حقق بعض النمو في القطاعات الأخرى، ألا يجعل هذا الأمر أن الدول تدرس هذه التجربة، ما الذي حقق النمو؟ وكيف حدث؟ وفي أي القطاعات؟
على هذه الدراسة نستطيع أن نبني، لكن مازال التوجه هو الاعتماد على النفط، وهذا لن يجدي، علينا أن نحرك كل القطاعات وأن نستقطب الاستثمارات التي توفر الوظائف وتدعم النمو الصناعي والاقتصادي، وهذا أيضاً يجعلنا نتساءل؛ ماذا حدث في الأراضي التي منحت لمستثمرين في منطقة البحرين للاستثمار؟ هل منحت لأناس يعملون وينتجون؟ هل سحبت الأراضي من الذين لم يستثمروا فيها؟ هل منحت أراض كبيرة لأشخاص بناء على علاقات معينة؟
نحن نسأل ولا نتهم؛ فقد نشر الكثير عن تلك الأراضي وما حدث بها من أمور مخالفة للقانون.
كل ذلك يحتاج إلى متابعة قوية، فهذه بنية تحتية جاهزة للاستثمار الصناعي لا ينبغي أن تبقى معطلة.
إن كان مستوى العجز الحالي يشكل 2%، ويتوقع أن يرتفع إلى 4% العام القادم، بحسب صندوق النقد الدولي، فإن التحدي هو أن نوجد بنية تحتية للسياحة العائلية تجعل البحرين على أقل تقدير وجهة السائح في المنطقة الشرقية بالسعودية، وبالتالي لا يقوم الاقتصاد على النفط وحده، وهذا سيجعل النمو الاقتصادي أكبر، كما إن الرياضة تحتاج إلى الإنفاق حتى نستطيع كدولة استضافة البطولات العالمية التي تجلب سمعة طيبة ومردوداً مالياً كبيراً على المدى البعيد.
لسنا متشائمين؛ لكن من وحي متابعتنا لا يوجد توجه رسمي للإنفاق على مرافق السياحة العائلية ولا الرياضة، حتى مع خروج أنباء عن الملعب الجديد، فما نحتاجه أكثر من ملعب.
رذاذ
- استشعر النواب أخيراً أن هناك مشكلة أدوية ومورفين في السلمانية (مثلما استشعروا أخيراً أيضاً أن هناك مشكلة لحوم ودواجن) لكنهم أجلوا لجنتهم شهراً..!
أنا أقول «خلكم وانتوا مشغولين» في الحجوزات لما بعد عيد الفطر للسفر، الأمل على اللجنة الحكومية التي نتمنى أن تستبق الأحداث وتعالج الأمر وتحيل كل الأطراف ذات الصلة إلى النيابة العامة.

- موضوع التمثيل العمالي في جنيف يتصاعد، لكننا نقول ألا يوجد من يحاسب وزارة العمل على ما تفعله، هذه وزارة مع الدولة أم ضدها؟
لماذا كل هذا الإبعاد والتحجيم والتجاهل للاتحاد الحر للعمال؟
لماذا الدولة تسكت عما تقوم به وزارة العمل؟