نقدر كل الجهود التي يبذلها الإخوة في وزارة الأشغال، إذ وللأمانة لا يمكننا غض الطرف عن كل الأعمال الكبيرة والمشاريع الضخمة والحيوية التي تقوم بها الأشغال، خصوصاً إدارة الطرق، وذلك من خلال بناء الجسور المعلقة والكبيرة، إضافة للأنفاق التي سهلت الكثير من عملية انسياب حركة المرور في الشوارع العامة والفرعية.
لا يمكن أن نتنكَّر لكل المشاريع التي تقوم بها الأشغال وعلى مدار الساعة في الكثير من مناطق وشوارع البحرين، محاولة منها في إتمام المشاريع الحيوية والطرق الهامة والحساسة في موعدها المحدد، كما يجب الاعتراف أن الجودة المستعملة في تشييد مثل هذه المشاريع عالية جداً، وهذا ما نراه أمام أعيننا كل يوم.
هذه الحيوية في المشاريع، وهذاه الإنجازات التي تلي الإنجازات مما نراه عياناً في شوارع البحرين، لا يعفي أن نتحدث عن بعض جهات القصور، وربما التنبيه حول بعض ما يعتري مشاريع الأشغال كجهة مسؤولة مسؤولية مباشرة عن كل شوارع المملكة، لعل من أهم هذه الأمور التي لم تحرك الأشغال ساكناً نحوها هو مشروع تطوير شارع البديع.
هذه ليست المرة الأولى التي نتناول من خلالها تطوير هذا الشارع الحيوي، فقد تناولنا في الأعوام الماضية أهمية تطويره مع ذكر الأسباب والمسببات التي تدعونا للإصرار على هذا الشارع دون سواه من شوارع البحرين، بل وحينها ردت الأشغال على ملاحظاتنا مشكورة، لكن لم يتغير شيء، ولم يطرأ أي طارئ إيجابي حول هذا الشارع المأساة، أحببنا فتح ملفه من جديد للوقوف على أهمية تبني هذا الشارع المأزوم، خصوصاً عند تقاطعاته ودواراته ومخارجها ومداخلها، وتحديداً مدخله ومخرجه الأساسي «دوار القدم».
الناس والبيوت والمتاجر في ازدياد رهيب على طول شارع البديع وعرضه وعبر كل قراه التي تمددت بصورة لافتة، فكل شيء تطور وتوسَّع في الشارع المذكور، إلا الشارع نفسه، إذ لا خبر جاء ولا وحي نزل، يُعلمنا أن هنالك مشروعاً كبيراً قادم سيزيح هموم الآلاف من مرتادي هذا الشارع كل يوم.
ليست هنالك بوادر انفراج في تطوير هذا الشارع على الإطلاق، وهذا كان واضحاً جداً من رد الأشغال في تلك الفترة، لكننا كنَّا نعتقد أنه ومع الأيام، وما ستشاهده من ضغط رهيب على هذا الشارع المتهالك، ستقتنع الوزارة بأهمية تطويره ولو بعد حين.
لا يصح أن تتطور المنطقة بأسرها ولا يتطور شارعها الرئيس، بل والوحيد تقريباً، إذ إن ذلك يعطينا مؤشراً بأن لا تناسق بين الاثنين، وهذا الأمر يعتبر مخالفاً لأبسط قواعد التنمية الحضرية والعمرانية، كما يعطيك الانتظار الممل والطويل حتى تتحرك سيارتك من بداية شارع البديع حتى نهايته، مؤشراً واضحاً على أن الناس ضاقتْ ذرعا ًحتى نفذ صبرها، فمتى سيكون الفرج؟.