خلال الاعتصام الجماهيري الذي تم تنظيمه الجمعة الماضي في قرية سار تحت عنوان «حقكم لن يضيع» رفع المعاون السياسي لأمين عام جمعية الوفاق علم «ائتلاف فبراير» بعدما تسلمه من أحد الشباب «الثائر» وهو يلقي كلمته النارية والتي رأى فيها أن الطريق إلى نهاية المشكلة هو إما القبول بوثيقة المنامة أو القبول بـ «ما لا يعلم إلا الله مآله»!وبعيداً عن «الرسائل السياسية» التي أراد المرزوق توصيلها من خلال كلمته الحماسية فإنه برفعه علم الائتلاف يكون قد «بط البرمة» ولم يعد لدى الوفاق ما تخبئه سوى ما يقال عن لقاءات سرية مع بعض الشخصيات السياسية دأبت على نفيها، حيث رفع علم الائتلاف وأداء التحية له والإعلان «شاهر ظاهر» عن دعم الائتلاف ومساندته والقبول بما يفعله يعني أنه لم يعد أمام الوفاق ما تخفيه عن الجميع فيما يخص علاقتها بالائتلاف. والبرمة حسب قواميس اللغة مفردة شعبية أصلها فصيح وتعني «الجرار المصنوعة من الفخار أو القدر المصنوعة من الحجارة»، أما البط فتعني «الكسر»، وبط البرمة أي «كسر الجرة أو القدر»، وهي في كل الأحوال تعبير يقال للأمر الذي تم إخفاؤه ثم أعلنه شخص وكشف مستوره. وهو ما قام به خليل المرزوق في تلك الليلة، حيث دأبت الوفاق على مدى السنتين ونيف الماضيات على إنكار علاقتها بالائتلاف وظلت طوال الفترة الماضية تعمل على أن برنامجها - كونها جمعية سياسية - منظم ومختلف عن برنامج الائتلاف الذي قوامه مجموعة من الشباب لا يأتمرون بأمر أحد ولهم برنامجهم الخاص بهم والذي لا توافقهم الوفاق عليه بالضرورة . في تلك الليلة وجه المرزوق تحية لعلم الائتلاف فقال «تحية لعلم الائتلاف الذي يرفرف هنا في الساحة، ونقول لكل من يصف الائتلاف بالإرهابي، نقول له أنت الإرهابي، نحن مساندون للائتلاف، و»الائتلاف» وجد ليبقى، و»تمرد» وجد ليبقى إلى أن تتحقق هذه المطالب»!هذا يعني باختصار أن الائتلاف جزء أساس من الوفاق وليس كما ظلت تقول عنه طوال الفترة الماضية، ويعني أن مشروع التمرد مشروع وفاقي بحت وأنها هي التي تقف وراء كل هذه العمليات التي يتم تنفيذها في الميدان.أداء التحية لعلم الائتلاف ورفعه من قبل مسؤول وفاقي في تجمع جماهيري وقوله بأن كل من يصف الائتلاف بالإرهابي بأنه هو الإرهابي، والإعلان الصريح عن مساندة الائتلاف والقول إنه «وجد» ليبقى حتى تتحقق المطالب، كل هذا يعني أن الوفاق قد وصلت إلى الحد الذي لم تعد معه تستطيع تحمل إخفاء السر لفترة أطول أو أنها انتبهت أخيراً أنها إنما تختبئ وراء إصبعها فصار الأفضل لها أن تعترف و«تبط البرمة»!بالنسبة للبعض لم تكن حركة المرزوق مفاجئة، فهذا البعض ظل يشكك في العلاقة بين الوفاق والائتلاف ويميل إلى الاعتقاد بأن الائتلاف ما هو إلا جزء من الوفاق وأن الوفاق آثرت الوقوف في الظل وترك شباب الائتلاف «يخربط» في الميدان على هواه وانتقاده إن استدعى الأمر! اليوم تأكد أن «ائتلاف فبراير» هو الوفاق وأن الوفاق هي «ائتلاف فبراير» وأن الوفاق هي التي تقف وراء حركة التمرد التي فشلت، وليس بعيداً أن «تبط البرمة» بعد قليل وتعترف أن مختلف الحركات الصغيرة في الداخل والخارج إنما هي من صنعها وتأتمر بأمرها وتنفذ ما تريده منها. ليس واضحاً ما إذا كان ما قام به المرزوق مخططاً له أم أن الصدفة لعبت دورها وأنه رفع العلم وحياه بعدما فوجئ به أو كان ذلك بسبب حماسه، لكنه في كل الأحوال تصرف أوقع الوفاق في مطب لا تحسد عليه.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90