كثرت في الآونة الأخيرة الأخطاء الطبية وكانت الطفلة ذات الـ 12 ربيعاً هي آخر الضحايا والتي لن تكون الأخيرة في ظل عدم وجود محاسبة المقصرين وأحياناً المستهترين في عملهم، وليس الكل طبعاً من الكادر الطبي الذي يقوم بإجراء العملية، وفيما يتعلق بفاطمة التي انتقلت إلى جوار ربها بسبب خطأ سيثبت التحقيق من قبل اللجنة التي تم تشكيلها لهذا الشأن من هو المسؤول عن وفاتها، فقد أصبحت قضية رأي عام شغلت الشارع البحريني الذي تعاطف معها ومع أهلها وكان قرار سمو رئيس الوزراء بإيقاف طبيبتين عن العمل وباقي من أجرى العملية شجاعاً وفي وقته، وهذا هو ما نعهده في سموه من سرعة التحرك في أية قضية كانت.
ما يدعونا للدهشة والغرابة أن وزير الصحة أصدر بياناً في ذات اليوم الذي أصدر فيه رئيس الوزراء أوامره بإيقاف الطبيبتين عن العمل حتى يتم الانتهاء من التحقيق في وفاة فاطمة وكان الأولى بالوزير أن يكون هو من يصدر هذا القرار باعتباره مسؤولاً عن هذه الوزارة لا أن ينتظر تحرك رئيس الوزراء وبعدها يشيد في بيانه الذي كان من الأفضل أن لا يصدره حتى لا يثير الرأي العام عليه وهذا ما حصل كان هناك سخط من قبل النواب وكتاب الرأي وممثلين لجمعيات حقوقية وغيرهم، فضلاً عن اشتعال مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً منها «تويتر» عبر «هاش تاغ» من المغردين الذين طالبوا الوزير بالاستقالة وأن يسجل موقفاً من بعد وفاة فاطمة ولكن يبدو أن ثقافة الاستقالة حتى الآن لن تجد طريقها في بلادنا ولا نعلم ما هو السبب.
ما يدمي القلب في الواقع أن فاطمة التي اختارها الله أن تفارق الحياة في أول يوم دراسي والتي تم دفنها قبل عدة أيام والتي كما يقال «راحت من كيس أهلها» بل ونتفاجأ بخبر جديد نشر يوم الخميس الماضي بإحدى الصحف المحلية ضحية جديدة نتيجة الإهمال الطبي أيضاً اسمها «دعاء» وهي مازالت مولودة عمرها شهر واحد فقط أصابها عطب في خلايا المخ بسبب أن الطبيبة رفضت الولادة القيصرية للأم التي انتظرت لترى أول مولودة لها لتحرمها هذه الطبيبة أو أياً كان هو المتسبب، من لحظة كانت تتوق أن ترى مولودها لا أن تراه في غيبوبة وأجهزة التنفس الاصطناعي عليه، والأدهى من ذلك أن المستشفى اتصلوا على أب هذه المولودة الصغيرة ليطلبوا منه موافقته على رفع أجهزة التنفس وترك هذه الطفلة الوليدة تلاقي أمر ربها والأعمار بيد الله ولكن من سيحاسب هذه الطبيبة على فعلتها أيضاً سيتم تشكيل لجنة تحقيق ولن ننتهي من هذه اللجان التي لا يتم إطلاع الرأي العام بما توصلت إليه.
بعد ما حصل من تكرار للأخطاء الطبيــة فــإن الشارع والرأي العام البحريني لن يهدأ له بال ويريد أن يعرف نتائج التحقيق بكل شفافية وحيادية والكشف عن الحقيقة ومحاسبة كل من تثبت إدانته في هذه القضية من خلال نتائج التحقيق ولا نريد أن تكون هذه اللجنة كسابقها من اللجان وما حدث في وفاة فتاتين قبل أشهر وسقوطهما من أحد الجسور بمنطقة السيف خير دليل على ذلك فلا نعلم إلى أين وصل ومن هو المسؤول عن تلك الحادثة وهل سيتم محاسبته؟ كلها أسئلة سنعيد تكرارها في اللجنة التي تم تشكيلها في وفاة الطفلة فاطمة.
همسة:
كل الشكر والتقدير لسمـــو رئيــس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة على تلمسه واستشعاره هموم المواطنين من خلال زياراته لمناطقهم والوقوف على مطالبهم والاستماع إلى شكاواهم بالإضافة إلى مشاركتهم أفراحهم وأحزانهم!