بسبب ظروف البحرين المذهبية منذ القدم حيث يعيش أهل البحرين من المنتمين إلى المذهبين الكريمين جنباً إلى جنب ظل البحرينيون يتناولون هذا الوضع ويتغلبون عليه بما حباهم الله من ظرافة وسعة صدر وسعة أفق، من هذا على سبيل المثال أنهم إذا أراد أحدهم أن يعرف إن كان الداخل عليه في مجلسه شيعيـاً أم سنيــاً التفت إلى صاحبه من دون أن يشعر المعني فأرسل إليه إشارة معينة يفهمها فيقوم الآخر بثني سبابته أو مدها، وهي حركة تعني أن المقصود ينتمي إلى هذا المذهب أو ذاك. والظريف أن المنتمين لكل مذهب يعتمدون ثني السبابة إشارة للآخر، والمقصود أنهم هـم المستقيمــون وليــس الآخر! وثنــي السبابة أو مدها تستخدم في ظروف وأحوال أخرى عديدة ولكن يغلب عليهـا طابع المزاح والفكاهة.
ظرافة البحرينيين لم تقف عند هذا الحد حيث اعتمدوا طريقة أخرى لمعرفة مذهب من يسألون عنه، ذلك أن يسأل أحدهم الآخــر «فلان كم سلندر»؟ فإن قـــال 12 سلندراً فهذا يعني أنه شيعي أي إمامي على عدد الأئمة في المذهب الجعفري، وإن قال 4 سلندر فهذا يعني أنه سني، و4 تعني عدد الخلفاء الراشدين.
قبل أيام كنت في اتصال مع الأخ والصديق أنور عبدالرحمن رئيس تحرير الزميلة «أخبار الخليج»، خلال الحديث أخبرني ضاحكاً إنه سئل ذات مرة إن كنت – يقصدني أنا – 4 أو 12 سلندراً وأنه أخبره ضاحكاً بأنه يعتقد أن فريد 16 أو 18 سلندراً! وكان يقصد أن الأمر لا يعنيه، وبالفعل فإن أبو جبران لا يعرف عـــدد «سلندراتي» رغم معرفتنا القديمة وتواصلنا المستمر. والأمر ينطبق على كثيرين، بل أنني أفاجأ أحياناً بمن يوجه إلي هذا السؤال بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر فلا أملك إلا أن أجيبه بضحكة لأغير الموضوع ولأوصل إليـــه، رسالة مفادها أننا في هذا الظرف الصعب الذي نمر فيه ينبغي أن نوقف حتى المزاح في هذا الشأن، فنحن جميعاً مواطنون بحرينيون، وموضوع اختلاف مذاهبنا لا يد لنا فيه، فليس بيننا من اختار مذهبه أو والديه.
جملة اعتراضية يهمني أن أقول فيها إن ما يحدث في بلادنا من مشكلات منذ أكثر من سنتين هي ليست بين الشيعة والسلطة ولكنها بين مجموعة من المواطنين المنتمي أغلبهم إلى المذهب الجعفري والسلطة، وهذه المجموعة لا تمثل شيعة البحرين ولا تستطيع أن تتحدث باسمهم بل أن أكثر الشيعة لا يوافقونهم على أعمالهم وإن اضطروا أحياناً إلى السكوت لسبب أو لآخر. والأكيد أيضاً أن سنة البحرين لا يتخذون من شيعة البحرين موقفاً، دون أن يعني هذا عدم تأثر البعض بما يجري في البلاد وفي المنطقة عموماً من أحداث فيتعامل مع هذا أو ذاك انطلاقاً من أفقه الضيق وثقافته المحدودة.
في البحرين وخصوصاً اليوم ليس مهماً إن كنت 4 سلندر أو 12 سلندراً أو كنت مثلي 16 سلندراً تستوعب الجميع فتجمع بين الـ 4 والـ 12 فالمهم والأهم هو أن تنتصر للبحرين وتعمل من أجلها وتدافع عنها وألا تقف مع من يريد بها سوءاً.
الانتماء إلى المذهب أو الدين أو العشيرة حق وهو أمر لا غنى عنه ولكن الانتماء إلى الوطن يأتي قبل هذا وذاك، وليس من عاقل يمكن أن يغلب أي شيء على الوطن، فبعد الله جل جلاله يأتي الوطن لأنه ببساطة لا يمكنك أن ترفع من شأن الدين أو المذهب إن ضاع الوطن. هكذا باختصار.
سؤال ظريف: ثني السبابة أو مدها تعني 4 أو 12 سلندر. ماذا عن الـ 16 سلندراً؟!
{{ article.visit_count }}
ظرافة البحرينيين لم تقف عند هذا الحد حيث اعتمدوا طريقة أخرى لمعرفة مذهب من يسألون عنه، ذلك أن يسأل أحدهم الآخــر «فلان كم سلندر»؟ فإن قـــال 12 سلندراً فهذا يعني أنه شيعي أي إمامي على عدد الأئمة في المذهب الجعفري، وإن قال 4 سلندر فهذا يعني أنه سني، و4 تعني عدد الخلفاء الراشدين.
قبل أيام كنت في اتصال مع الأخ والصديق أنور عبدالرحمن رئيس تحرير الزميلة «أخبار الخليج»، خلال الحديث أخبرني ضاحكاً إنه سئل ذات مرة إن كنت – يقصدني أنا – 4 أو 12 سلندراً وأنه أخبره ضاحكاً بأنه يعتقد أن فريد 16 أو 18 سلندراً! وكان يقصد أن الأمر لا يعنيه، وبالفعل فإن أبو جبران لا يعرف عـــدد «سلندراتي» رغم معرفتنا القديمة وتواصلنا المستمر. والأمر ينطبق على كثيرين، بل أنني أفاجأ أحياناً بمن يوجه إلي هذا السؤال بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر فلا أملك إلا أن أجيبه بضحكة لأغير الموضوع ولأوصل إليـــه، رسالة مفادها أننا في هذا الظرف الصعب الذي نمر فيه ينبغي أن نوقف حتى المزاح في هذا الشأن، فنحن جميعاً مواطنون بحرينيون، وموضوع اختلاف مذاهبنا لا يد لنا فيه، فليس بيننا من اختار مذهبه أو والديه.
جملة اعتراضية يهمني أن أقول فيها إن ما يحدث في بلادنا من مشكلات منذ أكثر من سنتين هي ليست بين الشيعة والسلطة ولكنها بين مجموعة من المواطنين المنتمي أغلبهم إلى المذهب الجعفري والسلطة، وهذه المجموعة لا تمثل شيعة البحرين ولا تستطيع أن تتحدث باسمهم بل أن أكثر الشيعة لا يوافقونهم على أعمالهم وإن اضطروا أحياناً إلى السكوت لسبب أو لآخر. والأكيد أيضاً أن سنة البحرين لا يتخذون من شيعة البحرين موقفاً، دون أن يعني هذا عدم تأثر البعض بما يجري في البلاد وفي المنطقة عموماً من أحداث فيتعامل مع هذا أو ذاك انطلاقاً من أفقه الضيق وثقافته المحدودة.
في البحرين وخصوصاً اليوم ليس مهماً إن كنت 4 سلندر أو 12 سلندراً أو كنت مثلي 16 سلندراً تستوعب الجميع فتجمع بين الـ 4 والـ 12 فالمهم والأهم هو أن تنتصر للبحرين وتعمل من أجلها وتدافع عنها وألا تقف مع من يريد بها سوءاً.
الانتماء إلى المذهب أو الدين أو العشيرة حق وهو أمر لا غنى عنه ولكن الانتماء إلى الوطن يأتي قبل هذا وذاك، وليس من عاقل يمكن أن يغلب أي شيء على الوطن، فبعد الله جل جلاله يأتي الوطن لأنه ببساطة لا يمكنك أن ترفع من شأن الدين أو المذهب إن ضاع الوطن. هكذا باختصار.
سؤال ظريف: ثني السبابة أو مدها تعني 4 أو 12 سلندر. ماذا عن الـ 16 سلندراً؟!