لم أجد أفضل من هذا العنوان للحديث حول فكرة هذا اليوم، نحن اليوم في سنة 2013 وفي بداية القرن الحادي والعشرين، ومع ذلك مازال البعض يتعامل في موضوع الزواج بنفس الأفكار التي كان يعيش عليها في منتصف القرن الماضي.قد يقول قائل «ما يصح إلا الصحيح!!» وفعلاً أنا أتفق معه ولكني أختلف معه في تعريف الصحيح، فالصحيح اليوم لم يكن صحيحاً بالأمس خصوصاً وأن الظروف قد تغيرت والجيل قد تبدل.. وما كان غريباً جداً ويستحيل تصديقه بالأمس أصبح عادياً جداً ومألوفاً هذه الأيام.اشتكى لي مرة أحد الأصدقاء أن أهله يرفضون ارتباطه بفتاة كانت بداية معرفته بها من التويتر، كان صديقي هذا يتألم وهو يروي لي قصته ويقول لي: لا أفهم لماذا يرفض والدي ارتباطي بالفتاة التي أحب؟! قلت له لا تغضب أخي الكريم السر في رفض أهلك ليس انتقاصاً من البنت أو تشكيكاً فيها بل لأنهم مازالوا يعتقدون الفكرة القديمة أن الزواج التقليدي أسلم وأفضل، هدأت صديقي وقلت له ارجع لأهلك ووجه لهم السؤال التالي: هل توجد بنت اليوم لا تملك حساباً في الفيس بوك؟ هل يوجد فتاة لا تكتب في المنتديات؟ هل أختي لا تملك حساباً في تويتر؟ رأيت البسمة تعلو شفاه صديقي، وفوجئت بعد أيام بخبر عقد قرانه على الفتاة التي أحبها.نعم أيها الإخوة والأخوات، الكثير من الأهالي اليوم مازالوا يعيشون في الأفكار القديمة ويعتقدون أنها أسلم وأفضل -وأنا أتفق معهم إلى حد كبير- ولا يعني كلامي أن كل من عرف فتاة قبل الزواج عن طريق إحدى وسائل التواصل المعروفة أو غيرها فإن زواجه سيكون ناجحاً، أقول لجميع الأهالي: عندما يأتيكم ابنكم أو ابنتكم ويعرض عليكم أنه يحب فلانة لا تنفعلوا عليه.. بل ناقشوه لأن الصراخ والعناد والاتهام الباطل لن يأتي بأي نتيجة إيجابية، بل العكس قد يكون نتيجة التصرف هذا عكسياً بأن يضع الشاب أهله أمام الأمر الواقع، كما حدث في أحد العوائل عندما أخبر أحد الأشخاص أهله أنه يرغب في الارتباط بفتاة تعمل معه في نفس الشركة، وعندما قامت والدته بالسؤال اكتشفت أن بين أهلهم وأهل هذه الفتاة ثأراً قديماً ولذا توجهت لابنها وقالت له لا يمكن أبداً أن نقبل بارتباطك من العائلة الفلانية!! كانت نتيجة هذا التصرف أن الولد قد ذهب بنفسه وتزوجها بدون علم أهله وبالتالي حدث الخصام والشقاق.من الملام في القصة السابقة؟ قد تختلف الآراء هنا ولكن من وجهة نظر شخصية أعتقد أن الخطأ الأكبر كان من جانب الأهل، خصوصاً وأنهم كانوا يرون في عين ابنهم حباً حقيقياً لتلك الفتاة -كما أخبرني بذلك راوي القصة- ولو أنهم جلسوا معه وناقشوه ما كان الوضع ليصل لهذا الحال.نحن اليوم نعاني من تلك الأفكار القديمة، خصوصاً أبناء الجيل الحديث ولذا فإن رسالة اليوم موجهة للأهالي جميعاً: لا تسقطوا على أبنائكم نفس الأحكام التي كان أهاليكم يسقطونها عليكم في السابق لأن الجيل قد تغير.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90