يعرف السفير الأمريكي كرايجيسكي أكثر من غيره، أنه لو قام أحد بالتعرض لرجل شرطة أمريكي في بلاده بمجرد التهديد اللفظي لواجه عقوبة الحبس والمحاكمة، فما بالكم بالتعرض له بزجاجة مولوتوف بهدف قتله.
وهو يعرف تماماً بأن من يحرض الناس في بلده على العنف ويدعوهم لكراهية الدولة ويقود تحريضه لتحريك أفراد لإشاعة الفوضى والتخريب، فإن عقوبته قد تكون أقسى من مرتكب الفعل نفسه، وإن دخل ذلك في إطار الإرهاب، فمنتجع «غوانتامو» الفاخر الشاهد على حقيقة «حقوق الإنسان» في العرف الأمريكي أفضل مكان!
يعرف السفير كل ذلك، لكن الفارق أنه في البحرين ولا يهمه كل ذلك، فبلد ليست بلده لا يهمه ما يحصل فيها، حتى لو دعا المحرضون لقتل رجال الشرطة بصريح العبارة، فإنه سيخرج ويطلب ويدعو للحوار بين الدولة التي يتم تهديدها بالقتل والحرق وبين الإرهابيين، سيجتمع بهم ويقول بعدها لا اجتمع مع من يمارس العنف! الظاهر من كثرة الاجتماعات علموك على «التقية السياسية»، رغم أن التقية الأمريكية أخطر وأشد وقعاً.
في احتجاجات «وول ستريت» حينما خرج مواطنوك الأمريكان يا سعادة السفير ليحتجوا على النظام المالي «الفاشل» لرئيس دولتك (هذا كلام مواطنيكم وليس كلامنا)، تم إمهالهم لفترة زمنية ثم تمت «إزالتهم» من الموقع، لا اعتبار لعجوز، مسن، امرأة، رجل أو طفل، لا أحد فوق القانون. وحينما سئل شرطي أمريكي عن سبب وضع حذائه على رقبة متظاهر في وسط الشارع، رد بأنه كان يعتبر «متظاهراً» حينما كان يقف على الرصيف ولا يعيق حركة الناس، لكن حينما نزل للشارع وقام بإعاقة مرور الناس أصبح «مجرماً» يتوجب شل حركته بـ «أي طريقة»!
نعم، هذا هو القانون الأمريكي، لا أحد فوقه، يسمح للتظاهرات لكن من يجرؤ على تحدي الدولة والنظام وتهديد الرئيس ورموز إدارة البلاد لا تتم «الطبطبة» على ظهره ومعاملته بـ «دلع»، لا تتم دعوته إلى «حوار»، لا ترخص له فعاليات قادمة، والسفير الأمريكي أفضل من يشرح لنا ذلك.
والله لا يتجرأ أحد ولا حتى السفير الأمريكي نفسه أن يخالف أوامر شرطي مرور في أمريكا إن أوقفه وطلب منه وضع يديه في موقع يمكنه من رؤيتهما، يدرك تماماً بأن مخالفة ذلك تخول الشرطي إطلاق الرصاص الحي. لكن في البحرين «يناور» السفير بشأن دعمه لجمعية تحمي الإرهاب في جانب ويدعو مرجعها لسحق الشرطة في جانب آخر، وتقيم فعاليات تحريضية هدفها استهداف رجال الأمن.
القانون الأمريكي يحظر أن يحتل المتظاهرون الأماكن الخاصة، ويمنع التظاهر بالقرب من المدارس والمستشفيات والجامعات وأماكن الخدمة العامة، ويمنع منعاً باتاً غلق الشوارع، ولا يسمح لأي متظاهر بالكتابة على السيارات أو جدران المنازل، وطبعاً لا يسمح باستمرار التظاهرة ليوم كامل ولا للمبيت في مكانها، والأهم يحق لقوات الأمن أن تفض أي تجمع إذا ما حدثت أعمال شغب ويتم القبض على مثيري العنف اليدوي، بل يحق للشرطة اعتقال أي متظاهر يحاول الاعتداء على المنشآت الخاصة والعامة.
كل هذا الذي يحظره قانونكم الأمريكي، يقوم به أصدقاؤكم الوفاقيون ومن معهم يا سعادة السفير، وفي النهاية يأتي لـ «يتلون» علينا ويخرج بتصريحات صحافية تنافس «المفبركين» في ممارسة التقية السياسية.
والله لو كان هذا السفير في السعودية لكان قد عرفوه حجمه وأرسلوه للبيت الأبيض منذ زمن! بل لكانوا لم يقبلوا به أصلاً ليطأ أرضهم! لكن مشكلتنا أننا «طيبين» زيادة حبتين، بالأخص مع من يشتمنا ويعادينا ويهتف بموتنا ورحيلنا، فما بالكم بأحمر وأشقر من عند «الحلفاء»!
مشكلة هذه الطيبة غير المبررة التي تأخذ هؤلاء بـ «الشيمة» و«السنع»! يا جماعة السنع مع غير أهل السنع مصيبة!
{{ article.visit_count }}
وهو يعرف تماماً بأن من يحرض الناس في بلده على العنف ويدعوهم لكراهية الدولة ويقود تحريضه لتحريك أفراد لإشاعة الفوضى والتخريب، فإن عقوبته قد تكون أقسى من مرتكب الفعل نفسه، وإن دخل ذلك في إطار الإرهاب، فمنتجع «غوانتامو» الفاخر الشاهد على حقيقة «حقوق الإنسان» في العرف الأمريكي أفضل مكان!
يعرف السفير كل ذلك، لكن الفارق أنه في البحرين ولا يهمه كل ذلك، فبلد ليست بلده لا يهمه ما يحصل فيها، حتى لو دعا المحرضون لقتل رجال الشرطة بصريح العبارة، فإنه سيخرج ويطلب ويدعو للحوار بين الدولة التي يتم تهديدها بالقتل والحرق وبين الإرهابيين، سيجتمع بهم ويقول بعدها لا اجتمع مع من يمارس العنف! الظاهر من كثرة الاجتماعات علموك على «التقية السياسية»، رغم أن التقية الأمريكية أخطر وأشد وقعاً.
في احتجاجات «وول ستريت» حينما خرج مواطنوك الأمريكان يا سعادة السفير ليحتجوا على النظام المالي «الفاشل» لرئيس دولتك (هذا كلام مواطنيكم وليس كلامنا)، تم إمهالهم لفترة زمنية ثم تمت «إزالتهم» من الموقع، لا اعتبار لعجوز، مسن، امرأة، رجل أو طفل، لا أحد فوق القانون. وحينما سئل شرطي أمريكي عن سبب وضع حذائه على رقبة متظاهر في وسط الشارع، رد بأنه كان يعتبر «متظاهراً» حينما كان يقف على الرصيف ولا يعيق حركة الناس، لكن حينما نزل للشارع وقام بإعاقة مرور الناس أصبح «مجرماً» يتوجب شل حركته بـ «أي طريقة»!
نعم، هذا هو القانون الأمريكي، لا أحد فوقه، يسمح للتظاهرات لكن من يجرؤ على تحدي الدولة والنظام وتهديد الرئيس ورموز إدارة البلاد لا تتم «الطبطبة» على ظهره ومعاملته بـ «دلع»، لا تتم دعوته إلى «حوار»، لا ترخص له فعاليات قادمة، والسفير الأمريكي أفضل من يشرح لنا ذلك.
والله لا يتجرأ أحد ولا حتى السفير الأمريكي نفسه أن يخالف أوامر شرطي مرور في أمريكا إن أوقفه وطلب منه وضع يديه في موقع يمكنه من رؤيتهما، يدرك تماماً بأن مخالفة ذلك تخول الشرطي إطلاق الرصاص الحي. لكن في البحرين «يناور» السفير بشأن دعمه لجمعية تحمي الإرهاب في جانب ويدعو مرجعها لسحق الشرطة في جانب آخر، وتقيم فعاليات تحريضية هدفها استهداف رجال الأمن.
القانون الأمريكي يحظر أن يحتل المتظاهرون الأماكن الخاصة، ويمنع التظاهر بالقرب من المدارس والمستشفيات والجامعات وأماكن الخدمة العامة، ويمنع منعاً باتاً غلق الشوارع، ولا يسمح لأي متظاهر بالكتابة على السيارات أو جدران المنازل، وطبعاً لا يسمح باستمرار التظاهرة ليوم كامل ولا للمبيت في مكانها، والأهم يحق لقوات الأمن أن تفض أي تجمع إذا ما حدثت أعمال شغب ويتم القبض على مثيري العنف اليدوي، بل يحق للشرطة اعتقال أي متظاهر يحاول الاعتداء على المنشآت الخاصة والعامة.
كل هذا الذي يحظره قانونكم الأمريكي، يقوم به أصدقاؤكم الوفاقيون ومن معهم يا سعادة السفير، وفي النهاية يأتي لـ «يتلون» علينا ويخرج بتصريحات صحافية تنافس «المفبركين» في ممارسة التقية السياسية.
والله لو كان هذا السفير في السعودية لكان قد عرفوه حجمه وأرسلوه للبيت الأبيض منذ زمن! بل لكانوا لم يقبلوا به أصلاً ليطأ أرضهم! لكن مشكلتنا أننا «طيبين» زيادة حبتين، بالأخص مع من يشتمنا ويعادينا ويهتف بموتنا ورحيلنا، فما بالكم بأحمر وأشقر من عند «الحلفاء»!
مشكلة هذه الطيبة غير المبررة التي تأخذ هؤلاء بـ «الشيمة» و«السنع»! يا جماعة السنع مع غير أهل السنع مصيبة!