الجنسية البحرينية تاج على الرأس، ومن لا يقدر على حملها فهو لا يستحقها، ويجب أن يزاح من على رأسه، وهذا ما ثبت في رسالة المسقط جنسيتهم التي وجهت إلى سبعة من زعماء الدول الكبرى، وإلى البرلمان الأوروبي والأمم المتحدة وباقي المنظمات الأجنبية، والذي أقر فيها أصحاب هذه الرسالة بأنفسهم أسباب عدم استحقاقهم للجنسية البحرينية، ومن هذه الأسباب التي ذكروها: «أن أغلب الأشخاص المتضررين من قرار سحب الجنسية هم من المناوئين بشكل علني للنظام الديكتاتوري، وأن السلطات البحرينية ادعت أنهم يشكلون تهديداً للأمن الوطني وأنه ادعاء لا أساس له».
إذاً فليس لديهم ولاء للدولة التي يمثلها الحكم الخليفي، وهذا يشكل خطراً على الأمن القومي، وهو ليس مجرد ادعاء، عندما يكون هناك أشخاص يكرهون النظام البحريني، ويسعون إلى تغييره، ثم نأتي إلى نص آخر من رسالتهم الذي يقولون فيه: «إن الدافع وراء هذا القرار هو محاكمة النيات السياسية، ودون إشعار للمتضررين به الذين تلقوا هزة عنيفة جراء ذلك، فانعدام الجنسية يعد مهيناً وقاسياً»، والسؤال هنا؛ كيف يدعون أن هذا القرار هو محاكمة النيات السياسية، وهم قد اعترفوا بأن المتضررين من قرار سحب الجنسية هم المناوؤن بشكل علني النظام الديكتاتوري، أي أنهم أعلنوا عن نياتهم السياسية، وأنهم وصفوا النظام بصفة مشينة ومسيئة لسمعته ومكانته الدولية.
ثم نأتي إلى قولهم «دون إشعار للمتضررين به الذين تلقوا هزة عنيفة جراء ذلك»، ونقول لهم هل اختطاف الدولة وإعلان البحرين جمهورية إسلامية والاستغاثة بإيران وحزب الله اللبناني والحكومة العراقية وأمريكا لتنفيذ المؤامرة الانقلابية؛ ألم يكن كل ذلك هزة عنيفة لشعب البحرين؟ وهل أشعر من يدعون أنهم المتضررون والذين شاركوا في الاحتفال بإعلان البحرين جمهورية إسلامية النظام وشعبه؟ وقولهم كذلك «انعدام الجنسية يعد مهيناً وقاسياً»؛ فماذا إذاً عن ذهاب الوطن وإسقاط النظام وشتم رموز الحكم؟ فهل يكفي وصف الشعور في هذه الكارثة والمأساة والمصيبة بأنه شعور مهين وقاسٍ، أم أن ضياع وطن وشعب هو أقل من شعور سحب الجنسية، الوطن الذي جعل الله الدفاع عن ترابه جهاداً في سبيله، أم أن الوطن هو جنسية ستار تحاربون منها الدولة؟.
كما ذكروا في رسالتهم «قمنا بخدمة بلدنا بإخلاص وبنيات صادقة لبناء وطن آمن ومستقر، وعملنا بشكل متواصل من أجل خير البحرين من خلال مواقعنا وبدافع من إحساسنا بالمسؤولية تجاه الوطن»، نريد هنا أن نعرف ما هو تعريف الإخلاص والنيات الصادقة وماذا يعنون بوطن آمن مستقر؟ هل يعنون أن المؤامرة الانقلابية والعصيان المدني الذي كاد أن يفجر المصانع ويجمد المصاهر واحتلال المنامة والتفجيرات وقطع الطرق وقتل الأبرياء هو إخلاص وخدمة للوطن؟ وهل الاستعانة بإيران نية صادقة؟ وهل الحرس الثوري الإيراني الذي كان ينتظر إشارة الإنزال سيكون فيه أمن واستقرار للبحرين؟
ثم ما هو نوع العمل المتواصل الذي تدعون أنه لأجل خير البحرين؟ هل التخابر مع المنظمات الدولية والسفارات الأجنبية والتآمر على قلب النظام فيه خير للبحرين وأنه بدوافع الإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن؟ فأي خير وأي أمن وأي مسؤولية هذه التي تدفع الوطن إلى نفس المحتل والمستعمر الذي احتل العراق واستعمر شعبه إلى حد العبودية؟
ونوجه هنا السؤال إلى الجهات التي وجهت لها هذه الرسالة؛ ماذا لو أن مواطنيكم أعلنوا عن عدائهم للأنظمة الحاكمة وحكوماتها وقادوا مؤامرة انقلابية وتخابروا مع دول أجنبية، وقاموا بأعمال إرهابية مثل التي يقوم بها قادة الانقلاب الذين أعلنوا عن مناوأتهم للنظام وولائهم العلني لإيران، والتي أكدته القنوات الإيرانية، كما أكدوه أنفسهم وبلسانهم عندما خرجوا على هذه القنوات يشتمون الدولة ويطالبون بإسقاط نظامها.
ثم نقول لهم بأن الدولة لم تقم بعمل غير إنساني ولا مهين، بل هو عمل إنساني وقمة الإنسانية بشهادة علي سلمان، والذي أعلن أن ما سيقوم به عندما يكون على كرسي السلطة سحب الجنسية من الذين قامت الدولة بتجنيسهم، وذلك لمجرد أنهم إذا وصلوا إلى سن التقاعد يعودون إلى وطنهم الأصلي، وهنا فرق بين سحب الجنسية لهذا السبب وبين سحب الجنسية لمن شارك في مؤامرة انقلابية ويقود إرهاباً دموياً، ومازال يطالب بإسقاط النظام ومازال يمعن في سفك الدماء، ومازال يدعو الدول الغربية وأمريكا لاحتلال البحرين على غرار احتلال العراق، وما هذه الرسالة إلا دليل وبرهان يؤيد قرار سحب الجنسية من أي مواطن سني كان أو شيعياً تسول له نفسه التآمر على البحرين، فسيادة الدولة وأمن البحرين واستقرارها لا يفاوض عليه ولا تقبل فيه وساطات، وأن هيبة الدولة بتنفيذ قراراتها وإمضاء قانونها ودستورها، وأن الإصغاء للخارج ضياع لهيبة الدولة، بل ضياع للدولة نفسها.