البحرين مصيرها أن تمضي قدماً وألا تلتفت للوراء كثيراً، لكن حتى تبني وتواصل البناء لا بد أن تضع حداً لما يقوض هذه العملية ولمن يضرب بمعاول الهدم كل محاولات النظر للمستقبل.
ما حصل في فبراير 2011 من محاولة لإسقاط الدولة فصل انتهى، وليس مطلوباً من الناس نسيان الألم في لحظة هنا، لكن المطلوب ألا يكون هذا الألم هو الذي نضعه دائماً أمام عيوننا لا نتحرك إلا بموجبه ولا نتعامل إلا بناء على مقتضياته، ولا يجعلنا ننظر للمستقبل لأنه –أي الألم- يجرنا جراً للوراء.
هناك من يريد أن تستمر البحرين في موجة الفوضى، وأن يواصل الناس عيشهم في «جلباب» الأزمة وكأننا مازلنا في البدايات ولم نتخطّ هذه المرحلة، وكأن الدولة لم تتحرك وترسخ عديداً من التحركات الجديدة الداعمة للتوجهات الإصلاحية.
لكن كما أسلفت، حتى نمضي قدما علينا وضع حد لما يعوق هذا التقدم، وهنا لا بد أن يكون موقف المطالبة بتطبيق القانون وحفظ هيبة الدولة وأمنها مطلباً رئيسياً لدى كل مواطن، وأن يكون ديناً وواجباً تؤديه الدولة من منطلق مسؤوليتها تجاه مواطني البحرين والمقيمين فيها.
لن تتقدم خطوة واحدة طالما هناك من يتعلق بالأسمال ويعطل مسيرتك، لن ينهض الاقتصاد طالما هناك من يجتهد لترهيب المستثمرين وطرد رؤوس الأموال، لن يصغر الشرخ المجتمعي الذي خلقه كارهو البحرين طالما كان هناك من الناس من مازال يفتح آذانه ويتأثر، وفي جانب آخر من مازال يتعامل مع الآخر وكأنه عدو لا أخ، ويعمم الشر ولا يستثني منه أحداً.
كلنا نريد أن نعيش في وطن آمن يحفظ لنا حقوقنا وحقوق الأجيال بعدنا، كلنا نريد أن تتحسن أوضاع المجتمع وتنصلح الأحوال وتنتهي المظاهر الخاطئة وتحارب السلبيات، لكن كل ذلك لا يتحقق إن لم نتجاوز ما يعيق الحركة، إن لم نتخطّ العقبات التي توضع وتصنع بفعل فاعل.
من مازال يمارس هوايته بشتم الدولة وحرقها وترويع أهلها بالإرهاب هو من كشف نفسه بوضوح أمام الجميع، هو من قدم نفسه على أنه غير قادر على التحاور مع المختلفين معه، وأنه جاحد بكل مكسب تحقق في هذا الوطن، أقلها مكسب واحد لم يتحقق؟! أهذا منطق سليم يفترض أن يتقبله الآخرون؟!
إن كان البعض مازال يريد استفزاز البشر فإنه سينجح لوجود فئات تقابله بنفس التقاسيم والصفات ورد الفعل ويزيدون على ذلك بأنهم هددوا في أمنهم وفي استقرار بلدهم، لكن هل الحل الصحيح هو السقوط ضحية لهذا الاستفزاز؟!
لم تعد البحرين كما كانت، ومن كان يظن بأنه يمكنه في السابق تحويل البلد إلى غابة هو يفكر اليوم ألف مرة قبل أن يقوم بخطوة قد تكون وبالاً عليه ويندم، فالدولة كما نرى ماضية في صد كل هذا العبث مستندة على التخويل الشعبي الممنوح لها عبر المؤسسة التشريعية الدستورية، وهذه معلومة باتت كل الجهات الخارجية والداخلية المتداخلة في الشأن البحريني تدركها وتعرف مضمونها وأبعادها.
هذه البلد يجب أن تسير إلى الأمام، ومن يريد جرها إلى الوراء عليه أن يدرك بأنه هو الوحيد الذي سيبقى في الخلف، فجموع عديدة من الذين أوهموا بوهم تغيير جلد الدولة ملوا هذا الوضع وباتوا ينفضون من حول من بانت حقيقة ارتباطهم بالناس وكيف أنها قائمة على استغلالهم كأجساد وأرقام.
البحرين دائما فاتحة أبوابها لأبنائها، حتى من ضل منهم عله يعود ويكون أداة بناء لا هدم، من يريد الخير لهذا البلد عليه أن يبادر لما فيه الخير، عليه أن يحارب كل صور الفرقة والطائفية والفتنة وكل فعل بغيض، آن للبحرين أن تتعافى، وصلاحها لن يكون إلا بيد أبنائها المخلصين المحبين لها الموالين لترابها.
{{ article.visit_count }}
ما حصل في فبراير 2011 من محاولة لإسقاط الدولة فصل انتهى، وليس مطلوباً من الناس نسيان الألم في لحظة هنا، لكن المطلوب ألا يكون هذا الألم هو الذي نضعه دائماً أمام عيوننا لا نتحرك إلا بموجبه ولا نتعامل إلا بناء على مقتضياته، ولا يجعلنا ننظر للمستقبل لأنه –أي الألم- يجرنا جراً للوراء.
هناك من يريد أن تستمر البحرين في موجة الفوضى، وأن يواصل الناس عيشهم في «جلباب» الأزمة وكأننا مازلنا في البدايات ولم نتخطّ هذه المرحلة، وكأن الدولة لم تتحرك وترسخ عديداً من التحركات الجديدة الداعمة للتوجهات الإصلاحية.
لكن كما أسلفت، حتى نمضي قدما علينا وضع حد لما يعوق هذا التقدم، وهنا لا بد أن يكون موقف المطالبة بتطبيق القانون وحفظ هيبة الدولة وأمنها مطلباً رئيسياً لدى كل مواطن، وأن يكون ديناً وواجباً تؤديه الدولة من منطلق مسؤوليتها تجاه مواطني البحرين والمقيمين فيها.
لن تتقدم خطوة واحدة طالما هناك من يتعلق بالأسمال ويعطل مسيرتك، لن ينهض الاقتصاد طالما هناك من يجتهد لترهيب المستثمرين وطرد رؤوس الأموال، لن يصغر الشرخ المجتمعي الذي خلقه كارهو البحرين طالما كان هناك من الناس من مازال يفتح آذانه ويتأثر، وفي جانب آخر من مازال يتعامل مع الآخر وكأنه عدو لا أخ، ويعمم الشر ولا يستثني منه أحداً.
كلنا نريد أن نعيش في وطن آمن يحفظ لنا حقوقنا وحقوق الأجيال بعدنا، كلنا نريد أن تتحسن أوضاع المجتمع وتنصلح الأحوال وتنتهي المظاهر الخاطئة وتحارب السلبيات، لكن كل ذلك لا يتحقق إن لم نتجاوز ما يعيق الحركة، إن لم نتخطّ العقبات التي توضع وتصنع بفعل فاعل.
من مازال يمارس هوايته بشتم الدولة وحرقها وترويع أهلها بالإرهاب هو من كشف نفسه بوضوح أمام الجميع، هو من قدم نفسه على أنه غير قادر على التحاور مع المختلفين معه، وأنه جاحد بكل مكسب تحقق في هذا الوطن، أقلها مكسب واحد لم يتحقق؟! أهذا منطق سليم يفترض أن يتقبله الآخرون؟!
إن كان البعض مازال يريد استفزاز البشر فإنه سينجح لوجود فئات تقابله بنفس التقاسيم والصفات ورد الفعل ويزيدون على ذلك بأنهم هددوا في أمنهم وفي استقرار بلدهم، لكن هل الحل الصحيح هو السقوط ضحية لهذا الاستفزاز؟!
لم تعد البحرين كما كانت، ومن كان يظن بأنه يمكنه في السابق تحويل البلد إلى غابة هو يفكر اليوم ألف مرة قبل أن يقوم بخطوة قد تكون وبالاً عليه ويندم، فالدولة كما نرى ماضية في صد كل هذا العبث مستندة على التخويل الشعبي الممنوح لها عبر المؤسسة التشريعية الدستورية، وهذه معلومة باتت كل الجهات الخارجية والداخلية المتداخلة في الشأن البحريني تدركها وتعرف مضمونها وأبعادها.
هذه البلد يجب أن تسير إلى الأمام، ومن يريد جرها إلى الوراء عليه أن يدرك بأنه هو الوحيد الذي سيبقى في الخلف، فجموع عديدة من الذين أوهموا بوهم تغيير جلد الدولة ملوا هذا الوضع وباتوا ينفضون من حول من بانت حقيقة ارتباطهم بالناس وكيف أنها قائمة على استغلالهم كأجساد وأرقام.
البحرين دائما فاتحة أبوابها لأبنائها، حتى من ضل منهم عله يعود ويكون أداة بناء لا هدم، من يريد الخير لهذا البلد عليه أن يبادر لما فيه الخير، عليه أن يحارب كل صور الفرقة والطائفية والفتنة وكل فعل بغيض، آن للبحرين أن تتعافى، وصلاحها لن يكون إلا بيد أبنائها المخلصين المحبين لها الموالين لترابها.